رغم محاولة عزيز أخنوش، الملياردير النافذ ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، التخفيف من حدة حملة مقاطعة المغاربة لبعض المنتجات على رأسها "أفريقيا غاز"، التي يمتلكها، إلا أن تقريرا إعلاميا وجهته صحيفة "إلباييس" إلى أكثر من 572 مليون ناطق باللغة الإسبانية في العالم، أكد في عنوان بالبنط العريض قائلا: "إن الوزير الأكثر تأثيرا في المغرب ضحية حملة مقاطعة لمقاولته". وأضاف أن حملة مجهولة خرجت من الفايسبوك ضد استهلاك ثلاث ماركات شعبية جدا "تندد بغلاء المعيشة" في المغرب. وأوضح التقرير أن حملة المقاطعة التي يعيشها المغرب لبعض المنتجات تنادي "بعدم التزود بالوقود في مختلف محطات "أفريقيا غاز"، والتي يمتلكها وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، صديق شخصي للملك وأغنى رجل في المغرب، حسب مجلة "فوربس" الأمريكية المتخصصة، بثروة تقدّر بمليارين و200 مليون دولار. وأشار، كذلك، إلى أن عزيز أخنوش قرر يوم الأربعاء الماضي كسر جدار الصمت والتعليق على حملة المقاطعة: "أخيرا، تطرق عزيز أخنوش إلى الموضوع خلال ندوة صحافية نظمت يوم الأربعاء الماضي في المعرض الدولي للفلاحة بمدينة مكناس، لكنه اكتفى بالإشارة إلى شركة دانون". وذكر التقرير بالكلام الذي وجهه أخنوش إلى المقاطعين عندما قال: "المنتجات في المغرب تتطور والواقع على الأرض لن توقفه الإنترنت؛ المغاربة يحتاجون إلى الحليب في الصباح والليل ويبحثون عنه لشرائه". كما ذكّر التقرير بقول أخنوش: "المغاربة يحمدو الله لأن أغلب المنتجات الغذائية وغيرها تنتج داخل الوطن، وإنها تعتمد على مغاربة لإنتاجها، وإن حملة المقاطعة لن تؤثر على المنتجات، فهي حملة افتراضية"، و"الحملة لن تقطع مورد رزق 474 ألف شخص يعملون في قطاع إنتاج الحليب، مع شركة "سنطرال"، التي أشار إلى أنها تساهم "في تأهيل الفلاحين ومساعدتهم". وأردفت إلباييس أن مقاطعة المغاربة لمقاولة أخنوش "إفريقيا غاز" وشركتي "سيدي علي" وسنطرال" تسببت "في حدوث بعض التوتر في البرلمان بين أعضاء حزب العدالة والتنمية الإسلامي (PJD) والتجمع الوطني للأحرار (RNI)"، على الرغم من أن "الحزبين جزء من ائتلاف حكومي يتكون من ستة أحزاب". في السياق نفسه، كشف التقرير أن "المغرب يعيش هذه الأيام تدافعا بين العالم الافتراضي لمواقع التواصل الاجتماعي والعالم الاقتصادي"، وهو الشيء الذي أدى "يوم 20 أبريل إلى انتشار حملة عبر الفايسبوك تنادي بمحاربة غلاء المعيشة ومقاطعة ثلاث علامات معروفة في البلد"، وأبرز أن "الحملة انطلقت قبل شهر رمضان، حيث ترتفع الأسعار". وأشار، أيضا، إلى أن المقاطعة هي "طريقة للتعبير عن عدم الرضا بخصوص الوضع الاقتصادي" في المملكة. علاوة على رغبة المقاطعين إلى التحذير من أن القدرة الشرائية في المغربية تختلف عن أوروبا. ومع ذلك، فهناك منتجات تباع بنفس سعرها في الضفة الأخرى لمضيق جبل طارق.