1. الرئيسية 2. الشرق الأوسط طائرة ب400 مليون دولار من قطر وصفقة في العملات المشفر بملياري دولار من الإمارات.. مُشرعون أمريكيون يتهمون ترامب بتلقي "رشاوى" من الخليج الصحيفة – حمزة المتيوي الثلاثاء 13 ماي 2025 - 18:03 وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة السعودية الرياضية، في إطار جولة في منطقة الخليج ستقوده أيضا إلى الإمارات العربية المتحدةوقطر، وهما البلدان اللذان، قبل أن يصل إليهما، سبقه إلى هناك جدل حاد، بسبب الطائرة الرئاسية الفاخرة التي تعتزم الدوحة إهداءها له، واستثمارات بملايير الدولارات وعدته بها أبو ظبي. الأمر لم يعد يتعلق ب"صفقات" على غرار تلك التي اعتاد ساكن البيت الأبيض القيام بها خلال ولايته الأولى ما بين 2017 و2021، والتي قرر إعادتها إلى الواجهة بمُباشَرَةٍ أوضح وأكثر حدة في ولايته الثانية التي مضى عليها نحو 4 أشهر، بل باتهامات صريحة ومباشرة له صادرة عن مُشرعين أمريكيين بتلقي "رشاوى" من قطروالإمارات، بحثا منهما عن "النفوذ" في واشنطن. هديتان ب2,4 ملايير دولار ولم تعد "الهدايا" المنتظر أن يتلقاها ترامب أمرا سريا، بعدما أعلن عنها هو بنفسه، فالأمر، بالنسبة لقطر يتعلق بطائرة بوينغ 747 رئاسية قيمتها تقدر ب400 مليون دولار، وتوصف بأنها "قصر طائر"، اعترفت الدوحة بأنها بالفعل تخطط ستسلمها الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولكن إلى وزارة الدفاع "البنتاغون" لا إلى البيت الأبيض. أما بالنسبة للإمارات، فإن الأمر يتعلق بالإعلان عن استثمار متوقع بقيمة ملياري دولار عبر مجموعة MGX في مجال العملات المشفرة، وتحديدا عملة USD1 التي يتم تطويرها عبر شركة مملوكة لعائلة ترامب وشركاء آخرين مقربون منهم، وتضم إيريك ترامب، ابن الرئيس، وزاك ويتكوف، ابن مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وهو أمر سبق أن أكده الاثنان في مارس الماضي. هاتان الخطوتان، إلى جانب خطوات أخرى، لن تكون بدون مقابل، من منظور العديد من السياسيين الأمريكيين، وخصوصا أعضاء "الكونغرس" المنتمون للحزب الديمقراطي، فالدوحة وأبو ظبي يرغبان في العديد من الأشياء في المقابل، خصوصا في مجال صفقات الأسلحة الأمريكية الأكثر تطورا، إلى جانب الحصول على "حصانة" من التأثيرات السلبية لواشنطن على نظامي الحكم هناك ومصالحهما الإقليمية. اتهامات بالارتشاء هذه المعطيات، فتحت أبواب انتقادات لاذعة، يس فقط لترامب، الذي يبدو أنه لا يأبه بها، بل أيضا نحو قطروالإمارات، فالسيناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، غرد عبر نصة "إكس" قائلا "ترامب يُلقي محاضرات على الأميركيين حول ضرورة تحمّل الأسعار المرتفعة، بينما هو نفسه من تسبب في هذه الأسعار، ثم يقبل طائرة خاصة بقيمة 400 مليون دولار من الأسرة الحاكمة في قطر". شومر الذي اعتبر أن "جشع" ترامب في "الإثراء الشخصي" لا مثيل له في تاريخ أميركا، مضى أبعد من ذلك، حين صنف هدية الدوحة في خانة المحظورات، موردا "هذه رشوة وخيانة للأمن القومي، لا شيء يُجسّد شعار "أميركا أولاً" مثل طائرة رئاسية ممولة من قطر، الأمر لا يقتصر على الرشوة، بل هو تأثير أجنبي فاخر، بمقاعد فسيحة". أما المحامي ونائب أمين الكتلة الديمقراطية في مجلس الشيوخ، كريس مورفي، فاعتبر، من خلال موق "إكس" أيضا، أن "السياسة الخارجية الأميركية لا يجب أن تكون للبيع"، مضيفا "مع الأخبار التي تفيد بأن قطر تهدي طائرة بقيمة 400 مليون دولار لترامب، تزداد خطورة فساد البيت الأبيض على أمننا القومي"، ناشرا فيديو يتهم دول الخليج بمحاولة التأثير على السياسات الأمريكية. هجمات وتبريرات وقد لا يتوقف الأمر على مجرد الاحتجاج على ما تقوم به دول الخليج، بل قد يمضي ذلك إلى مسار تشريعي يُعرقل حصول قطروالإمارات على "المقابل المنشود"، وهو ما أكده مورفي الذي أورد "استثمار الإمارات في عملة ترامب الرقمية، وإهداء قطر طائرة له، هو تأثير من الدرجة النووية، وإفساد غير مقبول لسياستنا الخارجية". وأورد السيناتور الديمقراطي أنه "في العادة، تُمرر صفقات الأسلحة دون تصويت، لكن أي عضو في مجلس الشيوخ يمكنه الاعتراض وفرض مناقشة وتصويت كامل في المجلس، مضيفا "سأقوم بذلك ضد أي صفقة عسكرية مع دولة تدفع أموالًا لترامب شخصيًا، لا يمكننا أن نتصرف وكأن هذه سياسة خارجية طبيعية، سأعرقل أي صفقة أسلحة مع دولة تُجري تعاملات مباشرة مع ترامب، ينبغي أن تكون هناك مناقشة وتصويت كامل في مجلس الشيوخ". ترامب من جهته، لا يبدو أنه يهتم كثيرا بتلك الانتقادات، إلى حدود اللحظة على الأقل، حيث أورد أنه سيتسلم الطائرة بعد "اتفاق علني وشفاف جدا"، واصفا إياها ب"الهدية المجانية" وب"اللفتة العظيمة التي لا يمكن رفضها"، كما نقلت ذلك على لسانه شبكة "الجزيرة" القطرية، بينما أوردت الناطق باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الأمر يتعلق ب"عرض" قطري لا يزال "قيد الدراسة". شبكة CNN من جهتها نقلت عن "مسؤول قطري" قوله إن الطائرة "من الناحية الفنية، هدية من وزارة الدفاع القطرية إلى البنتاغون"، موردا أنها "هدية بين حكومتين وليست شخصية"، أما الموقف الرسمي للدوحة فهو الذي عبر عنه علي الأنصاري، الملحق الإعلامي لقطر لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية، أول أمس الأحد، حين قال إن "النقل المحتمل للطائرة للاستخدام المؤقت كطائرة رئاسية، قيد الدراسة حاليا بين وزارة الدفاع القطرية ووزارة الدفاع الأمريكية"، وتابع "هو أمر لا يزال قيد المراجعة من قبل الإدارات القانونية المعنية، ولم يتم اتخاذ أي قرار بعد".