يستعد تنسيق نقابي مكون من ثلاث هيئات نقابية تمثل العاملين في قطاع الصحة، لخوض برنامج احتجاجي ابتداء من الأسبوع المقبل، وذلك للمطالبة بتحسين شروط وظروف العمل، وحفظ الكرامة ورد الاعتبار للشغيلة الصحية، بحسب ما جاء في بلاغ موقع من طرف النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والفدرالية الديمقراطية للشغل. ويأتي هذا التحرك الذي ينتظر أن ينضم إليه تحالف ثنائي بين نقابتي البام والبيجيدي، في الوقت الذي بدأ فيه المدير الجديد للمستشفى الجهوي محمد الخامس، مهامه بعطلة مفتوحة لأجل غير مسمى، بدعوى أن وزير الصحة أنس الدكالي، الذي عينه في منصبه قبل نحو أسبوعين، لم يوقع بعد على مذكرة تعيينه في طنجة، بحسب ما أكدته مصادر مطلعة ل “أخبار اليوم”. وخلف غياب منصب المدير باعتباره آمرا بالصرف على هذه المؤسسة الاستشفائية، تسيبا في المهام الإدارية المتسلسلة تحت إشرافه، ما أدى إلى استفحال الخروقات والتجاوزات في السير العادي للمستشفى، وخدماته، يقول الأطباء والممرضون الذين يواصلون حضورهم اليومي برغم الظروف المزرية حسب وصفهم، وهو ما أدى إلى تزايد حالة التذمر في أوساط الأطر الطبية والطواقم التمريضية. وكشف بلاغ التنسيق النقابي الثلاثي، أن ظروف العمل إلى “درجات خطيرة لم يسبق لها مثيل”، مطالبين بتجويد الخدمات العلاجية، وإيجاد حلول ملموسة وواقعية للنهوض بالقطاع في عاصمة طنجة. وأكد مصدر يعمل بالمستشفى الجهوي محمد الخامس، أن هذه المؤسسة لا تتوفر على نظام خدمة الاستقبال والتوجيه، إذ يقوم بهذا الدور أعوان المستشفى وعون السلطة الذي يظل اليوم يصول ويجول في مرافقه، بل وحتى السماسرة المنتشرين كالفطر يقومون بهذه الخدمة بالمقابل، لذلك يجد الأطباء في كثير من الأحيان أنفسهم في مواجهة المواطنين الذين يتمكنون من الولوج إلى غرفهم، بعد أن يتجاوزوا “حواجز” الحراس الخاصين على الأبواب الرئيسية التي تفصل فيما بين أقسام المستشفى. وأضاف المصدر نفسه، أن تحسين ظروف الخدمة بمرافق هذه المنشاة الطبية لا يتطلب معجزة خارقة، وإنما إرادة صادقة ومديرا ذا شخصية كارزمية، يتحاور ويستمع إلى الأطر العارفة بخبايا المستشفى، ويقوم بتفعيل مبدأ العقاب والزجر في حق العاملين المتخاذلين، لكن إذا ما استمرت هموم المسؤولين المتعاقبين في الاستفادة من الوضع المتأزم، والحرص على كيفية الاستفادة من كعكة المال العام والصفقات العمومية، فإن رهان تحسين جودة العرض الصحي، والخدمات العلاجية في عاصمة البوغاز، سيبقى مؤجلا لأجل غير مسمى.