وقول الشيخ ابن عطاء الله رضي الله عنه "من تمام النعمة عليك أن يرزقك ما يكفيك ويمنعك ما يطغيك"، فيه أن تجريد ربك تعالى إياك من كل ما يشغلك عنه إما باحتياج، أو بزيادة، يصعب تدبيرها حماية لك من الصوارف، والقواطع عنه عز وجل، وهو مقصد دعاء سيد الخلق صلى الله عليه وسلم لأحب الخلق إليه، آله الكرام بهذا الدعاء: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا" [مسند أحمد بن حنبل، رقم الحديث: 10029]؛ أي ما يكفيهم، ولا يحوجهم إلى غيره، أو يطغيهم حتى يتمحّضوا لعبادته تعالى، التي هي مقصد إيجاده سبحانه خلقه، وهو قوله تعالى: "وما خلقت الجن والاِنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين" [سورة الذاريات، الآيات: من 56 إلى 58]. وقد ورد في كتاب الله سبحانه أن ظرفي الابتلاء في الرزق هما الاحتياج، والبسط، وكلاهما قد يشغل عن التمحّض لعبادة الله، والإخلاص له فيها، وهو قوله تعالى: "فأما الاِِنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعّمه فيقول ربّي أكرمن، وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربّي أهانن" [سورة الفجر، الآيتان: 15-16]. والله المستعان الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء