تشهد صفوف السلفية الجهادية، سواء داخل أو خارج السجون، اصطدامات ومشاحنات بسبب اللقاء التشاوري بالرباط، وأثارت مشاركة ممثلين عن "اللجنة المختلطة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين" في ندوة حول موضوع "من أجل فهم مشترك لوضعية الحركة "السلفية" وقضية مشاركتها في الحياة العامة"، المنظمة يومي 22 و23 من الشهر الماضي، بفندق "صومعة حسان" بالرباط، من قِبَل المنظمات غير الحكومية لحقوق الإنسان؛ "المنتدى الديموقراطي لحقوق الإنسان"، و"عدالة" و"الوسيط"، بتنسيق مع نظيرهم "قرطبة" ، (أثارت) اصطدامات داخل أوساط "السلفية الجهادية"، حيث إن هذا المسعى خلق اضطرابا بين المنسق الوطني لهذه اللجنة، المعتقل الإسلامي السابق محمد أسامة بوطاهر ورفاقه، من جهة، والمعتقلين الإسلاميين التابعين لنور الدين نفيعة، من قدماء المحاربين بأفغانستان، عضو مؤسس "للجماعة الإسلامية المقاتلة بالمغرب" المحكوم عليه بعشرين سنة سجنا، المعتقل بسجن "بوركايز" بفاس، من جهة أخرى. وعاتب نفيعة أعضاء "اللجنة المختلطة" لكونهم يتخذون موقفا مشابها للمطالبين بالمراجعة ضدا على قضية رفاقه المعتقلين، علما أن هؤلاء أعربوا، قبل انعقاد هذه الندوة، عن معارضتهم للمشاركة في هذه الندوة، أو الاكتفاء، عند الاقتضاء، بتوزيع مذكرة حول المعتقد "السلفي" و"المضايقات" التي يتعرض لها المعتقلون الإسلاميون، حسب تعبيره. ويرى نفيعة أن "اللجنة المختلطة" كان عليها أن تنسحب من الندوة المذكورة، بعد علمهم بكون النقاش يسير في اتجاه دعم أطروحات الاتجاه المطالب بالمراجعة بزعامة المنظِّر "السلفي الجهادي" محمد عبد الوهاب رفيقي والمعتقل الإسلامي السابق جلال مودَّن، مدعومين من قبل وزير العدل والحريات المصطفى رميد. واستنكر نفيعة بشدة ما أسماه الاتجاه الإنساني "للجنة المختلطة" على حساب "الشريعة"، بحجة أن هذا التوجه يكتسي توجها علمانيا. واتهم نفيعة اللجنة المختلطة بالامتناع عن نشر بيانات المعتقلين السلفيين الجهاديين بالسجون وأكد على أطروحة المؤامرة التي تستهدف "اللجنة المختلطة؛ من خلال مشاركتها في هذه الندوة. إلى ذلك نفى مسؤولون باللجنة المختلطة أن يكونوا قد قاموا بممارسة الرقابة على بيانات المعتقلين الإسلاميين، موضحين أنه، على العكس من ذلك، فإن اللجنة امتنعت عن نشر عدد هائل من كتابات الجناح المُطالب بالمراجعة، مضيفا أن هذه الهيئة مستعدة لنشر بيانات مع إظهار تكفير أعلى سلطة في البلاد، شريطة أن تكون موقّعة من طرف أصحابها. واعتبروا أن كلمة جلال مودّن خلال هذه الندوة كانت رفيعة وذات وقع كبير أكثر من كلمة المنظِّر محمد عبد الوهاب رفيقي، خصوصا في ما يتعلق بمسألة "إمارة المؤمنين" والديموقراطية، حيث إنه أراح أنصار التيار "السلفي الجهادي" في وضعهم كمعارضين للنظام.