اجتماع ‬اللجنة ‬الوزارية ‬لقيادة ‬إصلاح ‬منظومة ‬الحماية ‬الاجتماعية    دي ‬ميستورا ‬بالجزائر ‬قبل ‬التوجه ‬الى ‬باريس ‬بحثا ‬عن ‬مواقف ‬متقاطعة ‬    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    تحذير من "غوغل كروم" في المغرب    لماذا ‬رحبت ‬قمة ‬الدوحة ‬بقرار :‬            عمر العباس .. مرشح العصبة الجهوية لكرة القدم بالشمال    الجديدة تحتضن ندوة حول الذكاء الاصطناعي وتحديات الخطاب الديني    أبواب الملحقة الجامعية بمنطقة تاوريرت موصدة إلى إشعار آخر..    هذا ما يجب أن ينتبه له آباء تلاميذ المستوى التحضيري    تقرير: الفقر المطلق يتضاعف في المدن رغم احتفاظ القرى بثلث فقراء المغرب    النفط يتراجع وسط مخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي وتخمة المعروض    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يرفع مذكرة مفصلة حول مشروع قانون إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة    بوسليم يقود مواجهة الوداد واتحاد يعقوب المنصور    زلزال بقوة 5.4 درجات يضرب شمال جزيرة "سولاويزي" الإندونيسية    المنتخب المغربي يرتقي إلى المركز 11 عالميا ويحافظ على صدارته قاريا وعربيا    تصنيف "فيفا"… المغرب يرتقي إلى المركز ال11 ويقترب من أفضل ترتيب في تاريخه    العزيز: إقصاء فيدرالية اليسار من مشاورات الانتخابات يهدد نزاهة الاستحقاقات        الولايات المتحدة.. ترامب يعلن تصنيف حركة "أنتيفا" اليسارية المتطرفة منظمة إرهابية    حجز أزيد من 76 ألف قرص مهلوس بميناء الناظور وتوقيف خمسيني متورط    طقس الخميس: أجواء حارة نسبيا بعدد من الجهات    كيوسك الخميس | عدد المستفيدين من التأمين الإجباري عن المرض تجاوز 24 مليونا    محققة أممية تشبّه غزة برواندا وتتهم إسرائيل بارتكاب إبادة في غزة وإسبانيا تفتح تحقيقاً قضائياً في الانتهاكات    ارتفاع نفقات سيارات الدولة يثير تساؤلات حول أولويات الإنفاق العمومي    هيئة مدنية: وفيات الرضع والأطفال دون الخامسة ما زالت مرتفعة بالمغرب تتجاوز المعدلات العربية والأوروبية    مصادر: ميسي يمدد العقد مع ميامي    أكثر من 200 مليون دراجة هوائية في الصين            حرب الإبادة مستمرة | قصف مستشفيات وتفجير مدرعات مفخخة.. ونزوح جماعي نحو المجهول كأنه يوم القيامة    تخصيص أراضٍ جنوب المملكة لمشاريع الهيدروجين الأخضر بقيمة 319 مليار درهم    مراكش تعزز أسطولها ب158 حافلة صينية استعداداً ل"كان 2025"    تقرير: الأحزاب المغربية تفقد ثقة 91.5 في المائة من المغاربة وتُتهم بجعل المال والولاء طريقا للترقي داخلها    عمدة بينالمدينا الإسبانية يكرم