عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش الاسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر من نتانياهو    توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس    الدراجات النارية وحوادث السير بالمدن المغربية    مكتب التكوين المهني/شركة "أفريقيا".. الاحتفاء بالفوجين الرابع والخامس ل"تكوين المعل م" بالداخلة    واشنطن طلبات من إسرائيل تعطي إجابات بخصوص "المقابر الجماعية" ف غزة    أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب    الصين تكشف عن مهام مهمة الفضاء المأهولة "شنتشو-18"    الولايات المتحدة.. أرباح "ميتا" تتجاوز التوقعات خلال الربع الأول    بطولة فرنسا: موناكو يفوز على ليل ويؤجل تتويج باريس سان جرمان    أخنوش: الربط بين التساقطات المطرية ونجاح السياسات العمومية "غير مقبول"    ماركس: قلق المعرفة يغذي الآداب المقارنة .. و"الانتظارات الإيديولوجية" خطرة    بني ملال…تعزيز البنية التحتية الرياضية ومواصلة تأهيل الطرقات والأحياء بالمدينة    اتفاقية الصيد البحري..حجر ثقيل في حذاء علاقات إسبانيا والمغرب!    تعزيز التعاون الفلاحي محور مباحثات صديقي مع نائبة رئيسة مجلس النواب التشيكي    كأس إيطاليا لكرة القدم.. أتالانتا يبلغ النهائي بفوزه على ضيفه فيورنتينا (4-1)    المنتخب المغربي ينهزم أمام مصر – بطولة اتحاد شمال إفريقيا    المنتخب المغربي لأقل من 18 سنة يفوز على غواتيمالا بالضربات الترجيحية    أخرباش تشيد بوجاهة القرار الأممي بشأن الذكاء الاصطناعي الذي جاء بمبادرة من المغرب والولايات المتحدة    الرئيس الموريتاني يترشح لولاية ثانية    رابطة للطفولة تعرب عن قلقها من التركيز المبالغ فيه على محور التربية الجنسية والصحة الإنجابية للمراهق في دورة تكوين الأطر    نور الدين مفتاح يكتب: العمائم الإيرانية والغمائم العربية    ما هو سيناريو رون آراد الذي حذر منه أبو عبيدة؟    عاجل.. كأس إفريقيا 2025 بالمغرب سيتم تأجيلها    جنايات أكادير تصدر حكمها في ملف "تصفية أمين تشاريز"    الشاطئ البلدي لطنجة يلفظ جثة شاب فقد الأسبوع الماضي    أخنوش يرد على خصومه: الدولة الاجتماعية ليست مشروعا ل"البوليميك" والحكومة أحسنت تنزيله    لا تيتي لا حب لملوك: اتحاد العاصمة دارو ريوسهم فالكابرانات وتقصاو حتى من كأس الجزائر    بالأرقام .. أخنوش يكشف تدابير حكومته لمساندة المقاولات المتضررة جراء الأزمة الصحية    سانشيز: أفكر في إمكانية تقديم الاستقالة بعد الإعلان عن فتح تحقيق ضد زوجتي بتهمة استغلال النفوذ والفساد    هادي خبار زينة.. أسماء المدير مخرجة "كذب أبيض" فلجنة تحكيم مهرجان كان العالمي    قميصُ بركان    مطار مراكش المنارة الدولي: ارتفاع بنسبة 22 في المائة في حركة النقل الجوي خلال الربع الأول من 2024    طقس الخميس.. أجواء حارة وقطرات مطرية بهذه المناطق    المغرب ومنظمة "الفاو" يوقعان على وثيقة "مستقبل مرن للماء" بميزانية 31.5 مليون دولار    تسريب فيديوهات لتصفية حسابات بين بارونات بتطوان    اللجنة الجهوية للتنمية البشرية بالشمال تصادق على برنامج عمل يضم 394 مشروعا برسم سنة 2024    الجزائر تتوصل رسميا بقرار خسارة مباراة بركان و"الكاف" يهدد بعقوبات إضافية    بنكيران يهاجم أخنوش ويقول: الأموال حسمت الانتخابات الجزئية    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    أخنوش مقدما الحصيلة المرحلية: إجراءات الحكومة هدفها مناعة الأسرة التي هي "النواة الصلبة لكل التدخلات"    إستعدادُ إسرائيل لهجوم "قريب جداً" على رفح    أيام قليلة على انتهاء إحصاء الأشخاص الذين يمكن استدعاؤهم لتشكيل فوج المجندين .. شباب أمام فرصة جديدة للاستفادة من تكوين متميز يفتح لهم آفاقا مهنية واعدة    برنامج دعم السكن.. معطيات رسمية: 8500 استفدو وشراو ديور وكثر من 65 ألف طلب للدعم منهم 38 فالمائة عيالات    الفوائد الصحية للبروكلي .. كنز من المعادن والفيتامينات    دراسة: النظام الغذائي المتوازن قد يساهم في تحسين صحة الدماغ    مدير المنظمة العالمية للملكية الفكرية : الملكية الفكرية تدعم جميع جوانب الحياة في المغرب، بما في ذلك الزليج    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون        كلمة : الأغلبية والمناصب أولا !    اختتام فعاليات الويكاند المسرحي الثالث بآيت ورير    دراسة تبيّن وجود صلة بين بعض المستحلبات وخطر الإصابة بمرض السكري    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    الموت يفجع شيماء عبد العزيز    أسعار الذهب تواصل الانخفاض    صدور رواية "أحاسيس وصور" للكاتب المغربي مصطفى إسماعيلي    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    لقاء يستحضر مسار السوسيولوجي محمد جسوس من القرويين إلى "برينستون"    الإيمان القوي بعودة بودريقة! يجب على الرجاء البيضاوي ومقاطعة مرس السلطان والبرلمان أن يذهبوا إليه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفكر الإسلامي التركي عدنان أكتار (هارون يحيى ) ل"التجديد" :الداروينية المادية هي سبب الكوارث التي نعيشها هذا العصر
نشر في التجديد يوم 31 - 08 - 2010

عدنان أكتار، أو يحيى هارون، الاسم المستعار الذي اشتهر به واستعمله زمن المحنة التي ابتلي بها في سجون العلمانية التركية، للترويج لمعتقداته وأفكاره. ذاع صيته في كل أنحاء العالم الإسلامي بفضل كتبه التي تخصصت في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وفي إبطاله علميا لنظرية النشوء والارتقاء. يتميمز بالإضافة إلى انشغاله بهذا اللون، بآراء عميقة في الفكر الإسلامي، يكتبها بسلاسة وبساطة تجعل كتبه سهلة المنال بالنسبة إلى كل القراء من مختلف المستويات العمرية والمعرفية. في هذا الحوار الخاص (نقل من اللغة الإنجلزية إلى اللغة العربية)، الذي انفردت التجديد به، يتعرض يحيى هارون لأهم أفكاره وسبب انشغاله بموضوع الإعجاز العلمي، ويلقي الضوء على دواعي انشغاله بالعديد من الموضوعات التي ألف فيها، بيد أن الجامع لكل أفكاره والنظام لها هو نقده الحاد للداروينية واعتباره لها آفة العصر والسبب وراء كل الكوارث التي تلحق بهذا العالم.
منذ مدة طويلة وأنتم تهتمون بمواجهة الفكرة الداروينية علميا، بل ذهب بكم الأمر إلى نقل الموضوع إلى إطاره السياسي حيث اعتبرتم الداورينية هي السبب الحقيقي وراء الصراعات الأهلية والمذابح في أوروبا : كيف تفسرون ذلك؟
