اختار عبد الله البقالي، مدير جريدة "العلم"، لسان حزب الاستقلال، شن هجوم عنيف على القيادي الاستقلالي السابق، والوزير المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحكامة بسبب تواري هذا الأخير إلى الخلف، وعدم إدلائه بأي رأي بخصوص التطورات الأخيرة، التي تعرفها مشاورات تشكيل الحكومة. وقال البقالي في افتتاحية العلم، إن "الوزير الشهير اختفى وتوارى عن الأنظار، وانزوى في ركن من أركان المجتمع، وهو الذي اشتهر بلسانه الطويل الذي كان يمدده للحديث في كل كبيرة وصغيرة، وكان ينصب نفسه محامياً قوياً عمن كان يعتقد أنه ولي نعمته". وأضاف البقالي: "اليوم قد اشتد النقاش العام في قضايا مصيرية، اليوم وقد وصل الخلاف إلى مضمونه الحقيقي، والذي لا يهم الأشخاص هذه المرة، بل يهم الشرعية السياسية، ويتعلق بمسار الإصلاح السياسي في البلاد، فإن صاحبنا ابتلع لسانه الطويل، ولم يجرؤ على النطق بكلمة واحدة"، في إشارة إلى الوزير محمد الوفا. واعتبر البقالي أن الوفا، "محامي رئيس الحكومة، حينما يتعلق الأمر بخلاف رئيسها مع جهة سياسية وحزبية معينة، ينتهزها صاحبنا فرصة لتصفية حسابات سياسوية ضيقة، لكن حينما يتعلق الأمر بخلاف مع الجهة المعلومة حول الشرعية السياسية، وحينما تستخدم تلك الجهة ما تستخدمه من إمكانيات، وأشخاص لفرض قناعتها، فإن صاحبنا لا يملك غير الاختفاء وراء ظله، ويحتمي مما قد يتطاير من شظايا قد تصيبه بأذى".