محمد ولد الرشيد: السمارة ركيزة أساسية في الدينامية التنموية للأقاليم الجنوبية    البطولة: رغم النقص العددي، النادي المكناسي ينتصر على الفتح الرياضي            ريال مدريد يواصل نتائجه الإيجابية بالفوز على إسبانيول (2-0)        اضطرابات في مطارات أوروبية بسبب خلل إلكتروني أصاب أنظمة تسجيل الركاب        "ثورة المستشفيات".. دعوات للاحتجاج ضد تردي الخدمات الصحية تعم وسائط التواصل الاجتماعي والسلطات في تزنيت وطاطا تحذر    بورتريه: أندري أزولاي.. عرّاب التطبيع الصامت    إتحاد طنجة لكرة السلة يعقد جمعه العام السنوي العادي للموسم 2024 / 2025 بحصيلة متميزة    عبد اللطيف العافية رئيسا للعصبة الجهوية طنجة تطوان الحسيمة لولاية سادسة    فتاة في طنجة تسرق أموالا من حسابات بنكية بعد "تحويلات مشبوهة    بمشاركة نهضة بركان.."الكاف" يكشف عن موعد وملعب كأس السوبر الأفريقي    "الغد كان هنا" منجية شقرون تقيم معرضا شاعريا بين الذاكرة والضوء    الشرادي يتغنى بالصحراء المغربية في قلب موريتانيا    مشاكل تقنية تمنع إبحار السفينة المغربية الثانية ضمن "أسطول الصمود"    المقاطعة الثقافية لإسرائيل تتسع مستلهمة حركة مناهضة الفصل العنصري    هجوم سيبراني يربك حركة السفر في عدة مطارات أوروبية رئيسية    حموشي يجري زيارة عمل إلى أنقرة بدعوة رسمية من السلطات التركية (بلاغ)    انخفاض الحرارة يبدأ الثلاثاء بالمغرب    الانبعاثات الكربونية في أوربا تبلغ أعلى مستوى منذ 23 عاما (كوبرنيكوس)        "على غير العادة".. بريطانيا تفتح المجال لتجنيد جواسيس حول العالم بشكل علني    مالي تضع النظام العسكري الجزائري في قفص الاتهام أمام محكمة العدل الدولية        وزير خارجية الصين: المغرب كان سبّاقاً لمدّ الجسور معنا.. وبكين مستعدة لشراكة أوسع وأعمق    الزلزولي بعد اختياره رجل مباراة بيتيس ضد سوسيداد: "لا يهم إذا لم يُحتسب باسمي الهدف المهم أننا سجلنا وفزنا"    مصرع مهرب للمخدرات في اصطدام زورق بالحرس المدني الإسباني بمضيق جبل طارق    دراسة.. النحافة المفرطة أخطر على الصحة من السمنة    العزلة تفاقم معاناة ساكنة بني جميل مع النقص الحاد في أعداد سيارات الأجرة    الحمامي يظهر في السمارة مؤكدا مواصلة مشوار الإصلاح والترافع لقضايا طنجة والوطن    قيوح يجتمع بنظيره الدنماركي لتعزيز شراكة تتعلق بالنقل البحري    قيادي في البام يتهم محسوبين على مورو بممارسة "القمع وتكميم الأفواه".. هل ينفرط تحالف الجرار والأحرار؟    فيفا: 4.5 ملايين مشجع شاركوا في المرحلة الأولى من بيع تذاكر مونديال 2026    انفصال مفاجئ لابنة نجاة عتابو بعد 24 ساعة من الزواج    "بشرى لساكنة إقليم وزان".. انطلاق أشغال بناء سوقين لبيع الخضر والفواكه واللحوم        بورصة البيضاء تنهي الأسبوع بارتفاع    التوظيف الإيديولوجي لحقوق الإنسان يضع البوليساريو تحت مجهر ندوة دولية    قانون جديد يكرس مهام مرصد الإجرام    ولاية أمن الدار البيضاء تتفاعل مع اتهامات سائح لسائق "طاكسي"    كيوسك السبت | الحكومة تتجه نحو الحد من تغول الوسطاء في أسواق المنتجات الفلاحية    تأهب داخل الحلف الأطلسي.. روسيا تنفي انتهاك مقاتلاتها المجال الجوي الإستوني    موسكو تُعيد رسم معالم النقاش حول الصحراء وتُضعف أطروحة الجزائر    الرسالة الملكية في المولد النبوي        "الملجأ الذري" يصطدم بنجاح "لا كاسا دي بابيل"    سي مهدي يشتكي الرابور "طوطو" إلى القضاء    مساء اليوم فى برنامج "مدارات" : صورة حاضرة فاس في الذاكرة الشعرية    تقنية جديدة تحول خلايا الدم إلى علاج للسكتات الدماغية        تسجيل 480 حالة إصابة محلية بحمى "شيكونغونيا" في فرنسا    الذكاء الاصطناعي وتحديات الخطاب الديني عنوان ندوة علمية لإحدى مدارس التعليم العتيق بدكالة    خبير: قيادة المقاتلات تمثل أخطر مهنة في العالم    مدرسة الزنانبة للقرآن والتعليم العتيق بإقليم الجديدة تحتفي بالمولد النبوي بندوة علمية حول الذكاء الاصطناعي والخطاب الديني    رسالة ملكية تدعو للتذكير بالسيرة النبوية عبر برامج علمية وتوعوية    الملك محمد السادس يدعو العلماء لإحياء ذكرى مرور 15 قرنًا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يعصف انهيار أسعار النفط بأموال الدعم الخليجي للمغرب؟
نشر في المساء يوم 25 - 12 - 2014

انهيار ‬أسعار ‬النفط ‬كانت ‬له ‬تداعيات ‬وخيمة ‬على ‬اقتصادات ‬بلدان ‬الخليج، ‬وخاصة ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي، ‬حيث ‬تراجعت ‬مداخيل ‬الذهب ‬الأسود ‬إلى ‬النصف ‬تقريبا، ‬ما ‬أصبح ‬يطرح ‬علامات ‬استفهام ‬كبيرة ‬حول ‬استمرار ‬اسخاءب ‬هذه ‬البلدان، ‬خاصة ‬مع ‬بلدان ‬شريكة ‬مثل ‬المغرب، ‬الذي ‬تضع ‬حكومته ‬يدها ‬على ‬قلبها ‬خوفا ‬من ‬أن ‬اتطيرب ‬أموال ‬الدعم ‬الخليجي، ‬في ‬ظل ‬التقارير ‬الكثيرة، ‬التي ‬تؤكد ‬أن ‬بلدان ‬الخليج ‬ستضطر ‬في ‬الشهور ‬المقبلة ‬إلى ‬ربط ‬الحزام ‬والتحول ‬إلى ‬التقشف، ‬بل ‬وحتى ‬فرض ‬ضرائب ‬لأول ‬مرة ‬في ‬تاريخها. ‬
علامات ‬استفهام ‬كبيرة ‬بدأت ‬تطرح ‬نفسها ‬حول ‬استمرار ‬تقاطر ‬أموال ‬الخليج ‬على ‬المغرب، ‬فالوضعية ‬الحرجة ‬التي ‬تحولت ‬إليها ‬اقتصادات ‬هذه ‬البلدان، ‬بفعل ‬التراجع ‬القياسي ‬لأسعار ‬النفط ‬بدأت ‬تثير ‬الشكوك ‬حول ‬لجوء ‬دول ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي ‬إلى ‬سياسة ‬ربط ‬الحزام ‬وتقليص ‬النفقات، ‬بما ‬فيها ‬تلك ‬الموجهة ‬إلى ‬البلدان ‬الشريكة ‬مثل ‬المغرب ‬والأردن، ‬بل ‬وحتى ‬التوجه ‬نحو ‬سن ‬ضرائب ‬جديدة ‬لأول ‬مرة ‬في ‬تاريخها.‬
والمثير ‬في ‬هذا ‬التحول ‬المرتقب ‬هو ‬أن ‬المغرب ‬يمكن ‬أن ‬يفقد ‬حتى ‬حزمة ‬الدعم، ‬التي ‬تم ‬الاتفاق ‬عليها ‬مع ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي، ‬والتي ‬تقدر ‬قيمتها ‬بحوالي ‬5 ‬مليارات ‬دولار، ‬خاصة ‬أن ‬الحكومة ‬لم ‬تتوصل، ‬منذ ‬سنة ‬2012 ‬وإلى ‬الآن، ‬إلا ‬بحوالي ‬1.‬5 ‬مليار ‬دولار، ‬ما ‬يعني ‬أن ‬3 ‬ملايير ‬ونصف ‬دولار ‬مازالت ‬في ‬خزائن ‬بلدان ‬الخليج، ‬ويمكن ‬أن ‬يتحول ‬مسارها ‬في ‬أي ‬لحظة ‬لتوظف ‬في ‬مواجهة ‬الوضع ‬الاقتصادي ‬القاتم ‬الذي ‬تعانيه ‬هذه ‬البلدان ‬منذ ‬6 ‬شهور ‬تقريبا. ‬
بلدان ‬الخليج ‬تدخل ‬سنواتها ‬العجاف
أيام ‬صعبة ‬تنتظر ‬دول ‬الخليج ‬مع ‬تراجع ‬أسعار ‬النفط ‬الخام، ‬بعد ‬أن ‬فوتت ‬هذه ‬الدول ‬فرصة ‬ذهبية ‬لتنويع ‬اقتصاداتها ‬بالاستفادة ‬من ‬العائدات ‬النفطية ‬الضخمة ‬التي ‬سجلتها ‬خلال ‬العقد ‬الماضي.‬
وحسب ‬تقارير ‬دولية، ‬يمكن ‬أن ‬تبدأ ‬دول ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي ‬الست، ‬وهي ‬السعودية ‬والإمارات ‬والكويت ‬وقطر ‬وسلطنة ‬عمان ‬والبحرين، ‬بالمعاناة ‬جراء ‬تراجع ‬أسعار ‬الخام ‬التي ‬خسرت ‬نصف ‬قيمتها ‬منذ ‬يونيو ‬الماضي، ‬خلال ‬الشهور ‬القليلة ‬المقبلة، ‬خاصة ‬أن ‬دول ‬الخليج ‬التي ‬تضخ ‬17.‬5 ‬مليون ‬برميل ‬يوميا ‬يمكن ‬أن ‬تخسر ‬نصف ‬عائداتها ‬النفطية ‬مع ‬الأسعار ‬الحالية، ‬وهو ‬ما ‬يناهز ‬350 ‬مليار ‬دولار ‬سنويا.‬