داروين لم يكن عالما، ونظريته ليست نظرية علمية. لقد جمع عدة أساطير كانت سائدة ذلك الوقت عند السومريين والمصريين القدامى واليونان القديمة، وقدمها غير مسنودة بأي حقيقة علمية. المصريون أيضا كانوا يعتقدون أن الكائنات الحية نشأت عفويا من المياه الموحلة لنهر النيل. داروين نفسه تبنى هذا الاعتقاد واعتبر ان الخلية الأولى ظهرت عفويا من كمية من طين وذلك نتيجة صدفة عمياء. كان هناك جهل فظيع في الفترة التي كان يعيش فيها داروين. الناس كانوا يعتقدون أن الخلية هي فقاعة كاملة من ماء. لقد كانوا يجهلون تماما التنظيم العظيم داخل الخلية، والتعقيد الذي هي عليه، وأنها مستقلة تماما عن العالم. ولذلك هناك سعي للحفاظ على الداروينية وإبقائها على قيد الحياة. والسبب في فرضها في كل الجامعات، وفي حمايتها من قبل المحاكم في كثير من الدول سبب إيديولوجي وليس علميا. فمنذ أن أرست الداروينية الأرضية المادية والإلحادية والعقائد اللادينية، أصبحت محمية ومحروسة من قبل القيادات الديكتاتورية الداروينية. ومن الحقائق المعروفة أن الداروينية عندما يتم تطبيقها على المجتمعات يؤدي ذلك إلى كوارث رهيبة ، فهي التي مهدت الطريق للحرب العالمية الأولى والثانية ، وكانت السبب في مقتل 350 مليون شخص وتسببت في تعاسة البشرية وفي موجة التشاؤم والكآبة التي اجتاحتها أثناء الحربين وبعدهما. أدولف هيتلر قال في إحدى أقواله المأثورة بأنه كان داروينيا. ماركس أعلن بأن الإيديولوجية الداروينية كانت أكبر داعم لنظريته. ماو، ولينين وستالين قالوا بأن تلقين الداروينية للشباب هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للإيديولوجية الشيوعية. ولمزيد من التفاصيل في الموضوع، يمكن للإخوة في المغرب أن يحملوا مجانا كتابنا الكوارث التي جلبتها الداروينية للعالم من موقعنا على الانترنت. إنه من غير الممكن بالنسبة للمسلم أن يبقى في حالة صمت في مواجهة الخطر والتهديد الذي تشكله الداروينية على حياة البشرية جمعاء ولا يقوم برد فعل ضدها. لقد ألفت هذا الكتاب، وهو تعبير عن حركة وعي بخطورة الداروينية، وأعتبر أن هذا الكتاب هو نعمة من الله عز وجل الذي هداني إلى تأليفه، ولقد يسرني الله تعالى لهذا العمل، ولقد كان بفعل الله مؤثرا وفعالا.
ألفتم كتاب أطلس المخلوقات، وأحدث ضجة كبيرة في العديد من الدول الأوربية لاسيما فرنسا. ما المثير في هذا الكتاب، ولماذا أحدث كل هذه الضجة؟
لأن هذا الكتاب كشف وذلك لأن هذا الكتاب كشف الأدلة العلمية الدامغة التي لا يمكن إنكاره من الناحية العلمية ، وهي الأدلة أخفاها الداروينيون مدة 150 عاما لأنها التي تهدم كليا نظريتهم. إنه من المستحيل بالنسبة لأي شخص قرأ أطلس المخلوقات أن يكون داروينيا البتة. قد لا يستطيعون أن يقولوا ذلك صراحة، لكن كل من قرأ هذا الكتاب منهم يجد نفسه لاشعوريا قد أنهيت ارتباطه كلية بالداروينية. في الحقيقة، حين ننظر إلى التغيير الروحي الذي حدث في الغرب في السنوات الأخيرة: الأصوات التي ارتفعت ضد نظرية النشوء والارتقاء، العودة إلى الإيمان بالله، نستطيع بوضوح أن نرى التأثير الذي أحدثه في ذلك كتابي أطلس المخلوقات
اهتممتم كثيرا بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ومع أنكم أقررتم بأن القرآن ليس كتاب علم تتبعتم العديد من الآيات التي تشهد على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. في نظركم ألا ترون أن حقائق العلم نسبية وأنها تتطور بخلاف الحقائق الواردة في القرآن فإنها مطلقة، وأن محاولة البحث داخل المطلق عن النسبي قد يعرض حقائق القرآن في حالة ما إذا تطور العلم إلى التشكيك؟
