أكلو : إلغاء مهرجان "التبوريدة أوكلو" هذا الصيف.. "شوقي"يكشف معطيات حول هذه التظاهرة    نقل جندي إسباني من جزيرة النكور بالحسيمة إلى مليلية بمروحية بعد إصابته في ظروف غامضة    تقرير: 327 مليار درهم احتياطات أنظمة التقاعد المغربية رغم العجز التقني المستمر    نادي أياكس الهولندي يتعاقد مع المغربي عبد الله وزان حتى 2028    أخبار الساحة    أشبال الأطلس يستعدون للمونديال بمواجهتين وديتين ضد منتخب مصر    ابن الحسيمة "بيتارش" يلتحق بالفريق الأول لريال مدريد    بلاغ هام من Baleària لزبنائها المسافرين عبر ميناء طنجة المتوسط خلال شهر غشت    نشرة إنذارية: موجة حر وزخات رعدية قوية مصحوبة بالبرَد وبهبات رياح مرتقبة بعدد من مناطق المملكة    عدد ضحايا حوادث السير يرتفع بالمدن فيما يسجل انخفاضا خارجها خلال شهر يوليوز    مغاربة وجزائريين وآسيويين.. تقرير إسباني يكشف عن تنوع جنسيات المهاجرين نحو سبتة    مس بالأمن القضائي والاستقلالية.. المحكمة الدستورية تسقط أزيد من 30 مادة من "المسطرة المدنية" لعدم دستوريتها    دعم بقيمة 25.84 مليون درهم لأربعين مهرجانا سينمائيا بالمغرب    طفل يرى النور بعد ثلاثين عامًا من التجميد    غزة.. انقلاب شاحنة مساعدات يخلف 20 قتيلا ومستوطنون يهاجمون قافلة معونات قرب مخيم النصيرات    سكان غزة يرفعون العلم المغربي في حركة شكرٍ وطنية بعد وصول مساعدات جوية ملكية مغربية    الشرطة تُطيح بمزورين من إفريقيا جنوب الصحراء    الكاف يعفي الوداد من الدور التمهيدي ويمنحه انطلاقة قوية في الكونفدرالية    أسعار النفط ترتفع    الموثقون بالمغرب يلجأون للقضاء بعد تسريب معطيات رقمية حساسة    بورصة الدار البيضاء تستهل الجلسة بأداء مستقر يميل للصعود    الرجاء يضم معاذ الضحاك من اتحاد تواركة على سبيل الإعارة    "وصل مرحلة التأزم البنيوي".. 3 مؤسسات رسمية تدق ناقوس الخطر بشأن أنظمة التقاعد    الاتحاد الاشتراكي يدعو إلى مراجعة التقطيع الانتخابي        حريق مدمر في جنوب فرنسا يخلف قتيلا وتسعة مصابين ويلتهم 12 ألف هكتار    حزب "النهج" ينبه إلى تصاعد الاحتجاجات ضد التهميش ويستنكر الأسعار الخيالية المصاحبة للعطلة الصيفية            حادث مأساوي يودي بحياة سائق طاكسي ويرسل آخرين إلى مستعجلات الخميسات    بعد طول انتظار: افتتاح حديقة عين السبع في هذا التاريخ!    