أغلقت السلطات الإدارية، بتنسيق مع رؤساء جماعات محلية، بإقليم تاونات، 8 معاصر للزيتون، الأسبوع الماضي، وذلك بسبب إلحاقها أضرارا بالمحيط البيئي. ولم تسلم وحدة إنتاج تابعة لعائلة الوزير التجمعي، محمد عبو، بدائرة تاونات من قرارات الإغلاق، وذلك إلى جانب معصرتين أخريين بجماعة بوهودة بنفس الدائرة، وثلاث وحدات أخرى ببلدة غفساي واثنتين بدائرة تيسة. وقررت عائلة التجمعي محمد عبو، والتي تشرف على تدبير شؤون حزب «الأحرار» بالإقليم، بالتزامن مع قرار إغلاق وحدة إنتاجها، طرد رئيس جماعة بوهودة من الحزب. وبالرغم من أن مصدرا مقربا من محمد عبو، وزير تحديث القطاعات العمومية أكد قرار طرد هذا الرئيس من صفوف الحزب، إلا أنه رفض الخوض في تفاصيل هذا القرار في انتظار بلاغ رسمي يصدر عن هياكل حزب التجمع الوطني للأحرار بالإقليم. وكانت السلطات الإدارية المحلية قد عمدت إلى تشكيل لجنة مختلطة ضمت مصلحة البيئة التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بفاس ووكالة الحوض المائي سبو والوقاية المدنية ووزارة الصحة والمجالس المنتخبة، وأسندت لها مهمة إجراء تحريات بخصوص مدى التزام هذه المعاصر الحديثة بدفاتر التحملات، حفاظا على البيئة. وتبين لهذه اللجنة أن جل أودية الإقليم وضواحيها أصبحت مهددة بالنظر إلى الكميات الهائلة من حجم «المرجان» الذي تلفظه هذه الوحدات. وتعرض وادي ورغة وروافده للإغراق بمخلفات عصر الزيتون، ما نتج عنه تلويث مياه أغلب الوديان التي يستعمل الساكنة مياهها لسقي الأراضي والبهائم وتزويد البيوتات ب«الماء الصالح للشرب». وقالت المصادر إن سد الوحدة، وهو من أقدم السدود التي شيدت بالمغرب، مهدد بالتلوث بسبب «مرجان» ما يقرب من 20 وحدة إنتاجية أحدثت في الآونة الأخيرة بالإقليم، دون أن تواكبها بنية تحتية تجنب البيئة هذا «الدمار» الذي يهددها. وتحدث مستشار بجماعة سيدي محمد بن لحسن بدائرة تيسة بإقليم تاونات عن تعرض «واد اللبن» الذي يروي بمائه عدد من سكان المنطقة عطشهم ويسقون منه بهائمهم وأراضيهم الفلاحية لتلوث وصفهم بالخطير. وقال المصدر إن ما يقرب من خمسة دواوير تنتمي إلى هذه الجماعة مهددة بكارثة بيئية حقيقية إذا لم تتدخل السلطات لفرض احترام البيئة على ثلاث معاصر تعمل بدائرة تيسة. وتعرف منطقة تاونات بكونها إحدى أهم المناطق الفلاحية المنتجة للزيتون، لكن اللجنة المختلطة المكلفة بحماية البيئة بها تتخوف من أن تتفاقم الانعكاسات السلبية لمادة «المرجان» في هذه السنة، بسبب ارتفاع إنتاج الزيتون في المنطقة بنسبة تقدر ب70 في المائة مقارنة مع الموسم الفلاحي المنصرم. وإلى جانب تاونات، قررت سلطات الحاجب إغلاق ثلاث معاصر تعمل في النفوذ الترابي للعمالة. فيما أغلقت سلطات إقليم مولاي يعقوب معصرتين. وجاءت هذه القرارات بناء على تقارير لجن محلية تتحدث عن مخاطر تواجهها البيئة بسبب «مرجان» هذه الوحدات الإنتاجية.