فيديوهات خلقت جوًّا من الهلع وسط المواطنين.. أمن طنجة يوقف سيدة نشرت ادعاءات كاذبة عن اختطاف الأطفال    العثور على جثث 13 عاملا بالبيرو    طنجة.. حملات أمنية متواصلة لمكافحة الدراجات النارية المخالفة والمعدّلة    ريال مدريد ينجو من ريمونتادا سيلتا فيغو    كأس أمم إفريقيا U20 .. المغرب يتعادل مع نيجيريا    الاحتفاء بالموسيقى الكلاسيكية خلال مسابقة دولية للبيانو بمراكش    احتفاء فريد من نوعه: مهرجان التوائم الدولي يجمع أكثر من ألف مشارك في جنوب غربي الصين    المغرب التطواني يحقق فوزًا ثمينًا على نهضة الزمامرة ويبتعد عن منطقة الخطر    شبكة نصب لتأشيرات الحج والعمرة    كأس إفريقيا لأقل من 20 سنة: تعادل سلبي بين المغرب ونيجيريا في قمة حذرة يحسم صدارة المجموعة الثانية مؤقتًا    اتهامات بالمحاباة والإقصاء تُفجّر جدل مباراة داخلية بمكتب الاستثمار الفلاحي للوكوس    تطوان تحتضن النسخة 16 من الأيام التجارية الجهوية لتعزيز الانفتاح والدينامية الاقتصادية بشمال المملكة    الدوري الألماني.. بايرن ميونخ يضمن اللقب ال34 في تاريخه بعد تعادل منافسه ليفركوزن    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الاثنين    جريمة بيئية مزعومة تثير جدلاً بمرتيل... ومستشار يراسل وزير الداخلية    طنجة تحتضن اللقاء الإقليمي التأسيسي لمنظمة النساء الاتحاديات    ملتقى بالقدس يشيد بجهود الملك    تحالف مغربي-صيني يفوز بعقد إنشاء نفق السكك الفائقة السرعة في قلب العاصمة الرباط    انخفاض جديد في أسعار الغازوال والبنزين في محطات الوقود    وزيرة تكشف عن مستجدات بشأن الانقطاع الكهربائي الذي عرفته إسبانيا    شركة بريطانية تطالب المغرب بتعويض ضخم بقيمة 2.2 مليار دولار    المغرب يتصدر قائمة مورّدي الأسمدة إلى الأرجنتين متفوقًا على قوى اقتصادية كبرى    الأميرة لالة حسناء تشارك كضيفة شرف في مهرجان السجاد الدولي بباكو... تجسيد حي للدبلوماسية الثقافية المغربية    الفن التشكلي يجمع طلاب بجامعة مولاي إسماعيل في رحلة إبداعية بمكناس    الخيط الناظم في لعبة بنكيران في البحث عن التفاوض مع الدولة: الهجوم على «تازة قبل غزة».. وإيمانويل ماكرون ودونالد ترامب!    