بليغة ومؤلمة، عميقة وساخرة، مفاجئة ومليئة بتقاطعات اليومي والعابر والمؤرق.. هكذا هي قصص كتاب الكاتب العماني محمود الرحبي، الصادر حديثا عن محترف أوكسجين للنشر ، وهي تتأمل في معنى مواجهة الخسارة، والتوق للتخلص من أعباء الفقد والهجران. ولعلّنا نتساءل مع محمود الرحبي عن أبطاله: كيف لهم أن ينجوا، عندما تغدو الحياة استعارة للوحدة والألم والجنون؟ أربع عشرة قصة لها أن تحمل بكثافة وجمال حيوات وتحولات هؤلاء المستوزرين والمتقاعدين والصيادين والمهاجرين عبر الأمكنة والمتغيرات والذكريات، ففي هذا الكتاب يرسم الرحبي خرائط سردية تعيد أحياء تائهة إلى مدنها، وبيوتاً مغيّبة إلى شوارعها، ويخبرنا أن لا بار في شيكاغو وأن زمناً سيأتي يسعى فيه الأشقياء إلى استبدال رؤوسهم ليعيشوا بسلام.