أعلن بادو الزاكي، مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم عن اللائحة النهائية ل»الأسود» التي ستخوض مباراتي الكوت ديفوار وغينيا الوديتين. لعل اللافت في اللائحة النهائية التي أعلن عنها الزاكي هو أنه وجه لأول مرة الدعوة إلى حكيم زياش لاعب توينتي الهولندي، وهو اللاعب الذي أثار جدلا مازال لم ينته في هولندا بعد أن اختار الانضمام إلى المنتخب الوطني، مفضلا إياه على المنتخب الهولندي. وإذا كانت المناداة على زياش أمرا إيجابيا، كما أن بمقدور اللاعب أن يمنح الإضافة إلى المنتخب الوطني، إلا أن هناك بعض الملاحظات على لائحة المنتخب. لقد عاد الحسين خرجة من جديد، فبمجرد أن التحق اللاعب بستيوا بوخاريست الروماني ولعب معه مباراة واحدة، حتى وجه له الزاكي الدعوة ليلتحق ب»الأسود»، علما أن خرجة لم يكن ضمن اللائحة الأولية التي أعلن عنها الزاكي قبل 15 يوما، فهل قدم خرجة أداء خارقا للعادة جعل الناخب الوطني يقفز على الأعراف وينادي عليه، أم أن ثقته في هذا اللاعب كبيرة جدا.. لم يكتف الزاكي بإعادة خرجة، بل إنه وجه الدعوة أيضا ليونس بلهندة، علما أن الزاكي سبق له أن قال في أكثر من مرة إنه منح لبلهندة فرصا كثيرة، لكن اللاعب لم يثبت مكانته، فماذا تغير بين الأمس واليوم؟ كلما سئل الزاكي عن معايير اختياره للاعبين إلا وشدد على أنه يراهن على الجاهزية، لكن هذا المعيار أصبح محل شك، خصوصا أن مدافع الرجاء محمد أولحاج لم يعد يلعب ضمن التشكيلة الأساسية للفريق «الأخضر»، كما أن عبد الرحيم شاكير لاعب الجيش لا يوجد في أفضل حالاته، هذا ناهيك عن أن محسن ياجور مهاجم قطر القطري لم يجد إيقاعه بعد، وبدا أنه افتقد للكثير من مؤهلاته، كما أن محسن متولي لاعب الوكرة القطري ليس هو متولي الموسم الماضي، فهل كان ضروريا توجيه الدعوة للاعبين يفتقدون للجاهزية، وعدم منح الفرصة لآخرين يشاركون بانتظام، كما هو حال ياسين بامو مهاجم نانت الفرنسي. لقد أمضى الزاكي على رأس المنتخب الوطني ما يقارب العام والنصف، وهي مدة كافية لتتضح الصورة لدى الزاكي، ومعها معالم المنتخب الوطني الملزم بالمنافسة على واجهتي تصفيات كأسي إفريقيا 2017 وكأس العالم 2018 والتأهل لهما معا. لقد عودنا الزاكي على اختيارات واضحة، لاتثير الكثير من الجدل، لكن اللائحة الأخيرة رسمت الكثير من علامات الاستفهام، فاللائحة الأولية مثلا ضمت محمد البولديني(الرجاء) وجمال أيت بن يدر(الوداد) مع أنها لايلعبان مع فريقيهما، قبل أن يستغني عنها الزاكي في اللائحة النهائية. إننا في حاجة إلى منتخب وطني قوي، يكون بمقدوره أن ينهني سنوات الإحباط الكروي، وهو ما لن يتم إلا باختيارات واضحة، وببعض المغامرة خصوصا على مستوى تجديد دماء وسط ميدان المنتخب الوطني، الذي مازال الحلقة المفقودة منذ وقت طويل.