الطالبي العلمي يمثل الملك محمد السادس في حفل تنصيب بريس كلوتير أوليغي نغيما رئيسا لجمهورية الغابون (صورة)    "البيجيدي" يؤكد انخراطه إلى جانب المعارضة في ملتمس "الرقابة" ضد حكومة أخنوش    المغرب يطلق برنامجًا وطنيًا بأكثر من 100 مليون دولار للحد من ظاهرة الكلاب الضالة بطريقة إنسانية    الناخب الوطني يعلن عن تشكيلة المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة لمواجهة نيجيريا    الشرطة البرازيلية تحبط هجوما بالمتفجرات على حفل ليدي غاغا في ريو دي جانيرو    إسبانيا: تحديد أسباب انقطاع الكهرباء يتطلب "عدة أيام"    المغرب يجذب الاستثمارات الصينية: "سنتوري تاير" تتخلى عن إسبانيا وتضاعف رهانها على طنجة    مصادر جزائرية: النيجر تتراجع عن استكمال دراسات أنبوب الغاز العابر للصحراء    استشهاد 16 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء في قصف إسرائيلي جديد على غزة    الحارس الأسبق للملك محمد السادس يقاضي هشام جيراندو    العداء الجزائري للإمارات تصعيد غير محسوب في زمن التحولات الجيوسياسية    معهد الموسيقى بتمارة يطلق الدورة السادسة لملتقى "أوتار"    بريطانيا تطلق رسمياً لقاح جديد واعد ضد السرطان    توقيف 17 شخصا على خلفية أعمال شغب بمحيط مباراة الوداد والجيش الملكي    حريق بمسجد "حمزة" يستنفر سلطات بركان    "الأونروا": الحصار الإسرائيلي الشامل يدفع غزة نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة    علماء يطورون طلاء للأسنان يحمي من التسوس    المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين يعبر عن دعمه للوحدة الترابية للمغرب    نجم الراب "50 سنت" يغني في الرباط    من المثقف البروليتاري إلى الكأسمالي !    الداخلة.. أخنوش: حزب التجمع الوطني للأحرار ملتزم بتسريع تنزيل الأوراش الملكية وترسيخ أسس الدولة الاجتماعية    الشرطة البريطانية تعتقل خمسة أشخاص بينهم أربعة إيرانيين بشبهة التحضير لهجوم إرهابي    الجمعية المغربية لطب الأسرة تعقد مؤتمرها العاشر في دكار    دراسة: الشخير الليلي المتكرر قد يكون إنذارا مبكرا لارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب    وهبي: مهمة "أشبال الأطلس" معقدة    وداعاً لكلمة المرور.. مايكروسوفت تغيّر القواعد    مقتضيات قانونية تحظر القتل غير المبرر للحيوانات الضالة في المغرب    الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يعصف انهيار أسعار النفط بأموال الدعم الخليجي للمغرب؟