بكل تأكيد، القرآن ليس كتاب علم. ومع ذلك، هناك مجموعة من الحقائق العلمية التي يتم التعبير عنها بطريقة موجزة للغاية وعميقة، في بعض آيات القرآن الكريم، والتي لم يتم اكتشافها من قبل العلماء إلا بفضل التقدم التكنولوجي الذي حصل في القرن والعشرين والواحد والعشرين. هذه الحقائق لك يكن من الممكن معرفتها زمن نزول الوحي، وهذا لا يزال يمثل دليلا على أن القرآن هو كلام الله. ومن أجل أن نفهم الإعجاز العلمي المتضمن في القرآن الكريم، ينبغي أولا النظر في مستوى المعرفة العلمية التي كانت موجودة في فترة نزول الوحي. في القرن السابع الميلادي، حين كانت تنزل هذه الآيات المقدسة، كانت تعج الأساطير والمعارف التي لا أساس لها في المجتمعات العربية. وكان العرب يفتقرون إلى التكنولوجيا الحديثة التي تمكنهم من معرفة الطبيعة والكون. ولذلك كانوا يحملون المعتقدات الموروثة التي يتم تناقلها عبر الأجيال من غير إخضاعها للتحقيق العلمي. وعلى سبيل المثال، لقد افترضوا أن الجبال هي التي تحمل السماء من فوق. كما اعتقدوا أن الأرض مسطحة وأن الجبال هي بمثابة الركائز التي أبقت قبة السماء عالية فوقنا. لكن القرآن بدل الجهل معرفة وعلما، وأحل محل التخمين والتقدير غير المنطقي الحجة واليقين. في لآية من القرآن ربنا كشف بأن الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها سورة الرعد الآية .2 هذه الآية أبطلت مفعول المعتقدات التي كانت ترى بأن السماء تبقى فوق رؤوسنا بفضل الجبال التي تقوم بحملها. هناك العديد من الحقائق العلمية المهمة التي كشفها القرآن ذلك الوقت من تاريخ البشرية مما لم يكن بمقدور أحد من الناس أن يصل إليه علميا. القرآن الذي نزل في وقت كان فيه علم قليل بالفلك والفزياء والبيولوجيا، يتضمن مفاتيح الحقائق في العديد من الموضوعات العلمية بما في ذلك خلق العالم، ومعجزة خلق الإنسان من نطفة إلى أن ينمو ويصبح راشدا، وكذا بنية الفضاء الذي نعيش فيه، والتوازن المعقد الذي يجعل من الحياة على الأرض أمرا ممكنا. ويمكن لإخواننا في المغرب ممن يريدون أن يتعمقوا في الموضوع أن يعودوا إلى موقعنا ليجدوا ذلك بالتفصيل العلمي الدقيق.
ما هي الخلاصات التي انتهيتم إليها بعد تأليفكم للعديد من الكتب في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم؟
القرآن- بغض النظر عن الموضوعات التي يشير إليها- أصبح مثبتا من الناحية العلمية أنه كلام الله كلما تم تسليط الأضواء العلمية على أي قطعة تاريخية أو حقيقة علمية أو أركيولوجية. الحقائق حول الموضوعات العلمية والأخبار عن الماضي أو المستقبل: الحقائق التي لا يستطيع أي أحد أن يعرفها في فترة نزول الوحي، قد تم إعلانها في آياته. إنه من المستحيل بالنسبة إلى هذه المعارف أن تكون معروفة عبر المستوى المعرفي والتكنولوجي الذي كان متوفرا في القرن السابع الميلادي في الجزيرة العربية. القرآن هو كلمة الله تعالى الخالق لكل شيء والذي يسع كل شيء بعلمه. في إحدى الآيات يقول الله عز وجل: ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا النساء الآية .82 أي جزء من القرآن يتضمن معلومات تكشف معجزات سر هذا الكتاب الإلهي. الإنسان اليوم معني بأن يرجع بشكل سريع إلى كتاب الله العزيز، وأن يستقبله بقلب مفتوح باعتباره دليله الوحيد الهادي في هذه الحياة.