شخصية مغربية تقديراً لنجاح مبادرات ثقافية    بورصة الدار البيضاء تغلق تداولات الأربعاء بانخفاض المؤشرات    ميناء المضيق يحقق ارتفاعا قياسيا في مفرغات الصيد        "حزب الكتاب" ينتقد أداء المستشفيات    الذكاء الاصطناعي وتحديات الخطاب الديني عنوان ندوة علمية لإحدى مدارس التعليم العتيق بدكالة    آلام الرقبة قد ترجع إلى اختلال وظيفي في المضغ    مهرجان الظاهرة الغيوانية في دورته الثالثة بالدار البيضاء    الموسيقى المغربية تتألق في حفل "أصوات من الديار" بواشنطن    هوليوود تودع أسطورة السينما روبرت ريدفورد عن عمر يناهز 89 عاما    التوفيق يكشف حصيلة تأهيل المساجد المتضررة من زلزال الحوز    "حين سقط القمر" رواية جديدة للكاتب والأديب المغربي محمد بوفتاس        قهيوة مسائية بطنجة رفقة الفنان فؤاد الزبادي    ألمانيا تقلق من فيروس "شيكونغونيا" في إيطاليا    إيران تؤكد إعدام "جاسوس لإسرائيل"    خبير: قيادة المقاتلات تمثل أخطر مهنة في العالم    مدرسة الزنانبة للقرآن والتعليم العتيق بإقليم الجديدة تحتفي بالمولد النبوي بندوة علمية حول الذكاء الاصطناعي والخطاب الديني    نور فيلالي تطل على جمهورها بأول كليب «يكذب، يهرب»    التغذية المدرسية.. بين إكراهات الإعداد المنزلي وتكاليف المطعمة    "المجلس العلمي" يثمن التوجيه الملكي    رسالة ملكية تدعو للتذكير بالسيرة النبوية عبر برامج علمية وتوعوية    الملك محمد السادس يدعو العلماء لإحياء ذكرى مرور 15 قرنًا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة حب «بريمر» في العراق مع إحدى العراقيات المسيحيات
سحرها الثلاثيني ولكنتها الأمريكية سلبت لب الكهل وعقله
نشر في المساء يوم 01 - 09 - 2009

ما إن غادر بريمر العراق إلى غير رجعة حتى طفت إلى سطح الأحداث العراقية أخبار وأقاويل تتعلق بفترة توليه منصب الحاكم المدني للعراق، وتفاوتت أهمية تلك الأخبار بحسب أهميتها بالنسبة إلى الشارع العراقي الشعبي والسياسي حيث غطت قصة تلك المليارات المفقودة على قصة حبه مع إحدى العراقيات المسيحيات العاملات في المنطقة الخضراء والتي كانت موظفة تشريفات في عهد صدام واستمرت في زمن بريمر لإجادتها اللغة الانكليزية ولسحرها الثلاثيني الذي خطف لب الرجل الستيني وعقله، وبينما تسابقت وسائل الإعلام إلى البحث والتقصي في ملف المليارات كنت أنا وصديقي الصحفي (ص) نهتم بقصته مع عشيقته وكنت أول من كتب خبر خروج حبيبة بريمر معه في صحيفة الحياة اللندنية آنذاك، وحفاظا على بقاء رقبتي في محلها آثر مدير التحرير في بغداد الصحافي الكبير إبراهيم خياط أن ينشر الخبر باسم مكتب بغداد ولم يصدر عن بريمر أي رد حينها.