الصين تخصص أكثر من مليار يوان لدعم جهود الإغاثة من الكوارث الطبيعية    بطولة فرنسا: لنس يتوصل لاتفاق لضم الفرنسي توفان من أودينيزي    الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعقد اجتماعاً حاسماً لدراسة تعديلات قانونية وهيكلية    مراكش والدار البيضاء أفضل الوجهات المفضلة للأمريكيين لعام 2025    الهند تعزز شراكتها مع المغرب في سوق الأسمدة عقب تراجع الصادرات الصينية    إسبانيا توقف خططا لشراء مقاتلات طراز "إف-35"    المغرب يدرب 23 عسكرية من 14 دولة على عمليات حفظ السلام الأممية    "صحة غزة": ارتفاع وفيات التجويع الإسرائيلي إلى 193 بينهم 96 طفلا    «أكوا باور» السعودية تفوز بصفقة «مازن» لتطوير محطتي نور ميدلت 2 و3    نيران بطريفة الإسبانية تخلي السياح    بين يَدَيْ سيرتي .. علائم ذكريات ونوافذ على الذات نابضة بالحياة    حين يضع مسعد بولس النقاط على حروف قضية الصحراء المغربية في عقر قصر المرادية.    بنما تعلن من جديد: الصحراء مغربية... ومبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي الحل النهائي    سفير إسرائيل السابق في فرنسا يناشد ماكرون: إذا لم تفرض عقوبات فورية على إسرائيل فسوف تتحول غزة إلى بمقبرة    الفنيدق: وضع خيمة تقليدية بكورنيش الفنيدق يثير زوبعة من الإنتقادات الحاطة والمسيئة لتقاليدنا العريقة من طنجة إلى الكويرة    نحن والحجاج الجزائريون: من الجوار الجغرافي …إلى الجوار الرباني    خواطر تسر الخاطر    اتحاديون اشتراكيون على سنة الله ورسوله    الرباط تحتضن النسخة الأولى من "سهرة الجالية" احتفاءً بالمغاربة المقيمين بالخارج    علي الصامد يشعل مهرجان الشواطئ بحضور جماهيري غير مسبوق    بجلد السمك.. طفل يُولد في حالة غريبة من نوعها    من الزاويت إلى الطائف .. مسار علمي فريد للفقيه الراحل لحسن وكاك    الأطعمة الحارة قد تسبب خفقان القلب المفاجئ    دراسة كندية: لا علاقة مباشرة بين الغلوتين وأعراض القولون العصبي    دراسة: الانضباط المالي اليومي مفتاح لتعزيز الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية    بنكيران يدعو شبيبة حزبه إلى الإكثار من "الذكر والدعاء" خلال عامين استعدادا للاستحقاقات المقبلة    "العدل والإحسان" تناشد "علماء المغرب" لمغادرة مقاعد الصمت وتوضيح موقفهم مما يجري في غزة ومن التطبيع مع الصهاينة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يعصف انهيار أسعار النفط بأموال الدعم الخليجي للمغرب؟