نشر في المساء يوم 25 - 12 - 2014

انهيار ‬أسعار ‬النفط ‬كانت ‬له ‬تداعيات ‬وخيمة ‬على ‬اقتصادات ‬بلدان ‬الخليج، ‬وخاصة ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي، ‬حيث ‬تراجعت ‬مداخيل ‬الذهب ‬الأسود ‬إلى ‬النصف ‬تقريبا، ‬ما ‬أصبح ‬يطرح ‬علامات ‬استفهام ‬كبيرة ‬حول ‬استمرار ‬اسخاءب ‬هذه ‬البلدان، ‬خاصة ‬مع ‬بلدان ‬شريكة ‬مثل ‬المغرب، ‬الذي ‬تضع ‬حكومته ‬يدها ‬على ‬قلبها ‬خوفا ‬من ‬أن ‬اتطيرب ‬أموال ‬الدعم ‬الخليجي، ‬في ‬ظل ‬التقارير ‬الكثيرة، ‬التي ‬تؤكد ‬أن ‬بلدان ‬الخليج ‬ستضطر ‬في ‬الشهور ‬المقبلة ‬إلى ‬ربط ‬الحزام ‬والتحول ‬إلى ‬التقشف، ‬بل ‬وحتى ‬فرض ‬ضرائب ‬لأول ‬مرة ‬في ‬تاريخها. ‬
علامات ‬استفهام ‬كبيرة ‬بدأت ‬تطرح ‬نفسها ‬حول ‬استمرار ‬تقاطر ‬أموال ‬الخليج ‬على ‬المغرب، ‬فالوضعية ‬الحرجة ‬التي ‬تحولت ‬إليها ‬اقتصادات ‬هذه ‬البلدان، ‬بفعل ‬التراجع ‬القياسي ‬لأسعار ‬النفط ‬بدأت ‬تثير ‬الشكوك ‬حول ‬لجوء ‬دول ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي ‬إلى ‬سياسة ‬ربط ‬الحزام ‬وتقليص ‬النفقات، ‬بما ‬فيها ‬تلك ‬الموجهة ‬إلى ‬البلدان ‬الشريكة ‬مثل ‬المغرب ‬والأردن، ‬بل ‬وحتى ‬التوجه ‬نحو ‬سن ‬ضرائب ‬جديدة ‬لأول ‬مرة ‬في ‬تاريخها.‬
والمثير ‬في ‬هذا ‬التحول ‬المرتقب ‬هو ‬أن ‬المغرب ‬يمكن ‬أن ‬يفقد ‬حتى ‬حزمة ‬الدعم، ‬التي ‬تم ‬الاتفاق ‬عليها ‬مع ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي، ‬والتي ‬تقدر ‬قيمتها ‬بحوالي ‬5 ‬مليارات ‬دولار، ‬خاصة ‬أن ‬الحكومة ‬لم ‬تتوصل، ‬منذ ‬سنة ‬2012 ‬وإلى ‬الآن، ‬إلا ‬بحوالي ‬1.‬5 ‬مليار ‬دولار، ‬ما ‬يعني ‬أن ‬3 ‬ملايير ‬ونصف ‬دولار ‬مازالت ‬في ‬خزائن ‬بلدان ‬الخليج، ‬ويمكن ‬أن ‬يتحول ‬مسارها ‬في ‬أي ‬لحظة ‬لتوظف ‬في ‬مواجهة ‬الوضع ‬الاقتصادي ‬القاتم ‬الذي ‬تعانيه ‬هذه ‬البلدان ‬منذ ‬6 ‬شهور ‬تقريبا. ‬
بلدان ‬الخليج ‬تدخل ‬سنواتها ‬العجاف
أيام ‬صعبة ‬تنتظر ‬دول ‬الخليج ‬مع ‬تراجع ‬أسعار ‬النفط ‬الخام، ‬بعد ‬أن ‬فوتت ‬هذه ‬الدول ‬فرصة ‬ذهبية ‬لتنويع ‬اقتصاداتها ‬بالاستفادة ‬من ‬العائدات ‬النفطية ‬الضخمة ‬التي ‬سجلتها ‬خلال ‬العقد ‬الماضي.‬
