تؤشر بعض أحداث عنف التلاميذ الموجه ضد أساتذتهم عن تحول خطير في وتيرته ودرجته ووسائله، وأصبح الهجوم على الأساتذة بالسلاح الأبيض أو قنينات زجاجية جارحة، وما يخلفه ذلك من أعطاب جسمانية خطيرة، يطرح سؤال المسؤولية عن توفير الأمن للأساتذة. وتظهر جل حالات العنف الممارسة ضد الأساتذة ارتباطها بقيام هؤلاء بواجبهم المهني والوطني في محاربة الغش أو في محاولة توفير أجواء الدراسة في فصولها. وفي الوقت الذي يعرض فيه أساتذة حياتهم للخطر للقيام بواجبهم، وفي ظل الموقف السلبي الذي تقفه بعض الإدارات أمام حالات التهديد أو تقارير الغش، استنادا إلى مذكرة أبانت عن قصور، فإن أساتذة آخرين يفضلون الاستسلام للتهديدات حماية لأنفسهم من الانتقام. ويهدد موسم الامتحانات القريب في المؤسسات التعليمية بتعريض مزيد من الأساتذة لعنف التلاميذ الذي يبدو أنه يقترب من الخروج عن السيطرة. ويسائل تطور العنف ضد الأساتذة في المؤسسات التعليمية الدولة والحكومة والمجتمع، حول مصير التعليم في ظل تنامي حالات الغش المعزز بالعنف، ومصير دور الأستاذ في العملية التربوية حين يكون في أجواء الإرهاب. إن تعرض الأساتذة للعنف المادي الخطير من طرف التلاميذ لا يمكن مواجهته بمذكرات يعلم واضعوها قبل غيرهم أنها غير كافية ولا تلائم البيئة الثقافية التي تتم فيها العملية التربوية في كثير من مؤسساتنا التعليمية. إن محاصرة العنف المدرسي أضحت قضية أولوية لا تقبل التأجيل او التراخي والمسؤولية مشتركة تتحملها الإدارة التربوية والأمنية ومؤسسة الأسرة والإعلام.