أكدت دراسة حول "هجرة العمالة من المغرب إلى أوروبا، هولندا نموذجا" أنه على الرغم من حصول الكثير من العمالة المغربية على فرص عمل في مختلف القطاعات الاقتصادية وخاصة ممن تلقى تعليما هولنديا ، ومع ذلك فإنهم، مقارنة بالجاليات غير الغربية والهولنديين الأصليين، أقل مشاركة في سوق العمل، وينخفض الدخل السنوي للمغاربة المتزوجين ولديهم أطفال بنسبة 30 في المائة مقارنة مع الهولنديين، ويعود ذلك إلى ضعف بنيتهم المهنية والتعليمية وخاصة الجيل الأول. وأضافت الدراسة المنجزة من لدن الدكتور هاشم نعمة فياض لفائدة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أنه يلاحظ أن كثيرا من علاقات المغاربة عميقة فيما بينهم تماما مثل الأتراك، أما الجيل الثاني فيكون اندماجه أقل مع مجموعته الأصلية. وبات الوجود المغربي يساهم في تشكيل واقع المجتمع الهولندي من كل جوانبه، لكن مع ذلك، لا يزال الاندماج ضعيفا ويبقى قضية إشكالية مطروحة للنقاش، فهناك عوائق عديدة تحول دون سرعة الاندماج، منها تباين الخلفية الدينية والثقافية و الحضارية والإرث الاستعماري للدول المستقبلة للمهاجرين. وطبقا للمصدر ذاته، فإن الهجرة ساهمت في تطور المجال الحضري كما في حالة مدينة الناظور في شمال المغرب، حيث بدأت المدينة تتوسع من الوسط نتيجة التحولات التي طرأت على الظروف الاجتماعية الاقتصادية لسكان المدينة بفعل تدفق الهجرة بشكل كثيف والاندماح في تيارات الهجرة الدولية، ومن ثم تدفق أموال الهجرة وإقامة سلسلة من المشاريع الاقتصادية الكبرى المهمة. وينحدر أغلب مهاجري الجيل الأول إلى هولندا من منطقة الريف في شمال المغرب، حيث تأتي 3 أقاليم في القمة هي الناظور والحسيمة وتطوان. وينحدر قسم كبير من إقليمتازة، ومن أقاليم ومدن كبيرة مثل ورزازات وطنجة والدار البيضاء ومكناس وفاس ومراكش والرباط.ويقطن غالبية المغربة في المدن الأربع الكبرى، على اعتبار أن فرص العمل التي توجد بالمدن تستقطبها.ويشير تطور معدل وفيات المغاربة إلى انخفاضه كثيرا كل الجاليات غير الغربية، ومع هذا يبقى دائما أعلى وسط المغاربة والجاليات غير الغربية بشكل عام مقارنة بالهولنديين الأصليين. ويعتبر مستوى التحصيل الدراسي منخفضا وسط المغاربة والأتراك، أما الجيل الثاني في عمر 25 و34 سنة، فيكون تحصيله الدراسي أعلى مقارنة مع نفس الفئة العمرية من الجيل الأول.وتشكل تحويلات المغاربة من فرنسا وبلجيكا وهولندا 51 في المائة من المجموع، وتظل التحويلات مؤشرا على الارتباط الوثيق بين المهاجرين وبلدهم.