دعا محمد يسف، الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، علماء المملكة إلى إحداث صحوة خلقية، مشددا على ضرورة تخليق المجتمع من خلال اضطلاع العلماء بدورهم الديني والتربوي. وكشف يسف، وهو يتحدث في افتتاح انعقاد الدورة الخريفية العادية السابعة والعشرين للمجلس العلمي الأعلى بالرباط، أن “الأجيال الصاعدة أصبحت تتصرف بشكل لا ينسجم مع خلق هذه الأمة وتقاليدها وأعرافها”، مشددا على أن العلماء والأمة برمتها مسؤولون عن تصحيح مكامن هذا الخلل. وقال يسف إن “مهمة العلماء هي حراسة ثوابت هذه الأمة، وتقريب عباد الله من دين الله”، داعيا إلى التعبئة من أجل إعادة “الوهج والنور إلى قضية أخلاق المجتمع، لأن بقاء الأمة ببقاء أخلاقها”. وحسب مصادر مطلعة، فإن المجلس العلمي الأعلى، يعكف في دورته التي انعقدت على مدى يومين وتناولت “المؤسسة العلمية وواجب التخليق”، والنظر في “تعزيز آليات الارتقاء بالخطبة المنبرية”، بالإضافة إلى عرض كتاب “سبيل العلماء”، على مناقشة تقارير شاملة أعدها رؤساء المجالس العلمية، عن أداء علمائها وسط المجتمع. وهي الأدوار الدعوية الجديدة، التي تم الإعلان عنها وكانت المجالس العلمية توصلت في شأنها بمذكرتين من المجلس العلمي الأعلى، بناء على تعليمات ملكية تعطي الضوء الأخضر من أجل إجراء تقييم شامل لأداء فقهاء المجالس العلمية المعينين بظهائر شريفة، كما تشمل القرارات الجديدة اقتراح أعضاء جدد للمجالس العلمية، وإجراء إحصاء شامل للمناصب الشاغرة، إما بسبب وفاة الأعضاء أو باستقالة بعضهم، أملا في بعث روح جديدة في مؤسسة العلماء بالمملكة. التقارير التي ناقشتها دورة العلماء بالرباط، رصدت أيضا نشاط أعضاء هذه المؤسسة الدينية داخل دائرة نفوذها المحلي والإقليمي، وتضبط مدى تقيد علمائها بتوجيهات المجلس العلمي الأعلى، والتي يتم فيها التنسيق المباشر مع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهي التوجيهات الرامية إلى ترشيد عمل المجالس العلمية المحلية وتفعيل دورها في تأطير الحياة الدينية للمغاربة، من أجل تحقيق صحوة الأخلاق التي أعلن عنها محمد يسف. ومن المهام الدينية التي سيجري تقييمها داخل مؤسسة العلماء، حصيلة إشراف فقهاء المجالس العلمية على كراسي الوعظ والإرشاد، والبحث والتقصي في مدى التزامهم بمهمة إرشاد المواطنين في أمور دينهم، بشكل واسع واطلاعهم على معرفة أحكام الشرع المتعلقة بحياتهم الخاصة. كما تم خلال هذه الدورة التطرق إلى دور مؤسسة إمارة المؤمنين في حفظ الملة والدين، وحث العلماء على ضرورة الاضطلاع بأدوارهم في استتباب الأمن المعنوي، بالنظر لما يقع على عاتقهم من مهام الإصلاح، ومسؤوليات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في انسجام تام مع ثوابت التدين المغربي المتمثل في المذهب المالكي. وأكدت الدورة ذاتها، على حياد بيوت الله نأيا بها عن الشوائب، وتمنيعا لها لغاية حسن أدائها لمهمتها الدينية والتربوية والخلقية، فضلا عن تأطير الأئمة، وتعزيز دور خطبة الجمعة، عبر تكريس الخطاب الوسطي والتأثير الإيجابي. يشار إلى أن لجنة علمية منبثقة عن المجلس العلمي الأعلى، عكفت خلال هذه الدورة على دراسة ومناقشة قضايا تهم “دور التربية الدينية في تقوية الحاسة الأخلاقية”، و”تعزيز خطاب التنمية والاعتدال في الخطبة المنبرية”، بالإضافة إلى عرض البرنامج السنوي للمجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، ومشروع ميزانية السنة المالية 2019..