وحسب ‬تقارير ‬دولية، ‬يمكن ‬أن ‬تبدأ ‬دول ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي ‬الست، ‬وهي ‬السعودية ‬والإمارات ‬والكويت ‬وقطر ‬وسلطنة ‬عمان ‬والبحرين، ‬بالمعاناة ‬جراء ‬تراجع ‬أسعار ‬الخام ‬التي ‬خسرت ‬نصف ‬قيمتها ‬منذ ‬يونيو ‬الماضي، ‬خلال ‬الشهور ‬القليلة ‬المقبلة، ‬خاصة ‬أن ‬دول ‬الخليج ‬التي ‬تضخ ‬17.‬5 ‬مليون ‬برميل ‬يوميا ‬يمكن ‬أن ‬تخسر ‬نصف ‬عائداتها ‬النفطية ‬مع ‬الأسعار ‬الحالية، ‬وهو ‬ما ‬يناهز ‬350 ‬مليار ‬دولار ‬سنويا.‬
وتشير ‬التقارير ‬إلى ‬أن ‬انخفاض ‬العائدات ‬سيتبعه، ‬لا ‬محالة، ‬تقليص ‬الإنفاق، ‬وربما ‬أيضا ‬فرض ‬ضرائب ‬للمرة ‬الأولى ‬في ‬تاريخ ‬هذه ‬الدول، ‬ما ‬يزيد ‬المخاوف ‬من ‬الاستياء ‬الشعبي، ‬ومن ‬التباطؤ ‬الاقتصادي ‬في ‬النهاية.‬
وأدى ‬انخفاض ‬أسعار ‬النفط ‬إلى ‬انهيار ‬بورصات ‬الخليج ‬وإلى ‬خسارتها ‬مليارات ‬الدولارات ‬من ‬القيمة ‬السوقية ‬للأسهم.‬
وفي ‬تقرير ‬صادر ‬عن ‬صندوق ‬النقد ‬الدولي، ‬أكد ‬خبراء ‬كريستين ‬لاغارد ‬أن ‬دول ‬الخليج ‬في ‬حاجة ‬إلى ‬استقرار ‬أسعار ‬النفط ‬في ‬مستويات ‬تتجاوز ‬100 ‬دولار ‬للبرميل، ‬إذا ‬ما ‬أرادت ‬تفادي ‬عجز ‬في ‬ميزانياتها ‬العامة، ‬فإيران ‬مثلا ‬بحاجة ‬إلى ‬سعر ‬130 ‬دولارا ‬للبرميل ‬لتفادي ‬العجز، ‬بينما ‬العراق ‬بحاجة ‬إلى ‬101 ‬دولار، ‬والسعودية ‬إلى ‬104 ‬دولارات، ‬والإمارات ‬إلى ‬81 ‬دولارا .‬
أما ‬وكالة«ستاندرد ‬آند ‬بورز‮»‬، ‬فقد ‬أشارت ‬في ‬تقرير ‬حول ‬منطقة ‬الخليج ‬والنفط ‬إلى ‬أن ‬‮«‬التراجع ‬الأخير ‬في ‬سعر ‬المحروقات، ‬وفي ‬حال ‬استمراره ‬لفترة ‬طويلة، ‬سيكون ‬له ‬تأثير ‬كبير‮»‬، ‬معتبرة ‬أن ‬سلطنة ‬عمان ‬والبحرين ‬سيكونان ‬البلدين ‬الأكثر ‬تأثرا.‬
ويرى ‬بعض ‬الخبراء ‬أن ‬دول ‬الخليج ‬قد ‬لا ‬تواجه ‬مشاكل ‬مالية ‬على ‬المدى ‬القصير، ‬جراء ‬تراجع ‬أسعار ‬النفط، ‬بسبب ‬امتلاكها ‬احتياطيات ‬مالية ‬جيدة، ‬وأصول ‬مالية ‬يمكن ‬بيعها ‬لسد ‬العجز ‬في ‬الموازنة، ‬لكنهم ‬يجمعون ‬على ‬أن ‬استمرار ‬انخفاض ‬أسعار ‬النفط ‬في ‬المدى ‬المتوسط ‬والطويل ‬ربما ‬يستدعي ‬تخفيض ‬الدعم، ‬الذي ‬تقدمه ‬هذه ‬الدول ‬لقطاعات ‬كثيرة ‬مثل ‬الصحة ‬والتعليم ‬والإسكان، ‬الأمر ‬الذي ‬قد ‬يؤثر ‬على ‬مستوى ‬المعيشة ‬في ‬هذه ‬الدول.‬
علامات ‬استفهام ‬حول ‬مصير ‬الدعم ‬الخليجي ‬للمغرب ‬
منذ ‬ثمانينيات ‬القرن ‬الماضي، ‬ومع ‬سياسة ‬التقويم ‬الهيكلي ‬التي ‬فرضتها ‬المؤسسات ‬المالية ‬الدولية ‬على ‬المغرب ‬نتيجة ‬الأزمة ‬الاقتصادية ‬الخانقة ‬التي ‬عانى ‬منها ‬حينذاك، ‬شكلت ‬أموال ‬الخليج ‬المنقذ ‬من ‬الأزمات ‬الاقتصادية ‬في ‬المغرب.‬
فقد ‬لعبت ‬دول ‬الخليج ‬دورا ‬أساسيا ‬في ‬دعم ‬الاقتصاد ‬الوطني ‬وتخفيف ‬نقص ‬السيولة ‬الذي ‬كانت ‬تعانيه ‬المملكة، ‬وضمان ‬وفائها ‬بالتزاماتها ‬من ‬الديون ‬تجاه ‬البنك ‬الدولي ‬وصندوق ‬النقد ‬الدولي، ‬من ‬خلال ‬تمويلها ‬بقروض ‬وضخ ‬المزيد ‬من ‬السيولة ‬النقدية ‬في ‬بنك ‬المغرب.‬
وانطلق ‬التعاون ‬المغربي-‬الخليجي ‬القديم، ‬عبر ‬الصناديق ‬السيادية ‬التي ‬مولت ‬مجموعة ‬من ‬المشاريع ‬العمومية ‬والائتمانية ‬كالطرق ‬والسدود. ‬وبلغ ‬في ‬السنوات ‬الأخيرة ‬حد ‬عرض ‬العربية ‬السعودية ‬على ‬المغرب ‬الانضمام ‬إلى ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي، ‬انطلاقا ‬من ‬أن ‬بعض ‬الخبراء ‬اعتقدوا ‬أن ‬اندماج ‬المغرب ‬في ‬هذا ‬التحالف ‬الجديد ‬سيقدم ‬آفاقا ‬غير ‬متوقعة ‬من ‬حيث ‬خلق ‬الثروات ‬في ‬مجالي ‬الطاقة ‬والتوظيف ‬والاستثمار ‬والتجارة ‬البينية، ‬لكن ‬هذا ‬العرض ‬سرعان ‬ما ‬تحول ‬فقط ‬إلى ‬‮«‬شراكة ‬متقدمة‮»‬، ‬تعهدت ‬من ‬خلالها ‬بلدان ‬الخليج ‬بتقديم ‬حزمة ‬من ‬الدعم ‬المالي ‬للمغرب ‬والأردن. ‬
وقد ‬رصد ‬مجلس ‬دول ‬التعاون ‬الخليجي، ‬في ‬إطار ‬شراكته ‬الاستراتيجية ‬مع ‬المغرب ‬المبرمة ‬سنة ‬2011، ‬هبات ‬قدرها ‬5 ‬مليارات ‬دولار ‬على ‬مدى ‬خمس ‬سنوات ‬من ‬2012 ‬إلى ‬2016، ‬بمساهمة ‬كل ‬من ‬العربية ‬السعودية ‬وقطر ‬والإمارات ‬العربية ‬المتحدة ‬والكويت.‬
وتتوخى ‬هذه ‬الهبات، ‬حسب ‬مجلس ‬التعاون، ‬تمويل ‬برامج ‬التنمية ‬بالمغرب ‬في ‬العديد ‬من ‬القطاعات ‬الإنتاجية ‬والاجتماعية ‬ذات ‬الوقع ‬المباشر ‬والملموس ‬على ‬تحسين ‬ظروف ‬عيش ‬المواطنين ‬وإحداث ‬فرص ‬الشغل. ‬
لكن، ‬ومنذ ‬أيام ‬قليلة، ‬أوردت ‬مجلة ‬‮«‬فورين ‬بوليسي‮»‬ ‬أن ‬تواصل ‬تراجع ‬أسعار ‬النفط ‬في ‬الأسواق ‬العالمية ‬قد ‬يقوض ‬المساعدات ‬المالية ‬السخية ‬التي ‬تمنحها ‬بلدان ‬خليجية، ‬خاصة ‬المملكة ‬العربية ‬السعودية ‬والإمارات ‬العربية ‬والكويت ‬وغيرها، ‬لبلدان ‬عربية ‬تربطها ‬بها ‬علاقات ‬ثنائية ‬استراتيجية، ‬ولا ‬تتوفر ‬على ‬أرصدة ‬كبيرة ‬من ‬النفط ‬والغاز ‬الطبيعي، ‬وكانت ‬منذ ‬عقود ‬تتلقى ‬الدعم ‬من ‬دول ‬الخليج، ‬متمثلة ‬في ‬المنح ‬والاستثمارات.‬
