ضد التشكيك التحالف الذي تشكل أمس من ثمانية أحزاب يوجه رسالة إلى مكونات المشهد السياسي، التحالف الجديد ضم حساسيات مختلفة لكن تلتقي على فكرة واحدة وهي ضد التشكيك. لأن التشكيك مرض خطير خصوصا إذا حاول رجل أمي في الدين أن يؤصل له من القرآن الكريم، عندما قال إذا كان إبراهيم الخليل شك في وجود الله ألا يحق له التشكيك في كذا وكذا، وقلنا لحظتها إنه قياس إبليس لأن نبي الله كان في موقع التفكير بصوت مرتفع وإقامة الحجة على المخالفين، والذي انطلق من الدين جاهلا وصل السياسة وهو أجهل. إن إرادة واحدة هي التي ينبغي أن تحكم اليوم التحركات الحزبية ألا وهي إرادة الشاكين والمشككين في العملية الانتخابية، إرادة مواجهة كل الذين بحاولون إقصاء باقي مكونات المشهد السياسي، فالإقصاء أخطر مرض يصيب عينة من المجتمع تكون مصابة بالفشل فلم يعد أمامها من دواء سوى رفض الآخر، وتنظر بعين الشك إلى كل إنجاز سواء كان كبيرا أو صغيرا، ولذا فهي تشكك في كل مجهود حتى لو كان من قبيل المجهودات الجبارة. فالمشككون لا ينظرون لمنجزات المغرب إلا بعين التشكيك، فهم لا يرون طبعا منجزات من قبيل الطرق السيارة والخط الفائق السرعة، لكن لا يروها حتى لو كانت من قبيل مجهودات المغرب في محاربة السكن غير اللائق ومحاربة الفقر والهشاشة وملايير التنمية البشرية وإنشاء الموانئ التي تضاهي الموانيء الدولية مثل ميناء طنجة المتوسط وغيره. لكن هؤلاء المشككون لم يجدوا شيئا يشككوا فيه غير الانتخابات التشريعية التي لم تجرى بعد لأنهم يعلمون في قرارات أنفسهم أنهم فاشلون. إن هؤلاء يريدون الزبدة وثمنها، يريدون المشاركة السياسية ويريدون ثمنها وكأن مشاركتهم منة يمتنون بها على المجتمع والدولة، ومرة يطرحون شعار "نوبتهم" بعدما حكم اليمين واليسار ولم يبق إلا دور الإسلاميين، رغم أن التناوب في المغرب لم يكن بهذه الصيغة لأن اليسار في المغرب هو ديمقراطي اجتماعي، وإلا كيف يشرف الاشتراكي اليوسفي على بيع بعض القطاعات العمومية وهو مبدأ مخالف للاشتراكية. للمغرب خصوصيات لا بد من فهمها جيدا وإلا سقطت القوى السياسية الممارسة في عمليات هجينة ليس بمقدورها التفاعل مع التحولات السياسية، وما لا يفهمه المشككون هو أن التناوب ليس تناوب أحزاب وقوى سياسية ولكنه تناوب أفكار والتنافس في الخيرات التي ليست سوى إنتاج الأفكار التي تعود بالخير على البلد.