وتشير ‬التقارير ‬إلى ‬أن ‬انخفاض ‬العائدات ‬سيتبعه، ‬لا ‬محالة، ‬تقليص ‬الإنفاق، ‬وربما ‬أيضا ‬فرض ‬ضرائب ‬للمرة ‬الأولى ‬في ‬تاريخ ‬هذه ‬الدول، ‬ما ‬يزيد ‬المخاوف ‬من ‬الاستياء ‬الشعبي، ‬ومن ‬التباطؤ ‬الاقتصادي ‬في ‬النهاية.‬
وأدى ‬انخفاض ‬أسعار ‬النفط ‬إلى ‬انهيار ‬بورصات ‬الخليج ‬وإلى ‬خسارتها ‬مليارات ‬الدولارات ‬من ‬القيمة ‬السوقية ‬للأسهم.‬
وفي ‬تقرير ‬صادر ‬عن ‬صندوق ‬النقد ‬الدولي، ‬أكد ‬خبراء ‬كريستين ‬لاغارد ‬أن ‬دول ‬الخليج ‬في ‬حاجة ‬إلى ‬استقرار ‬أسعار ‬النفط ‬في ‬مستويات ‬تتجاوز ‬100 ‬دولار ‬للبرميل، ‬إذا ‬ما ‬أرادت ‬تفادي ‬عجز ‬في ‬ميزانياتها ‬العامة، ‬فإيران ‬مثلا ‬بحاجة ‬إلى ‬سعر ‬130 ‬دولارا ‬للبرميل ‬لتفادي ‬العجز، ‬بينما ‬العراق ‬بحاجة ‬إلى ‬101 ‬دولار، ‬والسعودية ‬إلى ‬104 ‬دولارات، ‬والإمارات ‬إلى ‬81 ‬دولارا .‬
أما ‬وكالة«ستاندرد ‬آند ‬بورز‮»‬، ‬فقد ‬أشارت ‬في ‬تقرير ‬حول ‬منطقة ‬الخليج ‬والنفط ‬إلى ‬أن ‬‮«‬التراجع ‬الأخير ‬في ‬سعر ‬المحروقات، ‬وفي ‬حال ‬استمراره ‬لفترة ‬طويلة، ‬سيكون ‬له ‬تأثير ‬كبير‮»‬، ‬معتبرة ‬أن ‬سلطنة ‬عمان ‬والبحرين ‬سيكونان ‬البلدين ‬الأكثر ‬تأثرا.‬
ويرى ‬بعض ‬الخبراء ‬أن ‬دول ‬الخليج ‬قد ‬لا ‬تواجه ‬مشاكل ‬مالية ‬على ‬المدى ‬القصير، ‬جراء ‬تراجع ‬أسعار ‬النفط، ‬بسبب ‬امتلاكها ‬احتياطيات ‬مالية ‬جيدة، ‬وأصول ‬مالية ‬يمكن ‬بيعها ‬لسد ‬العجز ‬في ‬الموازنة، ‬لكنهم ‬يجمعون ‬على ‬أن ‬استمرار ‬انخفاض ‬أسعار ‬النفط ‬في ‬المدى ‬المتوسط ‬والطويل ‬ربما ‬يستدعي ‬تخفيض ‬الدعم، ‬الذي ‬تقدمه ‬هذه ‬الدول ‬لقطاعات ‬كثيرة ‬مثل ‬الصحة ‬والتعليم ‬والإسكان، ‬الأمر ‬الذي ‬قد ‬يؤثر ‬على ‬مستوى ‬المعيشة ‬في ‬هذه ‬الدول.‬
علامات ‬استفهام ‬حول ‬مصير ‬الدعم ‬الخليجي ‬للمغرب ‬
منذ ‬ثمانينيات ‬القرن ‬الماضي، ‬ومع ‬سياسة ‬التقويم ‬الهيكلي ‬التي ‬فرضتها ‬المؤسسات ‬المالية ‬الدولية ‬على ‬المغرب ‬نتيجة ‬الأزمة ‬الاقتصادية ‬الخانقة ‬التي ‬عانى ‬منها ‬حينذاك، ‬شكلت ‬أموال ‬الخليج ‬المنقذ ‬من ‬الأزمات ‬الاقتصادية ‬في ‬المغرب.‬
فقد ‬لعبت ‬دول ‬الخليج ‬دورا ‬أساسيا ‬في ‬دعم ‬الاقتصاد ‬الوطني ‬وتخفيف ‬نقص ‬السيولة ‬الذي ‬كانت ‬تعانيه ‬المملكة، ‬وضمان ‬وفائها ‬بالتزاماتها ‬من ‬الديون ‬تجاه ‬البنك ‬الدولي ‬وصندوق ‬النقد ‬الدولي، ‬من ‬خلال ‬تمويلها ‬بقروض ‬وضخ ‬المزيد ‬من ‬السيولة ‬النقدية ‬في ‬بنك ‬المغرب.‬
وانطلق ‬التعاون ‬المغربي-‬الخليجي ‬القديم، ‬عبر ‬الصناديق ‬السيادية ‬التي ‬مولت ‬مجموعة ‬من ‬المشاريع ‬العمومية ‬والائتمانية ‬كالطرق ‬والسدود. ‬وبلغ ‬في ‬السنوات ‬الأخيرة ‬حد ‬عرض ‬العربية ‬السعودية ‬على ‬المغرب ‬الانضمام ‬إلى ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي، ‬انطلاقا ‬من ‬أن ‬بعض ‬الخبراء ‬اعتقدوا ‬أن ‬اندماج ‬المغرب ‬في ‬هذا ‬التحالف ‬الجديد ‬سيقدم ‬آفاقا ‬غير ‬متوقعة ‬من ‬حيث ‬خلق ‬الثروات ‬في ‬مجالي ‬الطاقة ‬والتوظيف ‬والاستثمار ‬والتجارة ‬البينية، ‬لكن ‬هذا ‬العرض ‬سرعان ‬ما ‬تحول ‬فقط ‬إلى ‬‮«‬شراكة ‬متقدمة‮»‬، ‬تعهدت ‬من ‬خلالها ‬بلدان ‬الخليج ‬بتقديم ‬حزمة ‬من ‬الدعم ‬المالي ‬للمغرب ‬والأردن. ‬
وقد ‬رصد ‬مجلس ‬دول ‬التعاون ‬الخليجي، ‬في ‬إطار ‬شراكته ‬الاستراتيجية ‬مع ‬المغرب ‬المبرمة ‬سنة ‬2011، ‬هبات ‬قدرها ‬5 ‬مليارات ‬دولار ‬على ‬مدى ‬خمس ‬سنوات ‬من ‬2012 ‬إلى ‬2016، ‬بمساهمة ‬كل ‬من ‬العربية ‬السعودية ‬وقطر ‬والإمارات ‬العربية ‬المتحدة ‬والكويت.‬
وتتوخى ‬هذه ‬الهبات، ‬حسب ‬مجلس ‬التعاون، ‬تمويل ‬برامج ‬التنمية ‬بالمغرب ‬في ‬العديد ‬من ‬القطاعات ‬الإنتاجية ‬والاجتماعية ‬ذات ‬الوقع ‬المباشر ‬والملموس ‬على ‬تحسين ‬ظروف ‬عيش ‬المواطنين ‬وإحداث ‬فرص ‬الشغل. ‬
لكن، ‬ومنذ ‬أيام ‬قليلة، ‬أوردت ‬مجلة ‬‮«‬فورين ‬بوليسي‮»‬ ‬أن ‬تواصل ‬تراجع ‬أسعار ‬النفط ‬في ‬الأسواق ‬العالمية ‬قد ‬يقوض ‬المساعدات ‬المالية ‬السخية ‬التي ‬تمنحها ‬بلدان ‬خليجية، ‬خاصة ‬المملكة ‬العربية ‬السعودية ‬والإمارات ‬العربية ‬والكويت ‬وغيرها، ‬لبلدان ‬عربية ‬تربطها ‬بها ‬علاقات ‬ثنائية ‬استراتيجية، ‬ولا ‬تتوفر ‬على ‬أرصدة ‬كبيرة ‬من ‬النفط ‬والغاز ‬الطبيعي، ‬وكانت ‬منذ ‬عقود ‬تتلقى ‬الدعم ‬من ‬دول ‬الخليج، ‬متمثلة ‬في ‬المنح ‬والاستثمارات.‬
