هي فنانة ملتزمة، زاوجت بين الفن والعمل الجمعوي الخيري، وأكدت أن الفن الحقيقي هو وسيلة لخدمة القضايا الإنسانية، وتهذيب لذوق المجتمع، ودعم للفئات المحتاجة، كما تمثل مسيرتها نموذجا مشرفا للمرأة المغربية الفنانة؛ لذلك فإن فنها يستحق تسليط الضوء عليه في يوم المرأة العالمي. تقدم سلوى الشودري نفسها في موقعها الرسمي بأنها:" ابنة مدينة تطوان الأندلسية، مطربة وملحنة، حاصلة على الماجستير في الأدب العربي، وأستاذة بالمعهد الموسيقى بتطوان، رئيسة للجمعية المغربية للتنمية الثقافية والاجتماعية". صوتها عذب بشهادة مختصين، أبدعت أعمال غنائية عديدة، وحضرت لأحداث فنية وطنية ودولية، كما صدح صوتها في دار الأوبرا المصرية، وكان لها حضور مكثف في العمل الجمعوي والخيري؛ إضافة إلى تجربة صغيرة في العمل السياسي. ترأست الشودري فرع تطوان للمنظمة العلوية للمكفوفين، وإطار جمعوي لرعاية اليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة، وساهمت في أعمال خيرية كثيرة، تصاحب المحتاجين، وتدعم المصابين بالأمراض المزمنة. وسخرت الشودري فنها لخدمة للأعمال الخيرية، إذ أصدرت ألبومات غنائية لقيت نجاحا مهما في مختلف المحافل الوطنية والعربية، مخصصة مداخيلها لتوفير الإمكانات والدعم المادي لجمعية ترعى التلاميذ اليتامى، وجمعية أخرى لرعاية المكفوفين، وجمعية القلب الرحيم لمرضى القلب والشرايين. مزاوجتها بين الفن والعمل الجمعوي جعلتها تنال تكريم "خميسة" في الميدان الاجتماعي سنة 2006. على المستوى الشخصي، هي زوجة، وأم لولدين، محمد وعمرو، تتحذر من أصول موريسكية أندلسية، ألم بها مرض السرطان، لكنها لم تستسلم له، بل لجأت إلى سلاح الفن والعمل الجمعوي في مواجهته، فأصدرت أغنية بعنوان "صرخة"، تتحدث فيها عن معاناتها، وواقع المرأة ككل في المجتمعات المحافظة، كما شاركت في أحداث فنية خصص مدخولها لفائدة المرضى الذي يواجهون نفس معاناتها. واصلت الشودري المحافظة على توجهها أثناء فترة الجائحة، وأصدرت عملا عن مجهودات الصفوف الأمامية بعنوان "إن شاء الله لاباس"، وأخيرا أغنية تؤازر من خلالها الفقراء بعنوان "سابق إلى الخيرات".