في كتابكم الإسلام يلعن الإرهاب فصلتم وجهة نظر الإسلام من الحرب، وبينتم أن الإسلام وحده الكفيل بتوفير السلام والوئام في الشرق الأوسط، لكنكم في المقابل اعتبرتم أن الجذور الحقيقية للإرهاب تكمن في الداروينية والمادية كيف تفسرون ذلك؟
الإسلام هو دين الحب والسلام. ولا يغير هذه الحقيقة أن يكون البعض يقول عكس ذلك، أو أن يكون بعض من لهم أسماء إسلامية ممن يعيشون في بلدان إسلامية يفعلون خلاف ذلك. فهؤلاء لا يتقيدون بما ورد في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كل الذين يفترض فيهم ارتكاب العنف والعمل الإرهابي باسم الإسلام هم في الحقيقة يرتكبون ذلك بوحي من الأفكار الداروينية والمادية والتعليم الإلحادي الذي تم تلقينه في أوربا والذي يحمل وجهات نظر مادية. ربما وثائق تعريفهم تثبت أنهم مسلمين، لكن ذلك يبقى غير مهم. كان هناك شيوعيون في فلسطين، وكان هناك شيوعيون في سوريا، وكان هناك ايضا شيويعون في العراق، لكن يبدو اليوم أن الكل أصبح أكثر تدينا في هذه البلدان. ولكن لا يوجد فرق إذا كان الشخص الذي يحمل الأفكار الماركسية وانتظم في التنيار اليساري الدارويني وتلقى التعليم المادي، يحمل اسم حسن أو محمد. المادي يبقى ماديا. الفعل الذي يتم ارتكابه من قبل الدارويني، المادي، يبقى فعلا داروينيا ماديا. ويبقى في المحصلة فعلا ماركسيا. ولا معنى من نسبته إلى المسلمين بمجرد أن فاعله يخمل اسما إسلاميا. حسن ننظر إلى الذين يهيئون الأعمال الإرهابية بجميع أشكالها وألوانها نرى أنها حتما أعمال ناتجة عن التربية الداروينية. هل يمكن لشخص يخشى الله ، ويحب الله من كل قلبه ، ويعتقد في الآخرة ، ويعتقد في الجنة والنار، هل يستطيع أن يفجر قنبلة تستهدف الأبرياء من النساء والأطفال ؟ أي نوع من الشجاعة هذه؟ هل يمكن لشخص يخاف الله أن تكون له القدرة والقوة على القيام بذلك؟ إنهم لا يستطيعون تصور شيء من هذا القبيل. إن هذا لا يمكن أن يدخل إلى أذهانهم ناهيك عن تنفيذه. الذين يرتكبون مثل هذه الأعمال هم في العموم، وإن كانوا يقولون بأنهم مسلمين، قلوبهم في الحقيقة مشربة بالأفكار الداروينية المادية. ولذلك لا يمكن أن نحمل الإسلام المسؤولية عن أفعالهم. سبب الإرهاب هو النزعة الداروينية والمادية. هناك إرهاب في الماركسية واللينينة. الإرهاب هو شرط مسبق في الفكر اللينيني. الماركسية هي الاساس النظري للشيوعية، واللينينية هي التطبيق العملي لها. لينين يقول بأن طريق تطبيق الشيوعية هو العنف. لينين لم يكن يتصور الشيوعيى من غير عنف. فالعنف والإرهاب هو أمر ضروري في الماركسية التقليدية والتفكير اللينيني. هؤلاء الناس يفعلون فقط ما هو ضروري. هناك قانون للحرب في الإسلام0 وهذا منصوص عليه في القرآن وتم التأكيد عليه في السنة النبوية. الحروب في الإسلام دفاعية، والنساء والأطفال لا ينبغي الاعتداء عليهم. أبدا لا يمكن إعلان الحرب على دولة مكن الدول. الحرب ينبغي أن تكون شرعية وقانونية، كما أن المقاومة ينبغي أن تكون أيضا شرعية. لا يجوز شرعا خرق اتفاقات السلام التي عقدت مع الدول. إنه من غير المقبول لأشخاص ثلاثة أو أربعة أن يعلنوا الحرب ضد دولة من الدول. والهدمات التي تستهدف الأطفال وما شابه هي غير مقبولة. الإسلام يمكن أن ينتشر عبر استهداف عقول الناس بالثقافة والمعرفة والحب والمودة والفن، وليس من خلال الاعتداءات وإراقة الدماء. النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يدعو قومة ويتوجه إلى سوق عكاظ، وكان قومه يسبونه ويرمونه بالعذرة ويملأون طريقه بالأشواك، لكنه ظل يبشر بالكلمة الطيبة، ويبين الإسلام والقرآن. كان بفعل ذلك بحب من غير ملل لمدة سنوات. بعد 23 سنة من دعوته في مكة، لم يستطع مواجهة الضغوط في نهاية المطاف ، كما تعلم، وهاجر إلى المدينة. واستمر في الدعوة في كل الأماكن التي كان يزورها في طريقه إلى الهجرة. كل حروب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانت دفاعية، إنهم لم يذهبوا إلى أي مكان واستولوا عليه بقوة السلاح. دائما كانوا عليهم السلام يخوضون الحروب الدفاعية.