ولفتت ‬المجلة ‬إلى ‬أن ‬تلك ‬المساعدات ‬التي ‬تأتي ‬من ‬خزائن ‬دول ‬الخليج ‬نحو ‬دول ‬من ‬الشرق ‬الأوسط، ‬كالأردن، ‬أو ‬بلدان ‬في ‬شمال ‬إفريقيا، ‬مثل ‬المغرب ‬ومصر، ‬ليست ‬من ‬أجل ‬أنظمة ‬هذه ‬الدول، ‬وإنما ‬هي ‬أموال ‬تصرف ‬لغايات ‬سياسية.‬
غير ‬أن ‬عبد ‬السلام ‬أديب، ‬المحلل ‬الاقتصادي، ‬اعتبر، ‬بالمقابل، ‬أن ‬الدعم ‬الخليجي ‬للمغرب، ‬والذي ‬تربطه ‬علاقات ‬ثنائية ‬استراتيجية ‬قوية ‬مع ‬دول ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي، ‬لن ‬يتأثر ‬بأسعار ‬النفط ‬الخام، ‬التي ‬تشهد ‬تراجعا ‬في ‬الأسواق ‬العالمية، ‬خلال ‬الآونة ‬الأخيرة.‬
وأكد ‬أديب، ‬في ‬تصريحات ‬صحافية، ‬أن ‬الدعم ‬المالي ‬الخليجي ‬تم ‬تقديمه ‬بصورة ‬نهائية ‬إلى ‬المغرب ‬وهذه ‬المسألة ‬منتهية، ‬مقابل ‬الخدمات ‬الكثيرة ‬التي ‬قدمها ‬ومازالت ‬تقدمها ‬المملكة ‬لهذه ‬الدول، ‬وفي ‬مقدمتها ‬الدعم ‬العسكري ‬والسياسي.‬
وأضاف ‬أديب، ‬أن ‬علاقات ‬المغرب ‬المالية ‬مع ‬دول ‬الخليج، ‬هي ‬جيدة، ‬ولن ‬يكون ‬لأي ‬تراجع ‬على ‬مستوى ‬أسعار ‬النفط ‬العالمية، ‬أي ‬تأثير ‬في ‬هذا ‬الدعم ‬الخليجي ‬للمغرب، ‬الذي ‬اعتبر ‬أنه ‬جاء ‬في ‬صورته ‬الطبيعية، ‬تطبيقا ‬لمقررات ‬معاهدة ‬الشراكة ‬الاستراتيجية ‬بين ‬المغرب ‬ودول ‬المجلس ‬في ‬عام ‬2012.‬.
كلفة ‬أمنية ‬باهظة ‬مقابل ‬دعم ‬مالي ‬مشروط
خلال ‬انعقاد ‬الملتقى ‬الرابع ‬للاستثمار ‬الخليجي ‬بالمغرب ‬شهر ‬نونبر ‬المنصرم، ‬نزلت ‬الإمارات ‬بكل ‬ثقلها ‬من ‬أجل ‬دعم ‬الاستثمارات ‬الخليجية ‬في ‬المغرب، ‬حيث ‬حضر ‬وفد ‬اقتصادي ‬هام ‬يضم ‬كبريات ‬الشركات ‬الإماراتية ‬من ‬أجل ‬توقيع ‬شراكات ‬وعقود ‬ضخمة ‬مع ‬الحكومة ‬المغربية، ‬لكن ‬أسابيع ‬بعد ‬ذلك، ‬ثبت، ‬بالملموس، ‬أن ‬هذه ‬التحركات ‬الاقتصادية ‬كانت ‬تخفي ‬وراءها ‬نوايا ‬أمنية ‬وعسكرية، ‬حيث ‬أعلن ‬المغرب ‬أنه ‬سيقدم ‬دعما ‬فعالا ‬لدولة ‬الإمارات ‬العربية ‬المتحدة ‬في ‬حربها ‬على ‬الإرهاب، ‬والحفاظ ‬على ‬السلم ‬والاستقرار ‬الإقليميين ‬والدوليين، ‬تنفيذا ‬لتعليمات ‬الملك ‬محمد ‬السادس.‬
وذكر ‬بلاغ ‬لوزارة ‬الشؤون ‬الخارجية ‬والتعاون ‬أن ‬هذا ‬العمل ‬يندرج ‬في ‬إطار ‬‮«‬تقليد ‬الشراكة ‬المثمرة ‬والتضامن ‬القوي ‬بين ‬البلدين ‬الشقيقين، ‬كما ‬يأتي ‬هذا ‬لتعزيز ‬تعاون ‬عسكري ‬وأمني ‬متعدد ‬الأوجه ‬يمتد ‬على ‬فترة ‬طويلة، ‬مع ‬بلدان ‬الخليج‮»‬.‬
