منذ أيام تشهد أسعار مجموعة من المواد الغذائية زيادات قياسية في الأسعار، في وقت تتعامل الحكومة مع الوضع بنوع من اللامبالاة، وكأن الأسواق في بلد والسلطات المعنية في بلد آخر. البصل تربع على قائمة الخضراوات التي شهدت أكبر زيادة في الأسعار، إذ قفز ثمنه من 5 دراهم للكيلوغرام في الأيام العادية إلى ما يقارب 15 درهما حاليا، وهو ما يعني أن سعره تضاعف بنسبة 300 في المائة، مما جعل هذه المادة تحظى باهتمام رواد المواقع الاجتماعية، الذين حولوها إلى موضوع رئيسي لسخريتهم هذا الأسبوع، إذ منهم من أصبح يصنفها ضمن الفواكه، ومنهم من وضعها ضمن لائحة المواد الثمينة المدرجة في البورصات العالمية وخلق لها مؤشرا يرتفع وينخفض كل يوم. القطاني، هي الأخرى، التحقت بقائمة المواد التي شهدت زيادات صاروخية، حيث ارتفعت أثمنة العدس إلى 18 درهما للكيلوغرام، بينما قفزت أسعار الفاصوليا إلى 20 درهما، في وقت وجه بعض المسؤولين أصابع الاتهام إلى الاحتكار والتطورات الجارية في الأسواق العالمية. المحروقات لم تسلم، كذلك، من زيادات، فقد شهدت خلال الأسابيع الأخيرة ارتفاعا بحوالي 30 سنتيما للتر، رغم أن أسعار النفط العالمية في أدنى مستوياتها. ما تعيشه الأسواق حاليا فوضى حقيقية، والحكومة عوض أن تضرب بيد من حديد على المضاربين والمتلاعبين والمحتكرين، نجدها منشغلة بصراعاتها السياسية العقيمة، تاركة المستهلك وحيدا في محيط أصبح يعج بالحيتان الكبيرة التي تهدد بابتلاع الجميع. فإلى متى سيستمر هذا الوضع؟