نشر في المساء يوم 25 - 12 - 2014

انهيار ‬أسعار ‬النفط ‬كانت ‬له ‬تداعيات ‬وخيمة ‬على ‬اقتصادات ‬بلدان ‬الخليج، ‬وخاصة ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي، ‬حيث ‬تراجعت ‬مداخيل ‬الذهب ‬الأسود ‬إلى ‬النصف ‬تقريبا، ‬ما ‬أصبح ‬يطرح ‬علامات ‬استفهام ‬كبيرة ‬حول ‬استمرار ‬اسخاءب ‬هذه ‬البلدان، ‬خاصة ‬مع ‬بلدان ‬شريكة ‬مثل ‬المغرب، ‬الذي ‬تضع ‬حكومته ‬يدها ‬على ‬قلبها ‬خوفا ‬من ‬أن ‬اتطيرب ‬أموال ‬الدعم ‬الخليجي، ‬في ‬ظل ‬التقارير ‬الكثيرة، ‬التي ‬تؤكد ‬أن ‬بلدان ‬الخليج ‬ستضطر ‬في ‬الشهور ‬المقبلة ‬إلى ‬ربط ‬الحزام ‬والتحول ‬إلى ‬التقشف، ‬بل ‬وحتى ‬فرض ‬ضرائب ‬لأول ‬مرة ‬في ‬تاريخها. ‬
علامات ‬استفهام ‬كبيرة ‬بدأت ‬تطرح ‬نفسها ‬حول ‬استمرار ‬تقاطر ‬أموال ‬الخليج ‬على ‬المغرب، ‬فالوضعية ‬الحرجة ‬التي ‬تحولت ‬إليها ‬اقتصادات ‬هذه ‬البلدان، ‬بفعل ‬التراجع ‬القياسي ‬لأسعار ‬النفط ‬بدأت ‬تثير ‬الشكوك ‬حول ‬لجوء ‬دول ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي ‬إلى ‬سياسة ‬ربط ‬الحزام ‬وتقليص ‬النفقات، ‬بما ‬فيها ‬تلك ‬الموجهة ‬إلى ‬البلدان ‬الشريكة ‬مثل ‬المغرب ‬والأردن، ‬بل ‬وحتى ‬التوجه ‬نحو ‬سن ‬ضرائب ‬جديدة ‬لأول ‬مرة ‬في ‬تاريخها.‬
والمثير ‬في ‬هذا ‬التحول ‬المرتقب ‬هو ‬أن ‬المغرب ‬يمكن ‬أن ‬يفقد ‬حتى ‬حزمة ‬الدعم، ‬التي ‬تم ‬الاتفاق ‬عليها ‬مع ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي، ‬والتي ‬تقدر ‬قيمتها ‬بحوالي ‬5 ‬مليارات ‬دولار، ‬خاصة ‬أن ‬الحكومة ‬لم ‬تتوصل، ‬منذ ‬سنة ‬2012 ‬وإلى ‬الآن، ‬إلا ‬بحوالي ‬1.‬5 ‬مليار ‬دولار، ‬ما ‬يعني ‬أن ‬3 ‬ملايير ‬ونصف ‬دولار ‬مازالت ‬في ‬خزائن ‬بلدان ‬الخليج، ‬ويمكن ‬أن ‬يتحول ‬مسارها ‬في ‬أي ‬لحظة ‬لتوظف ‬في ‬مواجهة ‬الوضع ‬الاقتصادي ‬القاتم ‬الذي ‬تعانيه ‬هذه ‬البلدان ‬منذ ‬6 ‬شهور ‬تقريبا. ‬
بلدان ‬الخليج ‬تدخل ‬سنواتها ‬العجاف
أيام ‬صعبة ‬تنتظر ‬دول ‬الخليج ‬مع ‬تراجع ‬أسعار ‬النفط ‬الخام، ‬بعد ‬أن ‬فوتت ‬هذه ‬الدول ‬فرصة ‬ذهبية ‬لتنويع ‬اقتصاداتها ‬بالاستفادة ‬من ‬العائدات ‬النفطية ‬الضخمة ‬التي ‬سجلتها ‬خلال ‬العقد ‬الماضي.‬
