تصاعدت حدة التوتر بين إسبانيا وإسرائيل الاثنين بعدما أعلنت مدريد استدعاء سفيرتها في تل أبيب للتشاور، رافضة ما وصفته ب"الاتهامات الزائفة" الإسرائيلية بمعاداة السامية، وذلك عقب إعلان رئيس الوزراء بيدرو سانشيز سلسلة إجراءات للضغط على إسرائيل من أجل وقف ما سماه "الإبادة الجماعية في غزة". وقال سانشيز، أحد أبرز المنتقدين الأوروبيين للحرب الإسرائيلية، إن حكومته اليسارية أقرت تسعة تدابير جديدة تشمل: تثبيت الحظر المفروض منذ أكتوبر 2023 على مبيعات الأسلحة لإسرائيل وتحويله إلى قانون، منع السفن التي تحمل وقودًا للجيش الإسرائيلي من الرسو في الموانئ الإسبانية، حظر دخول المتورطين في جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان إلى الأراضي الإسبانية، حظر استيراد منتجات المستوطنات "غير الشرعية"، وتقليص الخدمات القنصلية المقدمة لسكان هذه المستوطنات.
ورد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر باتهام مدريد بشن "حملة متواصلة معادية لإسرائيل ومعادية للسامية" بهدف "صرف الانتباه عن فضائح فساد خطيرة" تطال مقربين من سانشيز، معلنًا منع نائبة رئيس الوزراء الإسباني يولاندا دياز ووزيرة الشباب والأطفال سيرا ريغو من دخول إسرائيل. وفي مواجهة هذه التصريحات والإجراءات، قالت وزارة الخارجية الإسبانية إن مدريد "لن تُذعن للترهيب في دفاعها عن السلام والقانون الدولي وحقوق الإنسان"، مؤكدة أن قرار استدعاء السفيرة يأتي ردًا على "الافتراءات" و"الإجراءات غير المقبولة" بحق عضوين من الحكومة. ورحبت حركة حماس بقرار مدريد واعتبرته "خطوة سياسية وأخلاقية مهمة" على طريق الجهود الدولية لوقف "حرب الإبادة والتجويع والتهجير"، داعية دولًا أخرى مصدّرة للسلاح إلى اتخاذ خطوات مماثلة. كما أشادت وزارة الخارجية الفلسطينية بالموقف الإسباني واعتبرته "متقدمًا" على الصعيد الأوروبي. ويأتي هذا التوتر فيما كانت إسرائيل قد سحبت سفيرها من مدريد منذ مايو 2024، عقب اعتراف الحكومة الإسبانية بدولة فلسطين. وتشهد إسبانيا، حيث تحظى القضية الفلسطينية بتأييد واسع خاصة لدى اليسار، مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، بينها احتجاجات عطلت مؤخرًا طواف "لا فويلتا" للدراجات الهوائية الذي يشارك فيه فريق "إسرائيل-بريمير تيك".