بداية قصة الحب بين حفيد العم سام وحفيدة أشور بنيبال يطلعني عليها مصدري داخل المنطقة الخضراء وهو على صلة وثيقة بالصحفيين العرب والأجانب الذين يتقدمون بطلبات لإجراء المقابلات الصحفية مع الحاكم المدني بريمر لكونه كان يشغل موقعا مرموقا في المكتب الصحفي لبريمر، يخبرني (ص) أن بريمر أراد الاستعانة ببعض الموظفين السابقين في قصور صدام والذين لم يتركوا العمل بعد الاحتلال لتسهيل العمل، فطلب مقابلة مندوبين عنهم وكان من بين أولئك المندوبين مترجمة عراقية في منتصف الثلاثينيات تعمل في تشريفات القصور الرئاسية تدعى (وداد فرنسيس) جعلها الموظفون ناطقة باسمهم لإجادتها التحدث باللكنة الأمريكية, وبعد أن استمع إلى شرحها المفصل حول طلبات الموظفين وشروطهم أعجب الرجل بشجاعتها وطريقتها في لفظ الحروف الإنكليزية وخاطبها ممازحا إن كانت قد زارت أمريكا سابقا، بعد يومين من تلك المقابلة أصدر بريمر قرارا تم بموجبه تعيين بعض هؤلاء الموظفين كهيئة استقبال رئاسية تعمل تحت إشراف القوات الأمريكية، وتم تعيين (وداد فرنسيس) ضمن قسم العلاقات العامة في مكتب بريمر وكانت أيام العمل الشاقة كفيلة لتستقر سهام الحب البابلية في قلب الكهل الأمريكي، وقد ساهم انتماؤها إلى نفس الدين في جعل قصة الحب أكثر صدقا وقوة بعد الأشهر الثلاثة الأولى انتقلت (وداد فرنسيس) إلى السكن في بيت فخم داخل المنطقة الخضراء يؤكد مصدري الصحفي أنها لا قبل لها أو لأجدادها بسعر إيجاره الذي يساوي خمسة أضعاف راتبها، وقد تكفل العاشق ببدل الإيجار لتبقى معشوقته في مرمى نظراته العاشقة. استمر الحال على ما هو عليه وبدأت ساعات العمل تصبح أكثر طولا مع التقدم السلحفاتي للعملية السياسية في العراق وأخذ الدور الذي تلعبه (وداد فرنسيس) يكبر وأصبح الساسة العراقيون يلقبونها بمفتاح بريمر الذهبي فهي تسهل وتمهد لصفقاتهم السياسية إلى أن جاءت ساعة الرحيل التي لم تكن طويلة حيث التحقت (وداد فرنسيس) بحبيبها بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على متن طائرة أباتشي إلى الأردن وتلاشت (وداد فرنسيس) وأخبارها إلا أن علاقتي بمصدري (ص) بقيت طيبة ووثيقة لاسيما وأن قاسمنا المشترك هو مهنة البحث عن المتاعب وكنت التقيت (وداد فرنسيس) مرات عدة تجاذبنا أثناءها مواضيع عدة عن الحظ والحب والأبراج والسياسة والعراق وبريمر بطبيعة الحال وردت كلها في كتابي الصادر عن مكتبة مدبولي في مصر بعنوان ما لم يذكره بريمر في كتابه.
وللبداية تكملة
في أحد الأيام كنت أجلس في أحد أشهر مطاعم بغداد وبينما كنت أحتسي الشاي البغدادي المنسم بالهيل هاتفني صديقي الصحفي صارخا إنها (نور) صرخة صديقي سلبت قلبي لأني أعرف جيدا من هي (نور) إنها الأخت الصغرى ل(وداد فرنسيس) والتي غادرت معها إلى الأردن على متن الطائرة الأباتشي وبينما صديقي يحاول أن يجمع أفكاره المبعثرة كنت أدون على شراشف الطاولة التي كنت أجلس إليها المكان الذي يجمعه بالأخت الصغرى لحبيبة بريمر ولا أذكر بالتحديد عدد المخالفات المرورية التي ارتكبتها في العشرين دقيقة مدة المسافة بين المكانين, وما إن وصلت حتى تهالكت على نفس الطاولة التي كانت تجلس عليها (نور) مع خطيبها الأردني الجنسية وصديقي الصحفي، وبعد أن تبادلنا التحيات حيث كانت تجمعني بها سابق معرفة تقافزت الأسئلة من رأسي عبر لساني إلى أذنيها كشلال ماء هادر:
> متى عدت إلى العراق؟
قبل يومين وسأسافر نهاية الأسبوع.
> وما أخبار (وداد فرنسيس)؟
تضحك وتلتفت إلى خطيبها ومن ثم إلي: غارقة في العسل.
> أين هي الآن؟
أنتم الصحفيون لا تكشف لكم الأسرار.
> وما هي أخبار سعادة السفير معها؟
بخير يزورها بين الحين والحين.
