نجد أنفسنا مضطرين للتعليق على ما ورد في ركن قهوة الصباح بيومية المساء بتاريخ 23 يوليوز 2008، ليس بغرض التوضيح ووضع النقط فوق الحروف فقط، بل قطعا للطريق على تأويلات غريبة لا تتردد في محاكمة النيات واستدعاء أسطوانات بالية للرد على اي انتقاد، فضلا عن استخراج ترسانة من التصنيفات الجاهزة لمصادرة الرأي الآخر. بلغة كاتب ركن قهوة الصباح فجريدة السماء غاضبة وبشدة من رأي صدر في التجديد انتقد عدم احترام أخلاقيات المهنة في التقرير الخبري الذي صدر في الطبعة الثانية من عدد الإثنين الماضي، وللتأكيد نقول لقد جاء في التقرير المنشور في المساء أن الأمين العام الجديد قام بحملة تعبئة منظمة قبل وأثناء المؤتمر من أجل انتخابه وذلك لتفسير مفاجأة، لم يتوقعها الكثيرون بما فيها المساء، والتي كانت الطبعة الأولى منها قد تحدثت عن تراجع عبد الإله بنكيران أمام سعد الدين العثماني. للتذكير فإن أخلاقيات المهنة تقتضي في حال العزم على نشر اتهام لشخص محدد والإشارة إليه بالإسم في نص المقال أن يتم الاتصال به لسماع وجهة نظره، واتصال من هذا النوع يصبح من باب الواجب في حال عدم تقديم أي دليل على ذلك الاتهام والاكتفاء بإيراده على لسان شخص مجهول ليس له من صفة سوى عضوية المؤتمر، وهنا نكون في حالة نشر إشاعة في توقيت معين وهو قبل انطلاق أشغال المجلس الوطني الذي من المفترض أن ينتخب نواب الأمين العام، ورئيس المجلس الوطني وأعضاء الأمانة العامة، ونشر خبر من هذا النوع يفي هذا التوقيت يحمل عن وعي أو غير وعي سلوكا للتدخل في الشأن الحزبي، أما نشر آراء حول الحزب بيومية المساء فهذا حق مثلما من حق أي كاتب سواء كان صحفيا او غير ذلك أن ينشر رأيا حول ما كتب في المساء، ودون أن يعني ذلك تحول التجديد إلى صحيفة حزبية، وإلا لاعتبرت مقالتي محمد الساسي بيومية المساء حول ما نشر في التجديد من فتاوى وربطها بالاستراتيجية الانتخابية لحزب العدالة والتنمية مبررا لوسم المساء بالحزبية فما أسهل الربط بين محمد الساسي وبين حزب اليسار الاشتراكي الموحد. المثير أن كاتب ركن قهوة الصباح لم ينتبه وربما لم يقرأ جيدا الرأي الذي نشر وعوض أن يوضح ويقدم أدلته أو يستدرك أو يعتذر كما يفعل الكثيرون دون عقدة تواضع أو غيرها، في حال الوقوع في خطأ بين هو نشر اتهام لشخص دون دليل ودون تمكينه من حقه في الرد، عوض كل ذلك انزلق في التشهير والحديث عن أقلام محسوبة على المهنة، واتهام بتوظيف هذه الأقلام من قبل سياسيين، وهذا أقل ما يقال عنه هروب إلى الأمام عوض مواجهة الحقيقة المرة، والتي هي للمرة الثالثة نشرا تهام في حق شخص وعوض المبادرة لأخد رأيه يتم التشهير بكل من انتقد مثل هذا السلوك. نكتفي بهذا ولكاتب قهوة الصباح أن ينظر لنفسه بالمعايير التي يحاكم بها الآخرين، فالاعتراف بالخطأ فضيلة أما الإصرار عليه فهذا شيء آخر، أقل ما يقال عنه هو أنه لا يخدم تقدم هذه المهنة.