شن وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري هجوما قويا على من شكك في إمكانية إطلاق القناة الأمازيغية، وقال «إن الحكومة حينما التزمت بإطلاق هذه القناة لم يكن التزامها مؤسسا على خطاب خرافي، وحينما أعلن هذا الالتزام، شكك البعض في الأمر بمنهجية ديكارتية، في وقت شكك بعض آخر بصيغة شك منهجي، كما يشكك في الهواء الذي يستنشقه». واستحضر الناصري، في الندوة التي أعطى فيها الانطلاقة الرسمية للبث التجريبي لقناة» تامازيغت» مساء أول أمس بالرباط، خطاب أجدير المؤطر للمسألة الأمازيغية الذي ألقاه الملك سنة 2001 والذي شكل علامة منيرة في المسار الإصلاحي الذي يقوده الملك، حسب تعبير الناصري. و أكد الناصري، أكثر من مرة، أن قناة «تامازيغت» لن تكون إطلاقا قناة للأمازيغيين، قائلا: «قناة تامازيغت تحتفي بالأمازيغية لغة وثقافة، لأنها ملك مشاع لكل المغاربة، ولن تكون قناة الأمازيغيين فقط، وإنما هي للمغربي الناطق بالعربية والحسانية والإفريقية... قناة توظف الاختلاف من أجل التوحيد، هي قناة معبأة لخدمة المشروع المغربي الذي يتأسس على «جدلية الاختلاف في الوحدة»، فالمغرب موحد بملكه وبدينه ولغته، والقناة ستحاول بفضل هذا الثراء والغنى اللغوي والثقافي أن تكرس الوحدة من أجل الإسهام من موقعها في بلورة هذه الهوية الحضارية المغربية». وأوضح الناصري أن قناة «تامازيغت» تشكل نموذجا للانفتاح والتسامح والحداثة والتطوير في إطار ثوابت الأمة واختياراتها الحضارية. من جانبه، اعتبر أحمد بوكوس، رئيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن انطلاق «تامازيغت» يشكل حدثا تاريخيا لمسار السياسة الجديدة للدولة في مسار الإعلام، «هي السياسة التي سماها الملك في يوليوز 2001 وخطاب أجدير سياسة تعتمد على زاوية جديدة للهوية والثقافة الوطنية التي نعتبر أنها هوية تكون الأمازيغية (لغة وثقافة) رافدا من الروافد الأساسية لهذه الهوية». وجدير بالذكر أن البث التجريبي انطلق على الساعة الثامنة من مساء الأربعاء الماضي، على أن تنطلق وتيرة البث العادي ابتداء من الأول من شهر مارس القادم. (تفاصيل ص 18).