> هل تزوجها؟
هذه أمور خاصة.
> لكننا نريد أن نشارككم أفراحكم؟
شكرا أمورنا تمام و100%
> كيف حال الوالدة؟
موجودة في كن....(توقفت بسرعة لكنها كانت تعني كندا بالتأكيد) واسترسلت ووجها يحتقن غضبا: أسئلتك استخباراتية, إنها بخير واسمحوا لنا بالانصراف؟
لم يكن من الممكن أن نضيع هذه الفرصة فاستلم صديقي الدفة وهدأ من روعها وأخبرها أن (وداد فرنسيس) كانت كثيرا ما تسهل أمور الصحفيين في العراق في وقت حكم السفير بريمر، لذا هم يسألون عنها وعن أخبارها فاغفري لصديقي لهفته (كنت أقول في نفسي برافو عليك أصلحت ما أفسده فضولي ولهفتي) فجلست بعد أن قدم إلي خطيبها الأردني جملة من النصائح حول أدب الكلام وأصول الإتيكيت في التخاطب مع السيدات قبلتها منه على مضض لأني شعرت بأني أمام صيد دسم. لحظات الصمت قطعها صديقي بالسؤال التقليدي عن الصحة والأحوال، بعدها تجاذبنا أطراف الحديث في مواضيع بعيدة عن برايمر وحبيبته في إستراتيجية جديدة للعودة لاحقا إلى بيت القصيد، خمسة لقاءات جمعتنا ب(نور) وخطيبها في إحدى الكنائس وبعض الفنادق أخذنا منها الكثير مما لم يقله برايمر في كتابه نختصر لكم بعض تلك الأخبار على أمل أن تسنح لنا فرصة نشرها لاحقا:.
> بريمر اشترى ل(وداد فرنسيس) قصرا فخما في إحدى الجزر بحسب (نور) وهي تتنقل مع والدتها بين تلك الجزيرة وكندا.
> حصلت (وداد) على الجنسية الكندية بمساعدة بريمر وتسكن في شقة فخمة يتردد عليها سعادة السفير بين الحين والحين وهي تؤكد أن العاشقين ينتظران بعض الأمور المتعلقة بحياة بريمر ليتزوجا.
> أنشأ بريمر شركة سياحية برأس مال ضخم في كندا تتولى زوجة المستقبل إدارتها.
> اشترى بريمر شقة فخمة في عمان لأخت حبيبته وخطيبها الأردني الجنسية الذي كان يعمل مترجما مع القوات الأمريكية.
> بريمر يتكتم على علاقته خوفا على حياته الخاصة وحتى لا تهتز صورته في مخيلة معجبيه لكنه بصدد إعلان خطوبته في خطوة تمهيدية لإعلان زواجه.
> علاقة الحب العارمة نتج عنها بنت تدعى (فينوس) وهو اسم أحد الآلهة البابلية القديمة.
> بريمر مصاب بمرض ما لم تفصح عنه (نور).
> لدى بريمر نية لإصدار كتاب ثان هو على شكل رواية تحمل عنوان اسم حبيبته يتكلم فيها عن سحر العيون البابلية.
ما لم يذكره بريمر في كتابه
ما لم يذكره بريمر في كتابه يعرض خفايا الأمور التي حدثت خلف كواليس المنطقة الخضراء، التي لم يتطرق لها بريمر في كتاب (عام قضيته في العراق)، ويتطرق الكتاب إلى علاقة الحب العارمة التي جمعت ما بين المترجمة العراقية وداد فرنسيس وبريمر، ويتحدث كذلك عن تقييم بريمر للشخصيات العراقية، وهذه بعض المقتطفات من الكتاب.
وداد فرنسيس – أشورية كانت تعمل موظفة تشريفات في القصر الجمهوري قبل الاحتلال، والتحقت بالعمل كمترجمة من ضمن فريق يعمل قرب بول بريمر، جمعتها علاقة حب عارمة مع بريمر بحيث أن وزنها اختلف لدى الساسة العراقيين، مما جعلهم يتقربون منها بالتملق والتودد وتقديم الهدايا لتلميع صورتهم أمام بريمر، خاصة بعدما أصبحت مستشارة فنية لبريمر وتحمل اسم «المستشارة بيتي» وتحمل هوية تمنحها حصانة خاصة، استطاعت وداد أن تفرض وجودها على قرارات بريمر فهي من رشح عقيلة الهاشمي في مجلس الحكم، ورغم مرتب وداد العالي فقد حصلت على هدايا ثمينة من قبل أعضاء مجلس الحكم والمقربين منهم كأسلوب تملق وتقرب نذكر من تلك الهدايا التالي:
- سيارة مرسيدس موديل 2002 من محمود عثمان.
- مجموعة من الحلي والعطور والملابس الثمينة من عضوات مجلس الحكم.
- منزل مساحته 400 متر مربع في السليمانية من جلال الطلباني.
- قطعة أرض مساحتها 1000 متر مربع من مسعود برزاني.
- سيارة نيسان موديل 2004 من كريم ماهود.
- مولدة كهرباء عملاقة باعتها وداد إلى شركة أهل الجزيرة من أيهم السامرائي.
بالإضافة إلى هدايا نقدية وعينية من باقي أعضاء مجلس الحكم ومن خارجه.
بريمر العاشق الولهان
– بدأ انتفاض قنبر بالتودد إلى المستشارة بيتي (وداد فرنسيس)، وهذه عادته مع موظفات القصر، والمعروف عن قنبر أنه غير محترم خصوصا بعد حادثة تحرشه بإحدى موظفات القصر، وقد اتخذت وداد إجراءات نقل مراجعات قنبر إلى موظفة أمريكية أخرى، مما جعل بريمر يطالب وداد بتفسير هذا الإجراء، فشرحت له الأمر، وقد جاء تعليق بريمر وكما ورد نصه: «أنت مهمة بالنسبة إلي أكثر منه ومن أمثاله، وأمثالك يمثلون العراق أكثر من انتفاض والجلبي ولكن الملائكة على الأرض لابد لها أن تختلط بالشياطين».
وفي حادث وقع لوداد أقعدها لمدة أسبوع في منزلها بالمنطقة الخضراء، حصلت من خلاله على باقات ورد تحمل أسماء سياسية واجتماعية أكثر مما هو موجود في ساحات بغداد (حسب قول محمد العرب)، وفي اليوم الرابع لإصابتها ذهب بريمر لزيارتها دون سابق إنذار وجلس قربها وأمسك يدها ليصارحها بحبه وتصرح له من جانبها بنفس المشاعر، واتفقا على المودة والإخلاص إلى الأبد، لتبدأ فترة عشق وغرام يطوف عطرها أرجاء القصر الرئاسي، وقدم الحبيب (بريمر) إلى حبيبته (وداد أو بيتي) طقم ألماس بقيمة 30000 دولار أمريكي مع سيارة صالون من نوع Avalon مع عقد إيجار لمدة عام لشقة فخمة في مجمع 28 نيسان (الصالحية حاليا)، ومنذ ذلك الحين أصبحت وداد المرافقة الشخصية لبريمر في تجوله، حتى إنها رافقته إلى محافظة الحلة وإلى السليمانية بدعوة من جلال الطلباني لمدة ثلاثة أيام التي قالت عنها وداد إنها ثلاثة أيام رائعة وجميلة، وفي تلك الأيام الثلاثة الجميلة حضرت وداد مع بريمر حفل عشاء ضخم في بيت مسعود برزاني لم يحضره سوى رجل واحد اسمه داود حليان (وهو يهودي من أصل عراقي يحمل الجنسية الأمريكية) له عشرة أعوام في شمال العراق، وما عرفته وداد عن ذلك الرجل اليهودي هو عزمه على إقامة قرية سياحية في شمال العراق، وبعد العشاء اجتمع الثلاثة (بريمر ومسعود و حليان) اجتماعا سريا لم تعرف وداد تفاصيله، وفي رحلة