1. الرئيسية 2. اقتصاد شركة كندية تعلن عن اكتشاف معدني غير مسبوق بالمغرب من الذهب والفضة والزنك قرب الحدود مع الجزائر الصحيفة - إسماعيل بويعقوبي الأحد 30 نونبر 2025 - 12:56 أعلنت شركة Aya Gold & Silver المدرجة في بورصة "تورونتو" عن واحد من أبرز الاكتشافات المعدنية في المغرب خلال السنوات الأخيرة، بعدما كشفت نتائج الحفر بمنجم بومدين عن أقوى تقاطع معدني تم تسجيله حتى الآن في هذا المشروع متعدد المعادن، الواقع في منطقة قريبة من الحدود المغربية الجزائرية. وجاءت النتائج وفق بيان الشركة، لتؤكد توسعا ملحوظا في إمكانات المنجم، مع ارتفاع لافت في جودة الخام على عمق متوسط، ما يعزز قدرة المشروع على التحول إلى أحد أهم مواقع الإنتاج المعدني في المنطقة. وبحسب بيان الشركة الكندية، فإن الحفرة الموسومة بBOU-MP25-087 أظهرت عند عمق 138 مترا مقطعا غنيا يمتد خمسة عشر مترا من خام عالي الجودة، بتركيزات بلغت 3.31 غرام ذهب للطن و1900 غرام فضة، إضافة إلى نسب مرتفعة من الزنك بلغت 4.8 في المئة، ومن الرصاص 1.8 في المئة، إلى جانب نسبة طفيفة من النحاس في حدود 0.03 في المئة. أما الجزء الأبرز داخل المقطع نفسه فامتد على مسافة 8.7 أمتار بمستويات أعلى من كل هذه المواد، بعد تسجيل 5.37 غرام ذهب و3208 غرام فضة و6.3 في المئة زنك و2.8 في المئة رصاص. ووفق تقديرات خبراء أدلوا بآرائهم لمنصة Mining.com فإن هذه النتائج تفتح المجال أمام توسع إضافي لموارد بومدين، سواء عبر الحفر التكمِيلي أو من خلال تطوير مناطق جديدة ذات إمكانات جيولوجية واعدة. وتأتي هذه المستجدات بعد ثلاثة أسابيع على نشر التقييم الاقتصادي الأولي للمشروع، الذي كشف قدرة الشركة على استرجاع استثمارها خلال عام واحد فقط في حال استمرار الأسعار المرتفعة للذهب، وهو ما اعتُبر مؤشرا قويا على الجدوى المالية للمنجم. وبالتزامن مع إعلان النتائج، سجل سهم الشركة في بورصة تورونتو ارتفاعا لافتا بلغت نسبته 7.7 في المئة، ليرتفع السعر إلى 15.91 دولار كندي، ما رفع القيمة السوقية للشركة إلى ما يقارب 2.3 مليار دولار أميركي. كما تشير تقديرات الشركة إلى أن القيمة الحالية الصافية للمشروع تناهز ثلاثة مليارات دولار، بمعدل عائد داخلي يصل إلى 77 في المئة وفترة استرجاع تقارب 1.2 سنة، وهي أرقام تعكس جاذبية المشروع داخل بيئة الاستثمار المعدني. ويتميز منجم بومدين الواقع بتراب إقليمالرشيدية غير بعيد عن الحدود الجزائرية، بتركيب جيولوجي غني، حيث تنتشر العدسات والعروق الكبريتيدية المتكونة أساسا من البيريت، مترافقة مع تركيزات مهمة من السفاليريت الذي يُعد المصدر الرئيسي للزنك، والغالينا الغنية بالرصاص، إضافة إلى الكالكوبيريت الحامل للنحاس، وتأتي هذه التكوينات الجيولوجية بعروض متفاوتة تتراوح عادة بين متر وأربعة أمتار. وحرص المدير التنفيذي للشركة بونو لا سال على التأكيد بأن التطورات الأخيرة تعكس مسارا تصاعديا للموارد، وأن نطاق الحفر المكشوف والمناجم المستقبلية مرشح للاتساع مع تقدم العمليات، حيث تملك الشركة 85 في المئة من المشروع وتعمل على تطويره وفق تصور يعتمد ستة مقاطع تعدين مفتوحة وثلاثة مناجم تحت أرضية، بعمر منجمي متوقع يصل إلى 11.1 سنة، وبطاقة معالجة يومية تناهز 8000 طن. ويمتد المشروع داخل إقليمالرشيدية، على مسافة تقارب 220 كيلومترا شرق ورزازات، في منطقة ذات حساسية خاصة لقربها من الحدود المغربية الجزائرية، حيث تغطي حقوق الاستغلال الخاصة بالشركة مساحة تبلغ 339 كيلومترا مربعا، تضاف إليها مساحة أخرى مرخصة للاستكشاف تصل إلى 600 كيلومتر مربع. وتشير البيانات الرسمية إلى أن مجموع موارد المشروع يضم ما يقارب 76.8 مليون أونصة فضة و2.4 مليون أونصة ذهب، إضافة إلى احتياطات مهمة من الزنك تناهز 615 ألف طن، ومن الرصاص 237 ألف طن، ما يجعل بومدين أحد أبرز المشاريع المعدنية الصاعدة في البلاد خلال المرحلة الحالية. ويعزز الاكتشاف الجديد، موقع المشروع ضمن خريطة التعدين المغربية، ويرفع من سقف التوقعات بشأن قدرة المنطقة الشرقية على استقطاب استثمارات إضافية في القطاعات المعدنية، خصوصا في ظل الحاجة الدولية المتزايدة للمعادن الاستراتيجية، واحتدام التنافس على تأمين سلاسل التوريد المتعلقة بالمعادن النفيسة والمواد الأساسية للصناعات الطاقية والتكنولوجية.