وحسب ‬تقارير ‬دولية، ‬يمكن ‬أن ‬تبدأ ‬دول ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي ‬الست، ‬وهي ‬السعودية ‬والإمارات ‬والكويت ‬وقطر ‬وسلطنة ‬عمان ‬والبحرين، ‬بالمعاناة ‬جراء ‬تراجع ‬أسعار ‬الخام ‬التي ‬خسرت ‬نصف ‬قيمتها ‬منذ ‬يونيو ‬الماضي، ‬خلال ‬الشهور ‬القليلة ‬المقبلة، ‬خاصة ‬أن ‬دول ‬الخليج ‬التي ‬تضخ ‬17.‬5 ‬مليون ‬برميل ‬يوميا ‬يمكن ‬أن ‬تخسر ‬نصف ‬عائداتها ‬النفطية ‬مع ‬الأسعار ‬الحالية، ‬وهو ‬ما ‬يناهز ‬350 ‬مليار ‬دولار ‬سنويا.‬
وتشير ‬التقارير ‬إلى ‬أن ‬انخفاض ‬العائدات ‬سيتبعه، ‬لا ‬محالة، ‬تقليص ‬الإنفاق، ‬وربما ‬أيضا ‬فرض ‬ضرائب ‬للمرة ‬الأولى ‬في ‬تاريخ ‬هذه ‬الدول، ‬ما ‬يزيد ‬المخاوف ‬من ‬الاستياء ‬الشعبي، ‬ومن ‬التباطؤ ‬الاقتصادي ‬في ‬النهاية.‬
وأدى ‬انخفاض ‬أسعار ‬النفط ‬إلى ‬انهيار ‬بورصات ‬الخليج ‬وإلى ‬خسارتها ‬مليارات ‬الدولارات ‬من ‬القيمة ‬السوقية ‬للأسهم.‬
وفي ‬تقرير ‬صادر ‬عن ‬صندوق ‬النقد ‬الدولي، ‬أكد ‬خبراء ‬كريستين ‬لاغارد ‬أن ‬دول ‬الخليج ‬في ‬حاجة ‬إلى ‬استقرار ‬أسعار ‬النفط ‬في ‬مستويات ‬تتجاوز ‬100 ‬دولار ‬للبرميل، ‬إذا ‬ما ‬أرادت ‬تفادي ‬عجز ‬في ‬ميزانياتها ‬العامة، ‬فإيران ‬مثلا ‬بحاجة ‬إلى ‬سعر ‬130 ‬دولارا ‬للبرميل ‬لتفادي ‬العجز، ‬بينما ‬العراق ‬بحاجة ‬إلى ‬101 ‬دولار، ‬والسعودية ‬إلى ‬104 ‬دولارات، ‬والإمارات ‬إلى ‬81 ‬دولارا .‬
أما ‬وكالة«ستاندرد ‬آند ‬بورز‮»‬، ‬فقد ‬أشارت ‬في ‬تقرير ‬حول ‬منطقة ‬الخليج ‬والنفط ‬إلى ‬أن ‬‮«‬التراجع ‬الأخير ‬في ‬سعر ‬المحروقات، ‬وفي ‬حال ‬استمراره ‬لفترة ‬طويلة، ‬سيكون ‬له ‬تأثير ‬كبير‮»‬، ‬معتبرة ‬أن ‬سلطنة ‬عمان ‬والبحرين ‬سيكونان ‬البلدين ‬الأكثر ‬تأثرا.‬
ويرى ‬بعض ‬الخبراء ‬أن ‬دول ‬الخليج ‬قد ‬لا ‬تواجه ‬مشاكل ‬مالية ‬على ‬المدى ‬القصير، ‬جراء ‬تراجع ‬أسعار ‬النفط، ‬بسبب ‬امتلاكها ‬احتياطيات ‬مالية ‬جيدة، ‬وأصول ‬مالية ‬يمكن ‬بيعها ‬لسد ‬العجز ‬في ‬الموازنة، ‬لكنهم ‬يجمعون ‬على ‬أن ‬استمرار ‬انخفاض ‬أسعار ‬النفط ‬في ‬المدى ‬المتوسط ‬والطويل ‬ربما ‬يستدعي ‬تخفيض ‬الدعم، ‬الذي ‬تقدمه ‬هذه ‬الدول ‬لقطاعات ‬كثيرة ‬مثل ‬الصحة ‬والتعليم ‬والإسكان، ‬الأمر ‬الذي ‬قد ‬يؤثر ‬على ‬مستوى ‬المعيشة ‬في ‬هذه ‬الدول.‬
علامات ‬استفهام ‬حول ‬مصير ‬الدعم ‬الخليجي ‬للمغرب ‬
