كما كان متوقعا استقبل الملك محمد السادس أمس الاثنين الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وكأنه رئيس دولة وليس زعيم للمعارضة في فرنسا. الاستقبال الحافل لمرشح الرئاسة لانتخابات 2017 من طرف العاهل المغربي فسرته وسائل إعلام فرنسية بوجود رغبة لدى السلطات المغربية في فوز ساركوزي في الانتخابات القادمة. وقالت عدد من الصحف الفرنسية من قبيل "لوفيغارو" إن استقبال الملك محمد السادس لزعيم حزبي يخوض غمار الانتخابات الفرنسية القادمة، عبر طقوس لا تخصص عادة إلا لكبار ورؤساء الدول في العالم يحمل رسائل خفية وظاهرة. وسائل الإعلام الفرنسية توقعت وفق تحليلاتها أن الاستقبال الملكي للزعيم اليميني بهذه الطريقة يدل على أن الرباط لا تنظر بعين الرضا إلى سياسة فرنسا الخارجية إزاء المغرب، خصوصا وأن الاستقبال الملكي لساركوزي يأتي أيام قليلة من زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للجزائر والذي أكد على أنه يعمل من أجل مزيد من التقارب بين فرنسا والجزائر في جميع المجالات. وعقب لقائه بالملك محمد السادس قال ساركوزي "إن جلالة الملك محمد السادس رجل ذو رؤية كبيرة ويحمل طموحا كبيرا لبلاده"، مسترسلا "إن تبادل الحديث مع جلالة الملك يشكل بالنسبة لي دوما مصدر إلهام". ساركوزي التقى أيضا برئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، وعدد من الوزراء منهم صلاح الدين مزوار وزير الخارجية، ومصطفى الرميد وزير العدل والحريات. هذا ولم يفت ساركوزي الثناء على المغرب والملك محمد السادس أول أمس الأحد، في لقاء عقده بمدينة الدارالبيضاء مع شخصيات من حزب "الجمهوريين" قائلا "إن المغرب يعتبر الحلقة القوية في المنطقة المغاربية وبين بلدان العالم العربي"، مبرزا أن العاهل المغربي يأخذ طريقه بهدوء نحو المزج بين العصرنة والحداثة وبين الهوية الخاصة بالمجتمع المغربي.