أخرى جمعت الاثنين إلى الكويت للراحة والاستجمام عاد بعدها ليضع النقاط فوق الحروف في مسألة حبهما الذي ولد وسط الموت والخراب، وفي إشارة إلى عمق العلاقة ما بين بريمر ووداد فقد قضت وداد عشية اغتيال عقيلة الهاشمي ليلتها في القصر الجمهوري حيث كانت تبكي وبريمر يواسيها (بدون تعليق) أخذت علاقة الحب تكبر ومع كبرها بدأ المحيطون يتغامزون على العاشقين كلما جمعهما مكتب بريمر (وكأنهم يرون مونيكا و كلينتون)، وبات بريمر يحفظ مقتطفات من أغنية أم كلثوم (سيرة الحب) ليسمعها إلى وداد بلغة عربية ركيكة، وبعد أن اقترب موعد رحيل بريمر سافر مع وداد إلى الكويت كما ذكرنا للراحة والاستجمام، ليتفقا على رحيل وداد وعائلتها إلى عمان بعد أن صفت وداد جميع متعلقاتها، وقد أقدم بريمر على خطبة وداد من والدتها التي وافقت على الفور، وسافرت وداد بعد ذلك إلى كندا بعد أن حصلت على الجنسية الكندية بمعاونة بريمر لها، واشترى لها شقة فخمة لتكون بيت الزوجية أو العشق والله
أعلم.
مقابلة صدام حسين
– قالت وداد أن بريمر كان يعتقد أن صدام كان يتعامل مع البار سيكولوجي والروحانيات لأنه أرعب الكثير من زواره بمجرد أن نظر إليهم، وكان الكل بمن فيهم الجلبي والربيعي يعاملونه بهدوء وبعدم استفزاز (في مقابلة عند الاعتقال)، وقد وبخ بريمر الجلبي على التقاطه بعض الصور له ولصدام خلسة بواسطة جهاز موبايل كان يحمله الجلبي وأعطاه لموفق الربيعي ليقوم بدور المصور التاريخي، وأن صدام تعامل مع بريمر بتجاهل عال، ويكذب بريمر السيناريو الذي رواه الربيعي عن النقاش الطائفي الذي دار بينه وبين صدام حول السيد الصدر والمقابر الجماعية، وأن الربيعي كذاب حاول أن يصور نفسه بطلا مدافعا عن حقوق الشيعة لكن أي كلمة مما قالها الربيعي لم تكن صادقة.
السيد علي السيستاني
– كان بريمر يعتبر السيستاني الورقة الرابحة أو الفرصة الأخيرة في كل مأزق سياسي يواجهه، فالرجل لديه عصى موسى فأكبر حريق سياسي أو احتقان طائفي أو مذهبي أو عرقي في العراق تخمده ورقة صغيرة تخرج من مكتب السيد السيستاني مذيلة بتوقيعه أو ختمه.
قول وداد لو لم أكن متأكدة مليون في المائة أن بريمر أمريكي ومسيحي لقلت إنه أحد مقلدي السيستاني بسبب مدى خوف بريمر من الثقل الديني والسياسي للسيستاني، وكان يراسله بكثرة بواسطة أكثر من مصدر ومن خلال أكثر من منفذ.
وكان هناك شاب نجفي يدعى أبو تراب النجفي لديه هوية خاصة تسمح له بالدخول إلى المنطقة الخضراء ولا يخضع لأي تفتيش أمني من أي جهة كانت أمريكية أو عراقية، حتى إن وداد اصطدمت معه في أحد الأيام فأمرها بريمر بعدم مضايقته مستقبلا لأنه شخص مهم، اتضح فيما بعد أنه أحد أقارب السيستاني وهو عراقي بالولادة ويرافقه ستة أشخاص للحماية، ويتقاضى راتبا قدره 15000 دولار شهريا تحت عنوان مستشار ديني للسفير بول بريمر، وكان هناك راتب شهري قدره 25000 دولار يتقاضها نجل السيستاني تحت عنوان مصاريف حماية المراجع الدينية في النجف، وقد اعترف بريمر بتعدد المصادر ولم يعلن عنهم باستثناء السيد حسين الصدر الذي قال إنه يزور السيد السيستاني بشكل أسبوعي مما أسهم في تقوية علاقة بريمر بالصدر للتواصل مع السيستاني.
