دعا المشاركون في الذكرى الألفية لتأسيس مدرسة رباط وكاك بن زلو اللمطي، إلى ضرورة الاعتناء بالأعلام الوطنيين والعلماء المجاهدين بمنطقة سوس، مع العمل على توطيد الصلات مع المراكز العلمية في الغرب الإسلامي وإفريقيا، على اعتبار أن المغرب له الفضل الكبير في نشر الإسلام في غرب القارة الإفريقية. وكانت الجلسة الافتتاحية للأيام الدراسية التي نظمتها جمعية علماء سوس، تضمنت العديد من الكلمات بالمناسبة، إذ أكد رئيس المجلس العلمي الأعلى الدكتور يسف خلال افتتاحه للندوة على أن موكب الوحدة الترابية انطلق من صحراء المغرب، والذي بدأه المجاهد عبد الله بن ياسين، وتحديدا من مدرسة سيدي وكاك صحبة العديد من الصلحاء وعلماء الأمة، مشيرا إلى أن عبد الله بن ياسين لم تصنعه السلطة وإنما كان طالبا بمدرسة وكاك بن زلو التي كانت قلعة متقدمة من قلاع الإصلاح بالغرب الإسلامي، مذكرا أن عبد الله بن ياسين سقط شهيدا في سبيل الوحدة ولم يتوقف ولن يتوقف هذا الموكب مادام في البلاد مآذن ومساجد وقرآن يتلى. من جانبه، أكد عامل إقليمتيزنيت على أن الإقليم له خصلة يتميز بها وهي انخراط الجميع من خلال التعاون والتعاضد في ظل قيم منذ عقود من خلال المدارس العلمية العتيقة التي شكلت رباطا للعلم ومكانا للتربية والإصلاح، وهي لا تزال تؤدي هذه الرسالة التربوية النبيلة على الوجه الصحيح. وفي السياق ذاته أكدت جل الكلمات، والتي كانت لكل من ممثل الإسيسكو والمجلس الإقليمي والمجلس البلدي لتيزنيت والمجلس القروي لأكلو، على أن الندوة ستغني البحث العلمي للمدارس العلمية العتيقة التي يزخر بها الغرب الإسلامي الذي عرف حركية مباركة لنشر الإسلام، كما تمت الدعوة إلى الاهتمام بالتراث الإسلامي بشكل عام. وقد ذهب محمد الصالحي، نائب رئيس المجلس العلمي المحلي في العرض الافتتاحي للندوة، إلى أن المغرب كانت به حضارتان؛ حضارة فاس وتوجد بالحاضرة، وحضارة سوس وغالبيتها العظمى ببادية سوس، حيث المدارس العلمية العتيقة التي عملت على تأصيل اللغة العربية وآدابها، على الرغم مما يغلب على الساكنة من العجمة (الأمازيغية)، مشيرا في ثنايا عرضه إلى مظاهر امتداد إشعاع رباط أكلو، واستقرار أغلب علماء سوس بمصر والشام، واعتماد بعض علماء المشرق الإسلامي على مؤلفات علماء سوس وما يقدمونه من إجابات على بعض أسئلة النوازل التي ترد عليهم من تركيا، وهي قلب العالم الإسلامي، كما ترد من مصر وفاس ومراكش، بالإضافة إلى ما كان يمتاز به علماء سوس من إجازة العديد من علماء الأقطار الإسلامية، وقد تناولت الندوات العلمية خلال يومين بكل من تيزنيت وبالمدرسة العتيقة سيدي وكاك، العديد من المحاور، إذ تم التطرق لمحور رباط الشيخ وكاك وأثره التربوي والعلمي من خلال رباطه بأكلو، بالإضافة إلى التركيز على التاريخ المذهبي للغرب الإسلامي حتى القرن الخامس للهجرة، مرورا بالمدرسة المالكية بالغرب الإسلامي وأدوارها العلمية، وكذا إبراز دور العلماء في الإصلاح ووحدة الأمة. وقد توجت الجلسة الختامية برباط أكلو بتوزيع هدايا رمزية على بعض الضيوف والمشاركين في الندوة العلمية. يذكر أن الندوة عرفت مشاركة علماء وباحثون من موريطانيا وتونس والسنغال، فضلا عن الباحثين بالجامعات المغربية.