حكم الشرع في إساءة معاملة الزوجة لزوجها

- زوجتي امرأة متسلطة تسيء معاملتي باستمرار، وقد نبهتها في عدة مرات إلى خطورة ذلك، وأخبرتها بتعارض ما تقوم به مع تعاليم ديننا الحنيف. فماذا يقول الشرع في سوء معاملة الزوجة لشريك حياتها؟
أبو خالد من القنيطرة
الجواب للسيد محمد جناح عضو بالمجلس العلمي للدار البيضاء
«لا يجوز أن يصدر من المرأة ما يسيء إلى كرامة زوجها أو الحط من مكانته خاصة بين أهله ومعارفه، ومن واجبها أن تطيعه في المعروف وتحسن معاشرته، ولذلك حث الإسلام المرأة المؤمنة على حسن طاعة زوجها وجعل ذلك في مقام الجهاد في سبيل الله. وقد جاءت امرأة إلى النبي الكريم تبلغه استياء النساء من حرمانهن من أجر الجهاد والقتال، بينما الرجال يفوزون بذلك فأخبرها أن المرأة التي تحسن طاعة زوجها، لها من الأجر مثل أجر المجاهد.
وعلى هذا الأساس لا يجوز للمسلمة أن تهين زوجها أو تسيء إليه أو تمتنع عن قضاء حاجياته ما كانت في رضى الله، فإذا طالبها بشيء مخالف لشرع الله فمن حقها أن ترفضه لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وعليه فإن الزوجة الصابرة على إساءة زوجها إليها ومقابلة إساءته بحسن توددها وجميل معاشرتها لا شك أن لها أجرا عظيما، وأما إن ردت على إساءته بالمثل أو كانت تسعى لإهانته والحط من قيمته وكرامته فلا شك في حرمانها من الفضل الذي أعده الله للمرأة المطيعة المؤمنة الصابرة، وإذا كانت الزوجة ظالمة فإثمها أشد حتى قال بعض أهل العلم إن الزوجة المتسلطة على زوجها ظلما تحرم من الجنة حتى وإن صلت وصامت».