السيد مقتدى الصدر
– العصا في الدولاب الشيعي هكذا كان يلقبه بريمر، كان بريمر يخشاه كثيرا ويعتقد أن السيد مقتدى الصدر تحركه إيران بطريقه غير مباشرة عن طريق حزب الله اللبناني، وحتى بدون أن يعلم هو بذلك لمعرفته المسبقة أن آل الصدر يختلفون مع التوجه الإيراني في العراق، ومع نشاط الصدر السياسي بدأ بريمر يعلق اسمه على لوحة في مكتبه يطلق عليها اللوحة السوداء، ويعتقد بريمر أن التخلص من الصدر سيولد نقمة شعبية لما له من قاعدة جماهيرية.
حارث الضاري
– ألد الأعداء وحاضنة الإرهاب، هكذا كان بريمر يلقب الضاري وولده، وكان يصف مثنى الضاري بالذكي المتطرف، وطلب بريمر من أستاذ أمريكي تزويده بتاريخ عائلة الضاري وما إن فرغ من قراءة هذا التاريخ المليء بالمؤامرات، حسب قوله، حتى اتصل ببعض مستشاريه يطالبهم بالتودد إلى الضاري اتقاء لشره.
جلال الدين الصغير
– يعتبره بريمر شعلة طائفية لا تهدأ، ويدعي بريمر أن الصغير يتقاضى راتبا شهريا من إيران وهو ضابط مخابرات إيراني، قرأت وداد في أحد الأيام تقريرا استخباراتيا أمريكيا على مكتب بريمر يصف جلال الدين الصغير بالتعاون مع المخابرات الإيرانية، قال عنه بريمر يوما الصغير رجل وجد ليعيش وحده لأنه يكره الجميع على حد وصف بريمر.
عدنان الدليمي
– يصفه بريمر بالرجل المزعج لأنه يرى تصريحاته عارية عن الأهمية السياسية، ويصفه بالمتطرف والجاهل والمجنون، ولم يكن يحسب له حساب على الصعيد السياسي السني لكنه يخاف من تأثيره في البسطاء.
صدر الدين القبانجي
– يعتبره بريمر ناطقا متطوعا باسم الاحتلال في العراق، يقول بريمر عنه الرجل الذي يفكر بطريقة أمريكية، وقد اجتمع به بريمر في فترة أحداث النجف، وتوقع أن تتم تصفيته على يد جيش المهدي، ويتقاضى القبانجي راتبا شهريا من بريمر قدره 12000 دولار أمريكي.
إبراهيم الجعفري
– التطرف في ثوب الاعتدال، هكذا يسميه بريمر، فالرجل متطرف حتى النخاع لكنه خطيب بارع ومثقف جدا وسياسي فاشل، فالكلام لا يصنع بلدا كما قال بريمر، وكان من أكثر المتحمسين لتمزيق ورقة السيد مقتدى الصدر ليبقى الوحيد في الشارع الشيعي، ويعتبره بريمر أقرب إلى محاضر في الحسينيات منه إلى رجل دولة، وكان بريمر يمل من الانفراد به، لأنه لا يدخل إلى نقطة النقاش مباشرة بل يظل يلف ويدور بشكل ممل ويشتت المقابل.