ولفتت ‬المجلة ‬إلى ‬أن ‬تلك ‬المساعدات ‬التي ‬تأتي ‬من ‬خزائن ‬دول ‬الخليج ‬نحو ‬دول ‬من ‬الشرق ‬الأوسط، ‬كالأردن، ‬أو ‬بلدان ‬في ‬شمال ‬إفريقيا، ‬مثل ‬المغرب ‬ومصر، ‬ليست ‬من ‬أجل ‬أنظمة ‬هذه ‬الدول، ‬وإنما ‬هي ‬أموال ‬تصرف ‬لغايات ‬سياسية.‬
غير ‬أن ‬عبد ‬السلام ‬أديب، ‬المحلل ‬الاقتصادي، ‬اعتبر، ‬بالمقابل، ‬أن ‬الدعم ‬الخليجي ‬للمغرب، ‬والذي ‬تربطه ‬علاقات ‬ثنائية ‬استراتيجية ‬قوية ‬مع ‬دول ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي، ‬لن ‬يتأثر ‬بأسعار ‬النفط ‬الخام، ‬التي ‬تشهد ‬تراجعا ‬في ‬الأسواق ‬العالمية، ‬خلال ‬الآونة ‬الأخيرة.‬
وأكد ‬أديب، ‬في ‬تصريحات ‬صحافية، ‬أن ‬الدعم ‬المالي ‬الخليجي ‬تم ‬تقديمه ‬بصورة ‬نهائية ‬إلى ‬المغرب ‬وهذه ‬المسألة ‬منتهية، ‬مقابل ‬الخدمات ‬الكثيرة ‬التي ‬قدمها ‬ومازالت ‬تقدمها ‬المملكة ‬لهذه ‬الدول، ‬وفي ‬مقدمتها ‬الدعم ‬العسكري ‬والسياسي.‬
وأضاف ‬أديب، ‬أن ‬علاقات ‬المغرب ‬المالية ‬مع ‬دول ‬الخليج، ‬هي ‬جيدة، ‬ولن ‬يكون ‬لأي ‬تراجع ‬على ‬مستوى ‬أسعار ‬النفط ‬العالمية، ‬أي ‬تأثير ‬في ‬هذا ‬الدعم ‬الخليجي ‬للمغرب، ‬الذي ‬اعتبر ‬أنه ‬جاء ‬في ‬صورته ‬الطبيعية، ‬تطبيقا ‬لمقررات ‬معاهدة ‬الشراكة ‬الاستراتيجية ‬بين ‬المغرب ‬ودول ‬المجلس ‬في ‬عام ‬2012.‬.
كلفة ‬أمنية ‬باهظة ‬مقابل ‬دعم ‬مالي ‬مشروط
خلال ‬انعقاد ‬الملتقى ‬الرابع ‬للاستثمار ‬الخليجي ‬بالمغرب ‬شهر ‬نونبر ‬المنصرم، ‬نزلت ‬الإمارات ‬بكل ‬ثقلها ‬من ‬أجل ‬دعم ‬الاستثمارات ‬الخليجية ‬في ‬المغرب، ‬حيث ‬حضر ‬وفد ‬اقتصادي ‬هام ‬يضم ‬كبريات ‬الشركات ‬الإماراتية ‬من ‬أجل ‬توقيع ‬شراكات ‬وعقود ‬ضخمة ‬مع ‬الحكومة ‬المغربية، ‬لكن ‬أسابيع ‬بعد ‬ذلك، ‬ثبت، ‬بالملموس، ‬أن ‬هذه ‬التحركات ‬الاقتصادية ‬كانت ‬تخفي ‬وراءها ‬نوايا ‬أمنية ‬وعسكرية، ‬حيث ‬أعلن ‬المغرب ‬أنه ‬سيقدم ‬دعما ‬فعالا ‬لدولة ‬الإمارات ‬العربية ‬المتحدة ‬في ‬حربها ‬على ‬الإرهاب، ‬والحفاظ ‬على ‬السلم ‬والاستقرار ‬الإقليميين ‬والدوليين، ‬تنفيذا ‬لتعليمات ‬الملك ‬محمد ‬السادس.‬
وذكر ‬بلاغ ‬لوزارة ‬الشؤون ‬الخارجية ‬والتعاون ‬أن ‬هذا ‬العمل ‬يندرج ‬في ‬إطار ‬‮«‬تقليد ‬الشراكة ‬المثمرة ‬والتضامن ‬القوي ‬بين ‬البلدين ‬الشقيقين، ‬كما ‬يأتي ‬هذا ‬لتعزيز ‬تعاون ‬عسكري ‬وأمني ‬متعدد ‬الأوجه ‬يمتد ‬على ‬فترة ‬طويلة، ‬مع ‬بلدان ‬الخليج‮»‬.‬