في محاولتكم لتفسير أصل الإرهاب وجذوره اعتبرتم أنه لا ينبغي تحميل الدين تبعات أخطاء الذين يقومون بأعمالهم البشعة مستخدمين اسم الدين وتعاليمه مؤكدين أن الأديان كلها ضد العدوان، وأن الظاهرة الإرهابية لا يمكن تفسيرها بمعزل عن السياق السياسي ومسؤولية الأنظمة الديكتاتورية في الوطن العربي ودول الاستكبار العالمي التي تدعمها وتمدها بأسباب الاستمرار. كيف توضحون وجهة نظركم؟
منذ النصف الثاني من القرن العشرين، والمسلمون كانوا محكومين من قبل الأنظمة أو الحركات الداروينية الشيوعية. في تلك المرحلة، في تلك الفترة، تعرضت الشعوب العربية في مختلف البلدان للحروب والذبح والتصفية العرقية ولجميع أنواع الإرهاب والاضطهاد الرسمي. سلسلة من الثورات والتمردات الشيوعية كانت السبب في عدم الاستقرار والفقر. وأصبح الجمهور المسلم الأكثر فقرا من أي وقت مضى ، على الرغم من عائدات بلادهم النفطية الهائلة ، في حين صارت الطبقات الحاكمة وشركائها أكثر ثراء. كما هو الحال مع الأنظمة الشيوعية الأخرى، استخدمت الشيوعية العربية جميع أنواع الاستبداد والتشبث بالسلطة ، واعتمدت القومية العربية كقناع زائف تبرر به استبدادها. مناخ الحب والمودة والرحمة وغيرها من القيم الأخلاقية الإسلامية التي كانت تتمتع به الدول العربية في الحقبة العثمانية، تم استبدالها بالوحشية والبربرية والاستبداد من قبل الأنظمة الشيوعية والقومية. نحن حين نتحدث عم المسلم نعني به الشخص الممتثل لتعليم القرآن، الذي يفهم تماما جوهر رسالة نبينا عليه الصلاة والسلام، ويعيش بالحيوية والبهجة والدفئ الذي يمنحه له القرآن، هذا الشخص يبقى دائما في حياته متعلقا بأهمية الجمال والفن والعلوم وإذا كان البعض يمتلك وثائق تعريفية تقول بأنه مسلم أو أنه يعيش داخل أرجاء إحدى الدول الإسلامية، فهذا لا يقوم دليلا على أنه يمثل المؤمن الحقيقي. نحن لا نحكم على شخص من خلال اسمه. سيكون من غير العقلاني أن نحمل الإسلام مسؤولية عمل شخص يسمى أحمد أو خالد ارتكب أعمالا إرهابية. الداروينية تسببت في ضرر رهيب في العالم الإسلامي. ومن أحل أن ترى أكثر أثر هذا الضرر يكفي فقط أن تذكر القمع التي يتعرض له المؤمنون ، والسكان المدنيون ، والأبرياء في هذه البلدان. هل يمكن لشخص يطبق التعاليم القرآنية أن يسير في اتجاه مضاد للعدالة؟ هل يمكن لشخص يحب الله ورسوله أن يملأ السجون بلا رحمة بأبرياء بتهمة ارتكاب جرائم رأي، أو هل يمكنه أن يستخدم الأسلحة الكيماوية ضد الأطفال؟
نشرتم على الأقل ثلاث كتب تركز على قضية التفكير والتأمل وعلى أن طريق معرفة الله هو العقل، إلى ماذا يرمز هذا المنحى العقلاني في توجهكم؟
لا شيء على الإطلاق في الإسلام يناقض العقل والمنطق أو الضمير السليم. الإسلام يشمل كل الأشياء الجميلة والعقلانية والحديثة والمتقدمة. ولكي نفهم الإسلام فهما صحيحا وسليما ينبغي أن نرجع إلى جوهر القرآن وروح نبينا عليه الصلاة والسلام الذي كان قلبه ممتلئا بالحب والمودة، وكان معجبا بالجمال ومقدرا للفن والعلم وكان يحب الناس حبا كبيرا. من بين أهم خصائص أعمالي أم لا تجد أي شيء فيها لا معنى له. لا يوجد في أعمالي شيء خارق أو لا يصدق. كل شخص يقرأ كتبي مسترشدا بالعقل والوعي الجيد والمنطق سيرى ويعرف الحقيقة. ذلك لأن كتبي كلها تنطلق من القرآن والسنة واعتقاد أهل السنة.