منذ ‬ثمانينيات ‬القرن ‬الماضي، ‬ومع ‬سياسة ‬التقويم ‬الهيكلي ‬التي ‬فرضتها ‬المؤسسات ‬المالية ‬الدولية ‬على ‬المغرب ‬نتيجة ‬الأزمة ‬الاقتصادية ‬الخانقة ‬التي ‬عانى ‬منها ‬حينذاك، ‬شكلت ‬أموال ‬الخليج ‬المنقذ ‬من ‬الأزمات ‬الاقتصادية ‬في ‬المغرب.‬
فقد ‬لعبت ‬دول ‬الخليج ‬دورا ‬أساسيا ‬في ‬دعم ‬الاقتصاد ‬الوطني ‬وتخفيف ‬نقص ‬السيولة ‬الذي ‬كانت ‬تعانيه ‬المملكة، ‬وضمان ‬وفائها ‬بالتزاماتها ‬من ‬الديون ‬تجاه ‬البنك ‬الدولي ‬وصندوق ‬النقد ‬الدولي، ‬من ‬خلال ‬تمويلها ‬بقروض ‬وضخ ‬المزيد ‬من ‬السيولة ‬النقدية ‬في ‬بنك ‬المغرب.‬
وانطلق ‬التعاون ‬المغربي-‬الخليجي ‬القديم، ‬عبر ‬الصناديق ‬السيادية ‬التي ‬مولت ‬مجموعة ‬من ‬المشاريع ‬العمومية ‬والائتمانية ‬كالطرق ‬والسدود. ‬وبلغ ‬في ‬السنوات ‬الأخيرة ‬حد ‬عرض ‬العربية ‬السعودية ‬على ‬المغرب ‬الانضمام ‬إلى ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي، ‬انطلاقا ‬من ‬أن ‬بعض ‬الخبراء ‬اعتقدوا ‬أن ‬اندماج ‬المغرب ‬في ‬هذا ‬التحالف ‬الجديد ‬سيقدم ‬آفاقا ‬غير ‬متوقعة ‬من ‬حيث ‬خلق ‬الثروات ‬في ‬مجالي ‬الطاقة ‬والتوظيف ‬والاستثمار ‬والتجارة ‬البينية، ‬لكن ‬هذا ‬العرض ‬سرعان ‬ما ‬تحول ‬فقط ‬إلى ‬‮«‬شراكة ‬متقدمة‮»‬، ‬تعهدت ‬من ‬خلالها ‬بلدان ‬الخليج ‬بتقديم ‬حزمة ‬من ‬الدعم ‬المالي ‬للمغرب ‬والأردن. ‬
وقد ‬رصد ‬مجلس ‬دول ‬التعاون ‬الخليجي، ‬في ‬إطار ‬شراكته ‬الاستراتيجية ‬مع ‬المغرب ‬المبرمة ‬سنة ‬2011، ‬هبات ‬قدرها ‬5 ‬مليارات ‬دولار ‬على ‬مدى ‬خمس ‬سنوات ‬من ‬2012 ‬إلى ‬2016، ‬بمساهمة ‬كل ‬من ‬العربية ‬السعودية ‬وقطر ‬والإمارات ‬العربية ‬المتحدة ‬والكويت.‬
وتتوخى ‬هذه ‬الهبات، ‬حسب ‬مجلس ‬التعاون، ‬تمويل ‬برامج ‬التنمية ‬بالمغرب ‬في ‬العديد ‬من ‬القطاعات ‬الإنتاجية ‬والاجتماعية ‬ذات ‬الوقع ‬المباشر ‬والملموس ‬على ‬تحسين ‬ظروف ‬عيش ‬المواطنين ‬وإحداث ‬فرص ‬الشغل. ‬
لكن، ‬ومنذ ‬أيام ‬قليلة، ‬أوردت ‬مجلة ‬‮«‬فورين ‬بوليسي‮»‬ ‬أن ‬تواصل ‬تراجع ‬أسعار ‬النفط ‬في ‬الأسواق ‬العالمية ‬قد ‬يقوض ‬المساعدات ‬المالية ‬السخية ‬التي ‬تمنحها ‬بلدان ‬خليجية، ‬خاصة ‬المملكة ‬العربية ‬السعودية ‬والإمارات ‬العربية ‬والكويت ‬وغيرها، ‬لبلدان ‬عربية ‬تربطها ‬بها ‬علاقات ‬ثنائية ‬استراتيجية، ‬ولا ‬تتوفر ‬على ‬أرصدة ‬كبيرة ‬من ‬النفط ‬والغاز ‬الطبيعي، ‬وكانت ‬منذ ‬عقود ‬تتلقى ‬الدعم ‬من ‬دول ‬الخليج، ‬متمثلة ‬في ‬المنح ‬والاستثمارات.‬