أحمد الجلبي
– ثعلب ولص، ولاؤه لأحمد الجلبي فقط، مهندس مشاريع التفرقة وشق الصف هكذا كان يصفه بريمر، ودائما ما كان بريمر يوبخه كلما حدثت مشكلة لأنه كان دائما ما يخلقها، وقد كان بريمر يتلذذ برفض طلب مقابلته، ويسميه المتملق المفضوح، وقد تورط احمد الجلبي في عمليات تصفية محمد الراوي وداوود القيسي، وقد ثبت ضلوعه في التصفيات من خلال قوائم تم ضبطها في مكتبه عندما داهمته القوات الأمريكية، والجلبي يتعامل مع اليهود وقد ذكرت وداد ذلك.
كريم ماهود
– قاطع طريق، الغباء السياسي، يقول عنه بريمر: في كل يوم يكسب السياسيون مؤيدين ويخسرونهم إلا كريم فإنه يخسر باستمرار، وفي اتصال تم بين بريمر وكريم، أخذ الأخير يتكلم عن نضاله ومطالبه الشخصية مما أدى إلى إغلاق بريمر التلفون في وجهه، وعلق بريمر على كريم بأنه من الأخطاء السياسية.
محمد بحر العلوم
– الحقد الدفين، رغم فعاليته الكبيرة في تنفيذ خطط أمريكا فإن حقده الدفين على صدام تحول مع مرور الوقت إلى حقد متنام ضد السنة، وبحر العلوم كان معارضا علنيا لأمريكا وحليفا باطنيا لها، وان الطريق لكسب تأييده يأتي عن طريق جيبه، كان بريمر يضيق ذرعا بالقبل التي يطبعها بحر العلوم على
خده.
مسعود البرزاني
– رجل الأكراد والمدافع عن مصالحهم، يعتبر الأكراد جنسا فوق باقي الأجناس وهم أحق بكل شيء من سواهم، ولا بد أن يأخذوا أكثر من الآخرين، وهو حليف عسكري وسياسي لأمريكا، ولا يثق بأحد ويكره الجلبي والجعفري وعبد العزيز الحكيم ومحسن عبد الحميد، قال البرزاني يوما لبريمر «أكره بغداد ولا أود العيش فيها أو السفر إليها، ولكن إذا كنت مصرا، سأوافق على مضض على العمل في المجلس».
رجاء حبيب الخزاعي
– سيدة أعمال تسعى لبيع صوتها في المجلس لمن يدفع أكثر، وقد هددها بريمر أكثر من مرة بعدم اعتماد هذه الطريقة، وهي تعشق الجعفري إلى حد الجنون، وقال عنها بريمر أنها تصلح أن تكون مستثمرة أكثر منها امرأة تحمل قضية وطنية.
عبد العزيز الحكيم
– الرجل الأقوى في العراق بعد السيد السيستاني، التطرف، الدهاء، رجل إيران القوي المدافع عن مصالحها، يقول بريمر أشعر دوما أن المجلس مخترق لصالح إيران كلما نظرت إلى عمامة عبد العزيز الحكيم، وكان بريمر على ثقة أن الحكيم يدير أكبر حملة تصفية جسدية في العراق لصالح إيران، وقد طلب بريمر من الحكيم مرات ومرات عدم التمادي مع إيران بحسب وداد نقلا عن بريمر، وكان بريمر متأكد أن من قام باغتيال محمد باقر الحكيم هو الحرس الثوري الإيراني بعلم أخيه، والمعلومات واردة على لسان بريمر نقلا عن وداد يؤيده تقرير عسكري أمريكي اطلعت وداد عليه.
هادي العامري
– سفاح بغداد وقاتل بلا ضمير سيلعنه التاريخ وسيفتضح أمره عاجلا أم أجلا، وقال بريمر إن إيران ستكون ممتنة للعامري و صولاغ وستكافئهما يوما ما بإقامة تماثيل لهم وسط طهران (لاحظ أن بريمر وصف صولاغ بالقاتل قبل أن يصبح وزيرا للداخلية مما يدل على مباشرة صولاغ لعمله الحقيقي منذ زمن طويل).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.