وأضاف ‬البلاغ ‬أن ‬هذا ‬العمل، ‬‮«‬يواكب ‬ويستكمل ‬التدابير ‬الأخرى ‬التي ‬يجري ‬تنفيذها ‬فوق ‬التراب ‬المغربي ‬من ‬أجل ‬المحافظة ‬على ‬الأمن ‬وطمأنينة ‬المواطنين ‬المغاربة ‬في ‬مواجهة ‬تهديد ‬الإرهاب ‬الدولي‮»‬، ‬مشيرا ‬إلى ‬أن ‬هذه ‬المساهمة ‬المقدمة ‬من ‬المملكة ‬المغربية، ‬ستهمُّ ‬جوانب ‬‮«‬عسكرية ‬عملياتية ‬واستعلاماتية‮»‬.‬
هذا ‬التوجه ‬الإماراتي ‬القائم ‬على ‬المال ‬مقابل ‬الأمن، ‬لم ‬يكن ‬جديدا ‬على ‬الخليجيين، ‬فوزير ‬المالية ‬القطري، ‬الذي ‬حل، ‬هو ‬الآخر، ‬بالمغرب ‬منذ ‬شهور، ‬كان ‬قد ‬أعلن ‬عن ‬قرار ‬منح ‬المغرب ‬كدفعة ‬أولى ‬ما ‬قيمته ‬نصف ‬مليار ‬دولار، ‬علما ‬أن ‬قطر ‬قد ‬التزمت ‬بمنح ‬المغرب ‬منحة ‬قدرها ‬1.‬25 ‬مليار ‬دولار، ‬في ‬إطار ‬الشراكة ‬الاستراتيجية ‬المغربية ‬الخليجية، ‬التي ‬عوضت ‬مقترح ‬الملك ‬السعودي ‬بانضمام ‬كل ‬من ‬المغرب ‬والأردن ‬لدول ‬اتحاد ‬الخليج ‬العربي.‬
وجاء ‬هذا ‬الإعلان ‬بعد ‬سنوات ‬من ‬التوتر ‬بين ‬الرباط ‬والدوحة، ‬كانت ‬فيه ‬حزمة ‬الدعم ‬المالي ‬هي ‬الضحية ‬الأولى ‬والأخيرة، ‬حيث ‬تماطلت ‬السلطات ‬القطرية ‬في ‬الإفراج ‬عما ‬تعهدت ‬بتقديمه ‬من ‬أموال ‬إلى ‬الحكومة ‬المغربية، ‬لكن ‬مع ‬عودة ‬الدفء ‬إلى ‬العلاقات ‬بين ‬البلدين، ‬تم ‬الإفراج ‬عن ‬الدفعة ‬الأولى ‬من ‬هذه ‬الأموال، ‬في ‬الوقت ‬الذي ‬حث ‬وزير ‬الاقتصاد ‬والمالية، ‬محمد ‬بوسعيد، ‬نظيره ‬القطري، ‬علي ‬شريف ‬العمادي، ‬على ‬اتخاذ ‬إجراءات ‬لتفعيل ‬حصة ‬قطر ‬في ‬الهبة ‬التي ‬أقرها ‬مجلس ‬التعاون ‬الخليجي ‬لفائدة ‬المغرب، ‬حيث ‬اتفق ‬الطرفان ‬على ‬تفعيل ‬الشطرين ‬الأول ‬والثاني ‬من ‬حصة ‬قطر ‬بمبلغ ‬يصل ‬إلى ‬500 ‬مليون ‬دولار.‬
غير ‬أن ‬الخبراء ‬يعتقدون ‬أن ‬الظرفية ‬الاقتصادية ‬لبلدان ‬الخليج ‬تعيش ‬حاليا ‬مرحلة ‬مفصلية، ‬وبالتالي ‬فمع ‬توالي ‬الشهور، ‬ومع ‬استمرار ‬أسعار ‬النفط ‬في ‬الانهيار، ‬لن ‬يكون ‬في ‬مقدور ‬هذه ‬البلدان ‬تحمل ‬التداعيات ‬الاقتصادية، ‬وبالتالي ‬ستكون ‬مضطرة ‬إلى ‬إعادة ‬النظر ‬في ‬المساعدات ‬المالية ‬التي ‬تقدمها ‬إلى ‬البلدان ‬الشريكة، ‬وعلى ‬رأسها ‬المغرب، ‬حتى ‬
لو ‬كانت ‬الكلفة ‬على ‬المستوى ‬الأمني ‬باهظة ‬للغاية. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.