ولفتت ‬المجلة ‬إلى ‬أن ‬تلك ‬المساعدات ‬التي ‬تأتي ‬من ‬خزائن ‬دول ‬الخليج ‬نحو ‬دول ‬من ‬الشرق ‬الأوسط، ‬كالأردن، ‬أو ‬بلدان ‬في ‬شمال ‬إفريقيا، ‬مثل ‬المغرب ‬ومصر، ‬ليست ‬من ‬أجل ‬أنظمة ‬هذه ‬الدول، ‬وإنما ‬هي ‬أموال ‬تصرف ‬لغايات ‬سياسية.‬
غير ‬أن ‬عبد ‬السلام ‬أديب، ‬المحلل ‬الاقتصادي، ‬اعتبر، ‬بالمقابل، ‬أن ‬الدعم ‬الخليجي ‬للمغرب، ‬والذي ‬تربطه ‬علاقات ‬ثنائية ‬استراتيجية ‬قوية ‬مع ‬دول ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي، ‬لن ‬يتأثر ‬بأسعار ‬النفط ‬الخام، ‬التي ‬تشهد ‬تراجعا ‬في ‬الأسواق ‬العالمية، ‬خلال ‬الآونة ‬الأخيرة.‬
وأكد ‬أديب، ‬في ‬تصريحات ‬صحافية، ‬أن ‬الدعم ‬المالي ‬الخليجي ‬تم ‬تقديمه ‬بصورة ‬نهائية ‬إلى ‬المغرب ‬وهذه ‬المسألة ‬منتهية، ‬مقابل ‬الخدمات ‬الكثيرة ‬التي ‬قدمها ‬ومازالت ‬تقدمها ‬المملكة ‬لهذه ‬الدول، ‬وفي ‬مقدمتها ‬الدعم ‬العسكري ‬والسياسي.‬
وأضاف ‬أديب، ‬أن ‬علاقات ‬المغرب ‬المالية ‬مع ‬دول ‬الخليج، ‬هي ‬جيدة، ‬ولن ‬يكون ‬لأي ‬تراجع ‬على ‬مستوى ‬أسعار ‬النفط ‬العالمية، ‬أي ‬تأثير ‬في ‬هذا ‬الدعم ‬الخليجي ‬للمغرب، ‬الذي ‬اعتبر ‬أنه ‬جاء ‬في ‬صورته ‬الطبيعية، ‬تطبيقا ‬لمقررات ‬معاهدة ‬الشراكة ‬الاستراتيجية ‬بين ‬المغرب ‬ودول ‬المجلس ‬في ‬عام ‬2012.‬.
كلفة ‬أمنية ‬باهظة ‬مقابل ‬دعم ‬مالي ‬مشروط
خلال ‬انعقاد ‬الملتقى ‬الرابع ‬للاستثمار ‬الخليجي ‬بالمغرب ‬شهر ‬نونبر ‬المنصرم، ‬نزلت ‬الإمارات ‬بكل ‬ثقلها ‬من ‬أجل ‬دعم ‬الاستثمارات ‬الخليجية ‬في ‬المغرب، ‬حيث ‬حضر ‬وفد ‬اقتصادي ‬هام ‬يضم ‬كبريات ‬الشركات ‬الإماراتية ‬من ‬أجل ‬توقيع ‬شراكات ‬وعقود ‬ضخمة ‬مع ‬الحكومة ‬المغربية، ‬لكن ‬أسابيع ‬بعد ‬ذلك، ‬ثبت، ‬بالملموس، ‬أن ‬هذه ‬التحركات ‬الاقتصادية ‬كانت ‬تخفي ‬وراءها ‬نوايا ‬أمنية ‬وعسكرية، ‬حيث ‬أعلن ‬المغرب ‬أنه ‬سيقدم ‬دعما ‬فعالا ‬لدولة ‬الإمارات ‬العربية ‬المتحدة ‬في ‬حربها ‬على ‬الإرهاب، ‬والحفاظ ‬على ‬السلم ‬والاستقرار ‬الإقليميين ‬والدوليين، ‬تنفيذا ‬لتعليمات ‬الملك ‬محمد ‬السادس.‬
وذكر ‬بلاغ ‬لوزارة ‬الشؤون ‬الخارجية ‬والتعاون ‬أن ‬هذا ‬العمل ‬يندرج ‬في ‬إطار ‬‮«‬تقليد ‬الشراكة ‬المثمرة ‬والتضامن ‬القوي ‬بين ‬البلدين ‬الشقيقين، ‬كما ‬يأتي ‬هذا ‬لتعزيز ‬تعاون ‬عسكري ‬وأمني ‬متعدد ‬الأوجه ‬يمتد ‬على ‬فترة ‬طويلة، ‬مع ‬بلدان ‬الخليج‮»‬.‬
