1. الرئيسية 2. الشرق الأوسط بعد أن ضربت إيرانقطر ب 15 صاروخا.. لماذا لم يتم تفعيل إتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية؟ الصحيفة من الرباط الثلاثاء 24 يونيو 2025 - 18:31 في الوقت الذي وجهت إيران، أمس الإثنين، 15 صاروخا نحو قاعدة "العديد" على أطراف العاصمة القطريةالدوحة، ضمن عمليات "بشائر الفتح" ضد القواعد الأمريكية في دول الخليج، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن علاقة بلاده مع طهران قد "تضررت". وأضاف المسؤول القطري اليوم الثلاثاء إن العلاقات مع إيران تضررت بسبب إطلاقها صواريخ على قاعدة جوية أمريكية في قطر، لكنه عبر عن أمله في أن تعود العلاقات إلى طبيعتها. وأضاف رئيس الوزراء القطري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني في الدوحة "ما حدث سيترك بالتأكيد ندوبا على العلاقة (مع إيران)، لكنني آمل في أن يتعلم الجميع درسا مفاده أنه لا ينبغي انتهاك هذا النوع من علاقات الجوار ولا ينبغي تقويضها". من جانبه، أعرب الرئيس الإيراني لأمير قطر عن "أسفه عما تسبب به هذا الهجوم من أضرار"، منوها إلى أن "دولة قطر وشعبها لم يكونا المستهدفين من هذه العملية". وقال بزشكيان إن "هذا الهجوم لا يمثل تهديدا لدولة قطر، مؤكدا أن دولة قطر ستظل دولة جوار مسلمة وشقيقة"، كما أعرب عن تطلعه إلى أن تكون العلاقات بين البلدين دائما مبنية على أسس احترام سيادة الدول وحسن الجوار. ومع هذا الانتهاك الكبير لسيادة دولة عضو في الأممالمتحدة، يطرح التساؤل حول ردة الفعل القطرية الفاترة اتجاه إيران التي اعتدت على سيادتها ومجالها الجوي وهددت مواطنيها والقاطنين في الدولة بصواريخ بالستية، اضطر الجيش القطري لأن يتعامل مع مثل هذه الاعتداءات لأول مرة في تاريخه، بتنسيق مع الجيش الأمريكي. وبالرغم من الإبلاغ الإيراني المسبق للقطريين بموعد الضربة الصاروخية وهدفها، إلاّ أن تهديد سلامة دولة بهذا الشكل يبرز الأمن الهش للعديد من دول منطقة الخليج التي تُظهر الأحداث أنها غير قادرة على الدفاع عن نفسها من أي اعتداء عسكري وانتهاك سيادتها في ظل لاعبين كبار على المستوى الدولي الأقوى تسليحا وعتادا في الواقع الجيوسياسي لمنطقة الشرق الأوسط. وبالرغم من أن قطر حاولت على مدار عقود إيجاد دور لها كلاعب مهم في المنطقة من خلال الوساطات في الصراعات الدولية، بما في ذلك المواجهة بين إيرانوالولاياتالمتحدة والحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة، وقبلها الوساطة التي قادتها بين الولاياتالمتحدة وحركة طالبان، إلاّ أن ذلك لم يشفع لها عند الإيرانيين لاستخدامها كنقطة محورية في الانتقام من الاعتداءات الأمريكية على المفاعلات النووية الإيرانية. ومع الاعتداء الايراني على قطر بصواريخ باليستية، برز بشكل كبير عدم تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي صادقت عليها قطر سنة 2001، والتي تؤكد في مادتها الثانية أن الدول الأعضاء تعتبر أي إعتداء على أي منها هو إعتداء عليها كلها وأي خطر يتهدد إحداها إنما يتهددها جميعاً. غير أن هذه الاتفاقية لم يتم تفعيلها كما يحصل مثلا في اتفاقية الدفاع المشترك لحلف "الناتو"، بل تم خرق أهم بنودها حينما حاصرت دول الخليج قطر في يوم 5 يونيو 2017 عندما قررت كل من السعودية، البحرين، والإمارات العربية المتحدة، ضرب طوق وحصار بري وبحري وسياسي واقتصادي على الدوحة، كما كان الانقلاب على الحكم الأميري للدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالنفط والغاز، قريبا، لولا لجوء الدوحة إلى تركيا التي أرسلت جنودها لمنع أي انقلاب عسكري خليجي كان وشيكا لتغيير نظام الحكم في قطر. ومع تشتت الدول العربية، وبما فيها الدول الخليجية، وتضارب المصالح فيما بينها، وتعقد العلاقات بين الأمراء والملوك والشيوخ ممن يحكمون دول الخليج، يبقى الأمن القومي لهذه الدول مرتبط بالضرورة بأمنها الجماعي الهش الذي تحكمه أهواء ومصالح ومزاح الكثير من الحكام دون رؤية مشتركة للحماية الجماعية من التوترات الخارجية كما حصل مع قطر التي أرسلت إيران لأراضيها 15 صاروخا كان كافيا بأن يدمر جزء كبير من الدولة الخليجية الصغيرة في حال ضربت قلب الدوحة، أو مصافي النفط وحقول الغاز. ويبقى مصير دول الخليج وأمنها القومي مرتبط بتشكيل قوة عسكري ودعم هيكل سياسي قوي مبني على المصير المشترك، والاستثمار في صناعة الأسلحة والتكنولوجيا التي تتطلبها الحروب العصرية خصوصا وأن الإمكانيات المادية متوفرة بفائض كبير، غير ذلك، ستظل دول الخليج عرضة لتقلبات هي غير لاعب رئيسي فيها وإن كانت أكبر المتضررين منها، ومصيرها سيبقى رهين بما تحدده دول خارج المنطقة. حرب إيران وإسرائيل