ناقش عدد من الخبراء الوطنيين والدوليين في المجال الطبي، اليوم الأربعاء، في مؤتمر علمي ينظم من 15 إلى 17 مارس الجاري، تحت شعار " استجابة علمية لفيروس فقدان المناعة المكتسب السيدا في شمال افريقيا"، (ناقشوا) ترجمة الممارسات الجيدة في وضع السياسات لمحاربة السيدا، مع عرض جملة من آخر الاكتشافات والأبحاث العلمية حول تطوير التكنولوجيات في هذا المجال. وركزت مداخلات المشاركين، من دول الجزائر، تونس، موريتانيا، فرنسا وبريطانيا على التشخيص المختبري، حول تقنيات فحص فيروس السيدا في كل دولة واختبارات فعالية الأدوية، وأعداد حاملي الفيروس في كل دولة، إلى جانب عرض كل بلد مشارك تجربته في هذا الميدان. وفي هذا السياق، قال مهدي القرقوري نائب رئيسة جمعية محاربة السيدا " ALCS "، إن هذا اللقاء الجهوي يعد مناسبة لطرح المستجدات العلمية لمحاربة السيدا، مبرزا أنه في السنوات الأخيرة حصل تقدم علمي ملحوظ فيما يخص محاربة هذا الداء. وأضاف قرقوري، في تصريح لموقع القناة الثانية، أن تقديرات وزارة الصحة، تشير أنه حوالي 20 ألف شخص حامل ومتعايش مع هذا الداء في المغرب، موضحا أن نصفهم فقط معروفين وخضعوا لتحاليل الكشف عن الفيروس، بينما تبقى أرقام أخرى غير معروفة لأن العديد من الاشخاص لم يقوموا بالفحص. وعن عمل الجمعية في مجال محاربة السيدا، أكد ذات المتحدث، أنهم يعملون بشكل متواصل من خلال برمجة أيام توعوية من أجل تحسيس المواطنين وحثهم على الكشف من أجل تقليص من عدد حالات الإصابة، مشيرا إلى أنه "عند اكتشاف الإصابة نسعى إلى مرافقة المصاب والتكفل بالعلاج ومنحه الدواء بشكل مجاني إلى جانب المرافقة النفسية"، معتبرا أن هذه الخطوات تقلص من انتقال الفيروس، وبالتالي أصبح العلاج طريقة للوقاية. ومن جهته لفت عبد العزيز تاج الدين رئيس جمعية الوقاية ضد السيدا بالجزائر، أن التجربة المغربية في مجال محاربة السيدا أتبث تميزها في المنطقة المغاربية، مضيفا أن عمل جمعيتهم يقوم بتعاون مع شبكة تنظيمية بين بلدان المنطقة، مؤكدا أن هذه المناسبة العلمية هي فرصة للتنسيق وتبادل التجارب في ميدان الكشف عن الإيدز. وشدد تاج الدين، أنه بالنسبة لعدد حاملي الفيروس بالجزائر لا يختلف عن المغرب، فالأرقام الرسمية تفيد ما بين 10 حوالي 20 ألف شخص حامل للداء. وأضاف ذات المتحدث، أنه أمام هذه الأرقام المتقاربة بين البلدين الشقيقين الجزائر والمغرب، يفرض نهج تنظيم ومقاربة مشتركة للعمل على الحد من تزايد أعداد المصابين، وكذا العمل على تكثيف التوعية من أجل الوقاية، وبالتالي تخفيض من الحالات المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة. أما بالنسبة للتجربة التونسية في هذا المجال، شخص فؤاد بوتماغ عن جمعية محاربة الأمراض المنقولة جنسيا بتونس، وضعية تواجد فيروس نقص المناعة المكتسب بهذا البلد، مشيرا في تصريح لموقع القناة الثانية، إلى أن فيروس نقص المناعة المكتسبة يرتكز في فئات معينة في المجتمع التونسي، وخص بالذكر، الأشخاص الذين يعانون من التهميش والإقصاء في المجتمع، مشددا في نفس الوقت، أن هذا الأمر يحول دون الوصول إلى هذه الفئات المصابة، مضيفا أنه عند الوصول إليها نسعى إلى منحها الدعم الصحي والقانوني والإرشاد. وأضاف ذات المتحدث، أن الإحصائيات بتونس تقول أنه يوجد حوالي 1500 مصاب، ويتمركزون أكثر في الفئات التي وصفها ب"الفئات المفاتيح"، وهم الأشخاص العاملين في الجنس بالمقابل، ومستعملي المخدرات عن طريق الحقن.