وأضاف ‬البلاغ ‬أن ‬هذا ‬العمل، ‬‮«‬يواكب ‬ويستكمل ‬التدابير ‬الأخرى ‬التي ‬يجري ‬تنفيذها ‬فوق ‬التراب ‬المغربي ‬من ‬أجل ‬المحافظة ‬على ‬الأمن ‬وطمأنينة ‬المواطنين ‬المغاربة ‬في ‬مواجهة ‬تهديد ‬الإرهاب ‬الدولي‮»‬، ‬مشيرا ‬إلى ‬أن ‬هذه ‬المساهمة ‬المقدمة ‬من ‬المملكة ‬المغربية، ‬ستهمُّ ‬جوانب ‬‮«‬عسكرية ‬عملياتية ‬واستعلاماتية‮»‬.‬
هذا ‬التوجه ‬الإماراتي ‬القائم ‬على ‬المال ‬مقابل ‬الأمن، ‬لم ‬يكن ‬جديدا ‬على ‬الخليجيين، ‬فوزير ‬المالية ‬القطري، ‬الذي ‬حل، ‬هو ‬الآخر، ‬بالمغرب ‬منذ ‬شهور، ‬كان ‬قد ‬أعلن ‬عن ‬قرار ‬منح ‬المغرب ‬كدفعة ‬أولى ‬ما ‬قيمته ‬نصف ‬مليار ‬دولار، ‬علما ‬أن ‬قطر ‬قد ‬التزمت ‬بمنح ‬المغرب ‬منحة ‬قدرها ‬1.‬25 ‬مليار ‬دولار، ‬في ‬إطار ‬الشراكة ‬الاستراتيجية ‬المغربية ‬الخليجية، ‬التي ‬عوضت ‬مقترح ‬الملك ‬السعودي ‬بانضمام ‬كل ‬من ‬المغرب ‬والأردن ‬لدول ‬اتحاد ‬الخليج ‬العربي.‬
وجاء ‬هذا ‬الإعلان ‬بعد ‬سنوات ‬من ‬التوتر ‬بين ‬الرباط ‬والدوحة، ‬كانت ‬فيه ‬حزمة ‬الدعم ‬المالي ‬هي ‬الضحية ‬الأولى ‬والأخيرة، ‬حيث ‬تماطلت ‬السلطات ‬القطرية ‬في ‬الإفراج ‬عما ‬تعهدت ‬بتقديمه ‬من ‬أموال ‬إلى ‬الحكومة ‬المغربية، ‬لكن ‬مع ‬عودة ‬الدفء ‬إلى ‬العلاقات ‬بين ‬البلدين، ‬تم ‬الإفراج ‬عن ‬الدفعة ‬الأولى ‬من ‬هذه ‬الأموال، ‬في ‬الوقت ‬الذي ‬حث ‬وزير ‬الاقتصاد ‬والمالية، ‬محمد ‬بوسعيد، ‬نظيره ‬القطري، ‬علي ‬شريف ‬العمادي، ‬على ‬اتخاذ ‬إجراءات ‬لتفعيل ‬حصة ‬قطر ‬في ‬الهبة ‬التي ‬أقرها ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي ‬لفائدة ‬المغرب، ‬حيث ‬اتفق ‬الطرفان ‬على ‬تفعيل ‬الشطرين ‬الأول ‬والثاني ‬من ‬حصة ‬قطر ‬بمبلغ ‬يصل ‬إلى ‬500 ‬مليون ‬دولار.‬
غير ‬أن ‬الخبراء ‬يعتقدون ‬أن ‬الظرفية ‬الاقتصادية ‬لبلدان ‬الخليج ‬تعيش ‬حاليا ‬مرحلة ‬مفصلية، ‬وبالتالي ‬فمع ‬توالي ‬الشهور، ‬ومع ‬استمرار ‬أسعار ‬النفط ‬في ‬الانهيار، ‬لن ‬يكون ‬في ‬مقدور ‬هذه ‬البلدان ‬تحمل ‬التداعيات ‬الاقتصادية، ‬وبالتالي ‬ستكون ‬مضطرة ‬إلى ‬إعادة ‬النظر ‬في ‬المساعدات ‬المالية ‬التي ‬تقدمها ‬إلى ‬البلدان ‬الشريكة، ‬وعلى ‬رأسها ‬المغرب، ‬حتى ‬
لو ‬كانت ‬الكلفة ‬على ‬المستوى ‬الأمني ‬باهظة ‬للغاية. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.