سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دي ميستورا يؤكد أن مقترح الحكم الذاتي المغربي هو أساس المفاوضات حول الصحراء ويدعو كل "الأطراف" لتقديم مقترحاتها.. هل أعطى المبعوث الأممي "مخرجا مُشرفا" للجزائر؟
1. الرئيسية 2. تقارير دي ميستورا يؤكد أن مقترح الحكم الذاتي المغربي هو أساس المفاوضات حول الصحراء ويدعو كل "الأطراف" لتقديم مقترحاتها.. هل أعطى المبعوث الأممي "مخرجا مُشرفا" للجزائر؟ الصحيفة - حمزة المتيوي الخميس 6 نونبر 2025 - 12:09 عشية احتفال المغرب بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، اختار المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، التفاعل بشكل علني، لأول مرة، مع قرار مجلس الأمن الأخير، الداعي لإجراء مفاوضات على أساس مقترح الحكم الذاتي المغربي، ليحسم في أن هذا الأخير سيكون هو منطلق المحادثات، التي سيبدأ العمل عليها إثر التوصل بالنسخة المفصلة التي أعلن الملك محمد السادس إعدادها. وبدا دي ميستورا "دبلوماسيا" في خطابه أمس الأربعاء، إذ ترك للجزائر وجبهة "البوليساريو"، اللتان ذكرهما ضمنيا عند استخدامه عبارة "الأطراف" بدل "طرفي النزاع"، منفذًا للبروز بوجه "المُشارِك الفعَّال" في العملية، من خلال التأكيد على عدم وجود نتائج مسبقة، ودعوتهما لتقديم مقترحاتهما أيضا، لكنه تحدث بوضوح عن أن المُنطلق هو مقترح الحكم الذاتي المغربي، مع تنويهه بالمسار الجديد، وإشاده بالدول التي تدفع نحوه. وقال دي ميستورا إنه توصل إلى "قناعة" مفادها أنه "حان الوقت للإدلاء ببعض الملاحظات" بخصوص قرار مجلس الأمن الأخير، بعدما تمكن من "استيعابه"، وتابع أن القرار 2797 "مهم، وتكمن أهميته في أنه يُظهر حيوية دولية متجددة وإرادة صادقة لإيجاد حل لنزاع مستمر منذ خمسين عاما". ووفق المبعوث الأممي فإن هذا "لم يكن موجودا من قبل"، في حين تتوفر الآن "طاقة جديدة ذات أهمية خاصة"، وهو ما يحيل على الدينامية التي صنعتها الإدارة الأمريكية الحالية، والتي تجد دعما صريحا من فرنسا والمملكة المتحدة. وأورد دي ميستورا أنه يعتبر الأمانة العامة للأمم المتحدة مثل "سفينة للشرعية، بامتلاكها الخبرة اللازمة للوصول إلى بر الأمان، لكنها في حاجة إلى رياح قوية ومستمرة لبلوغ وجهتها"، مفسرا ذلك بضرورة انخراط دولة أو أكثر في مجلس الأمن ومن خارجة، بجدية. وفي إشارة مباشرة للولايات المتحدةالأمريكية، اعتبر دي ميستورا أن القرار الأخير لمجلس الأمن "ثمرة تفاعل نشط للغاية من قبل الدولة حاملة القلم"، من خلال مستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس والسفير الممثل الدائم لواشنطن لدى الأممالمتحدة، مايكل وولتز. المبعوث الأممي أحال أيضا إلى تحركات فرنسا وبريطانيا، موردا أن هذا التفاعل أتى كذلك من طرف "أعضاء آخرين مٌهتمين في المجلس"، قبل أن يضيف "ربما أستطيع القول حتى أولئك الذين امتنعوا عن التصويت أو لم يصوتوا، فالجميع شارك بطريقة أو بأخرى". هذه العبارات تحيل على عدم استخدام روسيا والصين حق النقض "الفيتو"، وهو الموقف الذي كشف وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أنه كان مفتاح تمرير القرار، بينما تُبقي الجزائر، بشكل دبلوماسي، في خانة الفاعلين رغم انسحابها من العملية يوم 31 أكتوبر الماضي. وفي ما بدا أنه محاولة لإفهام الجزائر وجبهة "البوليساريو" عدم وجود نتائج مسبقة على الطاولة، قال دي ميستورا، إن القرار 2797، ينص، بشكل مفصل، على "إطار للتفاوض"، مع التشديد على هذه العبارة، مضيفا أنه "لا يفرض نتائج مسبقة، لأن النتيجة، كما هو الحال دائما، لكي تكون قابلة للاستمرار عليها أن تكون ثمرة مفاوضات تجرى بحسن نية". واعتبر الدبلوماسي الإيطالي السويدي، أن الانخراط في المفاوضات "لا يعني القبول بنتيجتها بشكل تلقائي، لكن الأهم هو المشاركة فيها"، وهي صيغة تبدو وكأنها محاولة لاسترضاء الجزائر و"البوليساريو" للقبول بالانخراط في العملية السياسية الجديدة، على اعتبار أنهما ترفضان ذلك، وتعتبران مشاركتهما قبولا ضمنيا بالمقترح المغربي. لكن، من جهة أخرى، كان دي ميستورا واضحا بخصوص منطلقات المفاوضات المنتظرة، موردا "نحن ننتظر بفارغ الصبر أن يقدم المغرب مضمون مقترحه الموسع للحكم الذاتي بعد تحديثه، كما طلبت في إحاطتي لمجلس الأمن بتاريخ 16 أكتوبر 2024، وكما أعلن ذلك الملك محمد السادس في خطابه الأخير". وبشكل يشمل الجزائر والبوليساريو وموريتانيا، إلى جانب المغرب، أورد دي ميستورا أنه بالنظر إلى الدعم القوي والتفويض الجوهري الذي منحه القرار 2797 للأمين العام للأمم المتحدة ولمبعوثه الشخصي، فإن "خطتنا المتبعة ستكون في البداية دعوة جميع الأطراف لتقديم مقترحاتها وملاحظاتها، لتمكين الأممالمتحدة من إعداد جدول أعمال واسع للمفاوضات المباشرة، أو إن اقتضى الأمن غير المباشرة، بأن القضايا الأكثر أهمية". ووفق دي ميستورا، فإنه سيتم "بطبيعة الحال" الاعتماد على مبادرة الحكم الذاتي المغربية لسنة 2007 كأساس لهذه المفاوضات، كما نص على ذلك القرار الأخير لمجلس الأمن، وأضاف "ثم سنأخذ قريبا الخطة المغربية الموسعة كإسهام إضافي، إلى جانب وثيقة جبهة البوليساريو، وغيرها من الأفكار ذات الصلة، كما أشار إلى ذلك القرار، الذي يبقى منفتحا على جميع المقترحات الأخرى". دي ميستورا، الذي عبر عن "ارتياحه" لتمديد بعثة ولاية "المينورسو" لعام إضافي، على اعتبار أن ذلك "سيساهم في تهيئة مناخ من الاستقرار الضروري لمواكبة المفاوضات المقبلة، اعتبر أيضا أن "العمل الحقيقي يبدأ الآن، من أجل الوصول إلى حل متوافق عليه لهذا النزاع الذي استمر 50 عاما"، موردا أنه يعتمد على "الأطراف المعنية" إلى جانب أعضاء مجلس الأمن للانخراط بشكل بناء ودائم للحفاظ على هذا "الزخم الإيجابي".