عرفت الايام الاخيرة احداث قصة وصفتها عائلة بالناظور بالتسيب و الاهمال الطبي بمصحة خاصة بطريق ازغنغان. بطل احداثها رجل مسن فارق الحياة نتيجة ما عاناه (حسب تصريحات عائلته) من اهمال وتجاوزات لا أخلاقية ،لتضرب بالفصول 20، 21 و22 من الدستور المغربي ومقتضيات الفصل 431 و551 من القانون الجنائي، والمواد 79، 82، 117 و118 من قانون 131.13 المتعلق بمزاولة مهنة الطب، ومخالفة قواعد وأخلاقيات مهنة الطب عرض الحائط . وقد حصلت اريفينو على وثائق وافادات من افراد عائلة الضحية ، الذين اشتكو من سوء الخدمات الطبية المقدمة بالمصحة واستهتار ممرضات الجناح المدعوتان "ي" و "ح" بصحة المريض بشكل يندى له الجبين بسبب غياب الضمير المهني والانسانية، بالاضافة الى التحايل والتدليس والكذب على المريض ومرافقيه بخصوص العلاجات المقدمة، ودفع المريض الى انجاز السكانير لدى جهة معينة – تعود لاحد افراد عائلة صاحب المصحة" وذلك بدعوى عدم وثوقهم في نتائج أي سكانير اخر. استمعنا الى شهادة "فاطمة" ابنة الهالك التي كانت شاهد عيان على ما حدث من تجاوزات، وهي تسرد بحرقة ما وقع، حيث قالت بان والدها ادخل الى المصحة في حالة مستقرة بايعاز من طبيبه الشخصي المتابع لحالته لان جسمه كان بحاجة للترطيب ، فقد كان المرحوم يعاني من مرض القلب والكلي. وتضيف "صوريا" بعد معاينته من قبل الطبيب المسؤول بالمصحة، اخبرنا بأنه يشتبه في اصابته بفيروس كورونا، تقاطعها فاطمة "ولكن بعد تأكيد اصابته بالفيروس لم نلاحظ أي معاملة خاصة وفقا لما يقتضيه العرف الصحي في مثل هاته الحالات، حيث تم وضعه في غرفة عادية ليس بها أي تجهيزات، ولم تؤخذ اصابته على محمل الجد مع العلم ان المصحة بكل طاقمها على علم بحالته الصحية والأمراض التي يعاني منها –القلب والكلي- لانه سبق لنا وقدمنا لهم تقريرا شاملا عن حالته، فقد سبق لنا احضاره الى نفس المصحة عدة مرات" . تضيف "صوريا" الغريب في الامر انه ليست حالة والدي التي لم تؤخذ بعين الاعتبار فقط بل حتى صحة المرضى المتواجدين بنفس الجناح، لأنه لم تؤخذ اية احتياطات لحمايتهم بعد تأكيد وجود حالة اصابة في نفس الجناح، بل ظلت الممرضات يدخلن ويخرجن بين جميع الغرف بدون حتى وضع ماسك الحماية او حمل مادة معقمة". تضيف الابن الثالثة التي عاينت ما حدث طيلة وجود فقيدهم بالمصحة و قالت" في البداية كانت حالة والدي مستقرة، وقد طالبنا ادارة المصحة بضرورة اطباء القلب و الصدر لمتابعة حالته وطمأنتنا على حالته الا انها ظلت تماطل حتى اقمنا الدنيا واقعدناها، بعد حضور احد الاطباء أخبر الطاقم المشرف بضرورة اخذ عينة من دم المريض لإجراء بعض الفحوصات الضرورية، وطبعا تم تجاهل ذلك من قبل الطاقم -الممرضات المشرفات على الجناح- ولم يتم اجراء التحليل". وتسترسل بالاضافة الى اهمال التحاليل تم اهمال حتى ادويته الدائمة التي كان يأخذها لمعالجة امراضه والتي احضرناه معه – دواء تسريع الدم و ادوية القلب و ....