وأضاف ‬البلاغ ‬أن ‬هذا ‬العمل، ‬‮«‬يواكب ‬ويستكمل ‬التدابير ‬الأخرى ‬التي ‬يجري ‬تنفيذها ‬فوق ‬التراب ‬المغربي ‬من ‬أجل ‬المحافظة ‬على ‬الأمن ‬وطمأنينة ‬المواطنين ‬المغاربة ‬في ‬مواجهة ‬تهديد ‬الإرهاب ‬الدولي‮»‬، ‬مشيرا ‬إلى ‬أن ‬هذه ‬المساهمة ‬المقدمة ‬من ‬المملكة ‬المغربية، ‬ستهمُّ ‬جوانب ‬‮«‬عسكرية ‬عملياتية ‬واستعلاماتية‮»‬.‬
هذا ‬التوجه ‬الإماراتي ‬القائم ‬على ‬المال ‬مقابل ‬الأمن، ‬لم ‬يكن ‬جديدا ‬على ‬الخليجيين، ‬فوزير ‬المالية ‬القطري، ‬الذي ‬حل، ‬هو ‬الآخر، ‬بالمغرب ‬منذ ‬شهور، ‬كان ‬قد ‬أعلن ‬عن ‬قرار ‬منح ‬المغرب ‬كدفعة ‬أولى ‬ما ‬قيمته ‬نصف ‬مليار ‬دولار، ‬علما ‬أن ‬قطر ‬قد ‬التزمت ‬بمنح ‬المغرب ‬منحة ‬قدرها ‬1.‬25 ‬مليار ‬دولار، ‬في ‬إطار ‬الشراكة ‬الاستراتيجية ‬المغربية ‬الخليجية، ‬التي ‬عوضت ‬مقترح ‬الملك ‬السعودي ‬بانضمام ‬كل ‬من ‬المغرب ‬والأردن ‬لدول ‬اتحاد ‬الخليج ‬العربي.‬
وجاء ‬هذا ‬الإعلان ‬بعد ‬سنوات ‬من ‬التوتر ‬بين ‬الرباط ‬والدوحة، ‬كانت ‬فيه ‬حزمة ‬الدعم ‬المالي ‬هي ‬الضحية ‬الأولى ‬والأخيرة، ‬حيث ‬تماطلت ‬السلطات ‬القطرية ‬في ‬الإفراج ‬عما ‬تعهدت ‬بتقديمه ‬من ‬أموال ‬إلى ‬الحكومة ‬المغربية، ‬لكن ‬مع ‬عودة ‬الدفء ‬إلى ‬العلاقات ‬بين ‬البلدين، ‬تم ‬الإفراج ‬عن ‬الدفعة ‬الأولى ‬من ‬هذه ‬الأموال، ‬في ‬الوقت ‬الذي ‬حث ‬وزير ‬الاقتصاد ‬والمالية، ‬محمد ‬بوسعيد، ‬نظيره ‬القطري، ‬علي ‬شريف ‬العمادي، ‬على ‬اتخاذ ‬إجراءات ‬لتفعيل ‬حصة ‬قطر ‬في ‬الهبة ‬التي ‬أقرها ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي ‬لفائدة ‬المغرب، ‬حيث ‬اتفق ‬الطرفان ‬على ‬تفعيل ‬الشطرين ‬الأول ‬والثاني ‬من ‬حصة ‬قطر ‬بمبلغ ‬يصل ‬إلى ‬500 ‬مليون ‬دولار.‬
غير ‬أن ‬الخبراء ‬يعتقدون ‬أن ‬الظرفية ‬الاقتصادية ‬لبلدان ‬الخليج ‬تعيش ‬حاليا ‬مرحلة ‬مفصلية، ‬وبالتالي ‬فمع ‬توالي ‬الشهور، ‬ومع ‬استمرار ‬أسعار ‬النفط ‬في ‬الانهيار، ‬لن ‬يكون ‬في ‬مقدور ‬هذه ‬البلدان ‬تحمل ‬التداعيات ‬الاقتصادية، ‬وبالتالي ‬ستكون ‬مضطرة ‬إلى ‬إعادة ‬النظر ‬في ‬المساعدات ‬المالية ‬التي ‬تقدمها ‬إلى ‬البلدان ‬الشريكة، ‬وعلى ‬رأسها ‬المغرب، ‬حتى ‬
لو ‬كانت ‬الكلفة ‬على ‬المستوى ‬الأمني ‬باهظة ‬للغاية. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.