بالإضافة إلى اهتمامكم بالعلم وسنن الطبيعة ودلالتها على وجود الله، كان لكم اهتمام بقصص الأنبياء، فكتبتم عن قصة موسى وإبراهيم ولوط عليهم السلام ما علاقة قصص الأنبياء بالمشروع العلمي الذي تتخصصون فيه؟
القرآن كل لا يتجزأ، وحياته المسلم مثلها مثل ذلك. المسلم هو الأكثر عقلانية في هذا العالم، لأنه شخص يفهم الفن والقيم العلمية، ويستخدم عقله في الاتجاه الصحيح، يقدر الجمال، ويتقدم على عصره بقيمه وأفكاره ويحترم معتقدات الآخرين. كل الأنبياء خلقهم الله ليكونوا قدوة للجميع في حياتهم وفضائلهم الأخلاقية. إنهم أعلى مستوى من الجودة والخيرية من بقية الناس في زمانهم. وقد وصف لنا الله نماذج من حياتهم وسلوكهم، وهذا يعني أن كل من استطاع أن يتمثل هذه النماذج ويحتذي بها ، فإنه يكتسب ثروة ثمينة إن شاء الله تعالى.
أشرتم في إحدى كتبكم عن الرومانسية أن المجتمعات البعيدة عن الدين تضطرب عنده المقاييس ويصبح الحق عندها باطلا والباطل عندها حقا، وأشرتم إلى أن الرومانسية هي واحدة من المشاعر الخاطئة التي تحولت إلى حقيقة، وأنها تمثل سلاح الشيطان؟ كيف توضحون فكرتكم؟
بعض الناس يعتقد أن الرومانسية هي الحب، لكنهم في الحقيقة مخطئون. الحب يعني العقل، الخير والوعي الصحيح. هناك حب شيطاني وحب رحيم. الحب الشيطاني ليس حبا حقيقيا، إنه مجرد نزوة. إنه مبني على مصالح ورغبات ونزوات عابرة. الحب الحقيقي في المقابل هو نور أنعم الله به على المؤمنين وحدهم. هناك معنى في الحب الحقيقي، في الروح والعمق والعاطفة. الحب الشيطاني يدور كله على التعبيرات غير الصادقة وعلى الكذب وعلى المبالغات غير الجدية. لا أحد استطاع أن يمس روح غريمه في الحب الشيطاني لأنه لا جدية في هذا الحب. لكن في الحب الحقيقي، هناك طريق واتصال مباشر بالروح التي لا يمكن الوصول إليها عبر المبالغات الزائدة والإصرار أو الاصطناع. الحب الحقيقي، هو حب لله، يحرق مثل الشعلة قلب المرأة، ويقذف نورا في قبلها وهو ما يأخذ القلب المرأة ولبها. إنه شعور عميق ومكثف يترك أثرا بالغا في المرأة وفي الرجل أيضا وينتج عن ذلك متعة هائلة. لكن بدلا من هذه المتعة الحقيقية، بعض الناس يفضلون الذهاب إلى الأشياء المادية والغرق في المعاناة والقذارة. لأجل هذا ينبغي أن يتم البحث عن الحب في انسجام وتناغم مع المقاييس والسنن التي فطرها الله في الأنفس والتي تؤكد بأن أي مسعى إلى المتعة الحقيقية ينبغي أن يكون تعبيرا عن عاطفة صادقة نابعة من حب الله والخوف منه. يجب أن يعلم المرء أن ذلك يتيح بهجة وسرورا عميقا ومذهلا لأنه نعمة من الله تعالى. هناك معجزة فريدة وعميقة لدى المسلمين، فريدة من نوعها لأولئك الذين يخشون الله حقا. قليل من الناس يدركونها. ولذلك يعيشون في هذه الآفة الشيطانية لأنهم لا يدركون المتعة العميقة والمذهلة في الحب الحقيقي. فلو كانوا يدركونها ف،هم لن يمضوا في الطريق الآخر الذي سلكه الناس في العالم كله. لو كانوا يعلمون ما في الإيمان الحقيقي من بهجة وفرح العيش، فمن المؤكد أنهم لم يعلقوا أي أهمية على منتجات المصانع أو السيارات أو أي شيء آخر من الرغبات الزائلة، لكنهم للأسف لا يدركون ذلك . لو كانوا يعلمون ما بهجة وفرح العيش مع الايمان الحقيقي كان ، فإنها لا نعلق أهمية على المصانع ، أو السيارات أو أي شيء آخر. لكنهم لا يدركون ذلك .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.