، حيث اكتشفنا فيما بعد بأن الادوية تم تركها في الدرج المقابل للسرير من قبل ممرضات الجناح "ي" و "ح" اللائي ابانتا عن انعدام للضمير وانعدام للمسؤولية بشكل مستفز. تواصل فاطمة الحديث، في الساعة الرابعة فجرا من يوم الاثنين، تأزمت حالة والدي فجأة واصيب بالاختناق ورغم الصراخ والاستنجاد الا انه لم يغثني احد لان الممرضات كن غارقات في النوم العميق، وامام استرسالي في الصراخ لطلب النجدة واغاثة ابي حضرت احداهن بكل برود وهي تتثاءب من النوم، تسأل بلا مبالاة ما به ماذا حدث له، طالبتها بالإسراع بإحضار الطبيب المناوب لمعاينته ، وبعد حضوره سأل الممرضة عما اذا كانت قد راقبت ضغط المريض و نسبة الاكسجين في الدم الا انها اجابت لا، لأنها كانت نائمة، وايضا لا تتوفر على جهاز قياس الاكسجين، تضيف فاطمة بحرقة " بسبب خوفي الشديد على ابي طلبت من الطبيب ادخال ابي الى العناية المركزة و انا مستعدة لدفع كل التكاليف، الا انه رفض بحجة ان حالته مستقرة، وفي الصباح تفاقمت حالة والدي الى الأسوء، وعند حضور طبيب الصباح ذهل لما راه وتساءل لماذا لم يدخل المريض الى العناية المركزة لان حالته حرجة وهو ما يناقض ما قاله الطبيب المناوب بالليل الذي اكد ان حالته مستقرة ولا تستدعي ذلك، وفعلا اخذ ابي على وجه السرعة الى جناح الانعاش، لنتفاجئ بعد دقائق انه تمت اعادته الى الغرفة بحجة عدم وجود مكان بالانعاش، بعد مطالبتنا المسؤول على المصحة بتقديم تفسير لما يحدث وكيف تم ترك ابي للوصول الى الحالة التي هو عليه ولما لم يتم اخبارنا بعدم وجود مكان لأخذه الى مصحة اخرى اجاب بكل برود" ما عندي ما ندير ليكم الى بغيتو تاخدوه خذوه". وفعلا اخذنا والدي الى مصحة اخرى بعد دفع فاتورة قيمتها 20000.00 درهم(14000 درهم خدمات و 6000 درهم مقابل الادوية) ، عن خدمات و علاجات اقل ما يمكن القول عنها انها دون المستوى ودفعت بالمريض الى التهلكة. عند الوصول الى المصحة الاخرى ذهل الاطباء عند علمهم بان ابي كان بمصحة خاصة لمدة اربعة ايام، (ليقول الطبيب المشرف: واش راكي متأكدة باللي كان فلا كلينيك 4 ايام،واش جبتوه من كلينيك ديريكت؟؟) بعد معاينته اخبرونا بان حالته حرجة وانه ليس بيدهم شيء لتقديمه لان حالته متقدمة جدا وتستدعي نقله على وجه السرعة الى المستشفى الجامعي بوجدة، واعربوا عن تخوفهم من عدم قدرة جسده المنهك على تحمل مسافة الطريق، ونصحونا في نهاية المطاف بنقله الى العناية المركزة بالمستشفى الحسني والدعاء له بان يتولاه الله برحمته، وفعلا اخذناه الى المشفى الا انه سرعان ما فارق الحياة رغم الجهود التي بذلت لاغاثته". صمتت "فاطمة" قليلا واستدركت وعينيها مدمعتين " ان ما المني اكثر هو ان المصحة تعاملت معنا بكل استخفاف واستهتار حتى عند مطالبتنا بتقديم تقرير عن حالة والدي الصحية لتقديمه للأطباء رفضوا تقديمه في حينه بحجة وجود مرضى كثر بالمصحة عليهم الاعتناء بهم، ليعود المسؤول عن المصحة بعد ساعات لمحاولة تهدئة الوضع معنا وحثنا على التحلي برحابة الصدر، وطالبنا بمنحه بعض الوقت لاعداد التقرير بحجة ان محاسب المصحة قد اخذ معه جميع الوثائق ، ولم يقدم لنا التقرير الا بعد يومين من المغادرة، وقد اكد فيه –التقرير- بان حالة والدي كانت تستدعي و بشدة الدخول الى العناية المركزة، الا ان ذلك لم يتم بحسب قوله بسبب عدم وجود مكان شاغر بالمصحة. والأمر من هذا كله، هو انه بعد اطلاعنا على فاتورة المصحة التي سلمت لنا بعد اسبوع من مغادرة والدي المصحة على الرغم من اداء كل ما طلب منا، لتفاجئ بأنه قد تمت فوترة خدمة المبيت يومين في العناية المركزة وهو ما لم يحدث بتأكيد تقريرهم. ولا نملك سوى ان نقول حسبنا الله ونعم الوكيل وكفى.