عاشت عمالة مولاي يعقوب، بعد زوال أول أمس الأربعاء، على إيقاع مواجهات عنيفة بين عائلتي أعيان في المنطقة استعمل فيها الغاز المسيل للدموع، إلى جانب تبادل للكمات ومختلف عبارات السب والشتم. وجاءت هذه المواجهات التي حيرت رجال الأمن والقوات المساعدة، مباشرة بعد افتتاح مكاتب التصويت لانتخاب أعضاء مجلس جهة فاس بولمان. واستمعت الشرطة القضائية بفاس، في وقت متأخر من مساء أول أمس الأربعاء، إلى مستشارين جماعيين بالجماعة القروية عين الله وعائلة برلماني عن حزب عرشان ثلاثة من أفرادها مستشارون جماعيون بجماعة مكس القروية، وكلا الجماعتين تتبعان لإقليم مولاي يعقوب. وتبادل الطرفان الاتهامات، فيما عجزت عناصر الشرطة عن اتخاذ أي موقف بسبب غموض الصراع وعمق العداوة التي تجمع بين الطرفين بسبب الانتخابات ورغبة كل منهما في احتلال المراكز المتقدمة في المشهد السياسي بالعمالة. ونفى جواد وهيب، عضو استقلالي بالغرفة الفلاحية بالجهة، أن يكون قد شارك في هذه المواجهات، أو لجأ إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع في وجه خصومه. وقال إن والده المستشار الجماعي بجماعة عين الله القروية قد تعرض للاعتداء أثناء محاولة ولوجه للباب الرئيسي للعمالة من أجل الإدلاء بصوته، مضيفا أن المستشار عزوز وهيب قد أخطر عناصر الأمن بالملف ووضع شكاية ضد البرلماني حسن الودي وعائلته. أما عائلة الودي، فقد سارعت إلى مستشفى عمومي من أجل الحصول على شهادة طبية لفائدة والدتهم بمدة عجز محددة في 40 يوما، بعدما قالت العائلة إن أمهم تعرضت للتنكيل من قبل خصومهم. وحصل البرلماني حسن الودي بدوره على شهادة طبية حددت عجزه في 35 يوما. وقررت العائلة توجيه شكاية في الموضوع إلى السلطات الأمنية ونقل الملف إلى القضاء. وقد سبق للعائلتين أن دخلتا في مواجهات عنيفة أثناء الحملة الانتخابية ل12 يونيو الماضي الخاصة باستحقاقات الجماعات المحلية. واستعان كل طرف بمناصريه من أجل حسم الصراع وتدخلت السلطات في ما بعد لوضع برنامج تحرك كل طرف، وحذرت العائلتين من مغبة خرق الاتفاق. وباستثناء هذا المشهد الذي «أتحف» موظفي العمالة وحير أجهزة الأمن بها، فإن انتخاب مجلس الجهة مر في جل مقرات التصويت بها في أجواء وصفتها السلطات المحلية بالعادية. وأسفرت النتائج المحصل عليها عن فوز لوائح الاستقلاليين بحصة الأسد من الأصوات المعبر عنها. ولم يحصل حزب الأصالة والمعاصرة سوى على ثلاثة مقاعد في المجلس، في حين حصل أتباع شباط على 37 مقعدا. وتقاسمت اللوائح الأخرى 30 مقعدا في المجلس. وتمهد هذه النتائج لعودة الاستقلالي امحمد الدويري إلى رئاسة مجلس جهة فاس بولمان لولاية ثانية، وهو البالغ من العمر حوالي 83 سنة.