على بعد أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك، أقدمت مندوبية الاحتلال الإسباني بالمدينة المغربية سبتة على منع دخول الأغنام المغربية إليها في خطوة استفزازية لعدم تمكين مسلمي المدينة من القيام بأضحيتهم ونحر أغنام مغربية، وهي العملية الثانية من نوعها منذ السنة الماضية، الأمر خلف استياء بالغا وسط مسلمي ساكنة مدينة سبتة المغربية، خصوصا وأن مندوبية الاحتلال الإسباني بمدينة مليلية لم تقم بنفس الإجراء الذي أقدمت عليه مندوبية الاحتلال بسبتة. وقال محمد المريني، باحث ومهتم بالعلاقات المغربية الإسبانية بتطوان، في تصريح لالتجديد إن هذا السلوك التعسفي الذي أقدمت عليه سلطات الاحتلال الإسباني بمدينة سبتة يدخل في إطار سياسة التضييق الشاملة التي تمارسها مندوبية حكومة الاحتلال بالمدينة على المسلمين المغاربة الذين يفوق عددهم حوالي أربعين ألفا مغربيا، على اعتبار أن هذه المندوبية تعتبر هؤلاء المغاربة مواطنين من الدرجة الثانية، وأقل حظوة وقيمة من المستوطنين الإسبان الذين توفر لهم مندوبية الاحتلال بالمدينة كل مقومات وشروط الإقامة الجيدة بالمدينة، من مثل الأجور المرتفعة على حساب مثيلتها التي يتقاضاها المغاربة، والأحياء السكنية الراقية التي تخصص للمستوطنين الإسبان بخلاف الأحياء الهامشية التي يقطنها المغاربة، وهي أحياء تفتقر لكل مقومات السكن الجيد، وكل ذلك بهدف ضمان بقاء المستوطنين الإسبان بسبتة المغربية السليبة، وإطالة أمد الاحتلال الإسباني للمدينة. وتفيد بعض المصادر أن مندوبية الاحتلال بسبتة قد أقدمت على منع دخول الغنم المغربي إلى هذه المدينة، واستبدلت ذلك باستيراد أغنام من أسواق إسبانيا بهدف إجبار مسلمي المدينة على اقتناء أضحية العيد من الجزيرة الإيبيرية. وفي هذا السياق أفاد أحمد المريني أن المغاربة بسبتة ينفرون من مثل هذه الأغنام لكونها ربيت مع الخنازير، وأصبح طعمها بسبب ذلك أقل جودة من طعم الأغنام المغربية. من جانب آخر، نقلت مصادر صحافية أمس تصريحا لمحمد علي، زعيم الحزب الإسلامي بمدينة سبتة، فند فيه دعوى سلطات الاستيطان الإسباني بالمدينة التي اعتبرت الأغنام المغربية مصابة بأمراض، وقال لالصحراء المغربية إن الادعاء الذي اتخذت بسببه السلطات الإسبانية قرار منع دخول الأغنام المغربية إلى مدينة سبتة ادعاء هش ويحمل تناقضا مكشوفا، إذ إن السلطات نفسها تسمح بدخول المواشي المغربية إلى مدينة مليلية، بل إن سلطات سبتة تفتح كل الأبواب لدخول مختلف اللحوم المغربية في عدد من المناسبات كالأعياد المسيحية. وفي موضوع العلاقات المغربية الإسبانية، أفاد الأستاذ المريني أن وزارتي الثقافة والتربية الوطنية الإسبانيتين أقدمتا أخيرا على شراء كل النسخ الموجودة بالسوق الإسباني لكتاب أصدره الكاتب الإسباني مكسيمو كاكال، وهو دبلوماسي ووزير سابق، أثبت فيه أن سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان، في محاولة منها لتضليل الرأي العام الإسباني وحجب حقيقة مغربية المدينتين عنه. عبد الرحمان الخالدي