نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية تترأس تنصيب عامل إقليم الجديدة    بلاغ من الديوان الملكي: اجتماع لتدارس تحيين مبادرة الحكم الذاتي تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية    كرة أمم إفريقيا 2025.. لمسة مغربية خالصة    مصرع شخص جراء حادثة سير بين طنجة وتطوان    أمن طنجة يُحقق في قضية دفن رضيع قرب مجمع سكني    مونديال الناشئين.. المنتخب المغربي يضمن رسميا تأهله إلى دور 32 بعد هزيمة المكسيك وكوت ديفوار    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    "حماية المستهلك" تطالب بضمان حقوق المرضى وشفافية سوق الأدوية    أخنوش: الكلفة الأولية للبرنامج التنموي للأقاليم الجنوبية لا تقل عن 77 مليار درهم    المجلس الأعلى للسلطة القضائية اتخذ سنة 2024 إجراءات مؤسسية هامة لتعزيز قدرته على تتبع الأداء (تقرير)    تعديلاتٌ للأغلبية تستهدف رفع رسوم استيراد غسّالات الملابس وزجاج السيارات    قضاء فرنسا يأمر بالإفراج عن ساركوزي    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    تدهور خطير يهدد التعليم الجامعي بورزازات والجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    متجر "شي إن" بباريس يستقبل عددا قياسيا من الزبائن رغم فضيحة الدمى الجنسية    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    المغرب يتطلع إلى توقيع 645 اتفاقية وبروتوكولا ومعاهدة خلال سنة 2026.. نحو 42% منها اقتصادية    قتيل بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان    رئيس الوزراء الاسباني يعبر عن "دهشته" من مذكرات الملك خوان كارلوس وينصح بعدم قراءتها    برشلونة يهزم سيلتا فيغو برباعية ويقلص فارق النقاط مع الريال في الدوري الإسباني    اتهامات بالتزوير وخيانة الأمانة في مشروع طبي معروض لترخيص وزارة الصحة    مكتب التكوين المهني يرد بقوة على السكوري ويحمله مسؤولية تأخر المنح    إصابة حكيمي تتحول إلى مفاجأة اقتصادية لباريس سان جيرمان    الحكومة تعلن من الرشيدية عن إطلاق نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة    الإمارات ترجّح عدم المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بانخفاض    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    كيوسك الإثنين | المغرب يجذب 42.5 مليار درهم استثمارا أجنبيا مباشرا في 9 أشهر    توقيف مروج للمخدرات بتارودانت    البرلمان يستدعي رئيس الحكومة لمساءلته حول حصيلة التنمية في الصحراء المغربية    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    الركراكي يستدعي أيت بودلال لتعزيز صفوف الأسود استعدادا لوديتي الموزمبيق وأوغندا..    الدكيك: المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أدار أطوار المباراة أمام المنتخب السعودي على النحو المناسب    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    العيون.. سفراء أفارقة معتمدون بالمغرب يشيدون بالرؤية الملكية في مجال التكوين المهني    احتجاجات حركة "جيل زد " والدور السياسي لفئة الشباب بالمغرب    حسناء أبوزيد تكتب: قضية الصحراء وفكرة بناء بيئة الحل من الداخل    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تكريم الإسلام للمرأة‎
نشر في أزيلال أون لاين يوم 19 - 05 - 2013

كانت المرأة في ظل الحضارات السابقة لا تملك الحق في شيء , و ليس لها الحق في امتلاك شيء في الحضارة الفارسية , وينظر إليها باعتبارها التجسيد الكامل للشيطان و لا تملك روحا كما في اليونانية , و تباع و تشترى من طرف الرجل إذا كان في ضائقة ما ...
و في الجزيرة العربية,وصلت المرأة إلى حد عجيب في احتقار الرجال لها , و القرآن الكريم خير دليل على ذلك, يعكس وضعها في عدة آيات من القرآن , يقول الله تعالى قوله تعالى: (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم(58) يتوارى من القوم من سوء مابشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء مايحكمون(59) للذين لايؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم(60)سورة النحل,و هي نعمة من الله و رحمة و بشارة, إذ كانت التقاليد الاجتماعية و المنظومة الفكرية المتداولة و السائدة في العصر الجاهلي ,و قبل الإسلام ,عند ولادة البنت يتهاون عليها ويدفنها حية ' باعتبارها رمزا للعار و الفضيحة و الإهانة , يقول عز وجل .ويقول كذلك و إذا الموءودة سئلت , بأي ذنب قتلت)سورة التكوير,و أول من قام بهذا الفعل قبيلة بني تميم في حربهم مع كسرى ثم قبيلة كندر .... وإن شاركت في الحياة الاجتماعية و الثقافية و التجارية كأمنا خديجة رضي الله عنها , و الخنساء المخضرمة ....
فكل هذه الحضارات ليس للمرأة دورمافيها ,كانت قيمتها محتقرة و منحطة و لا كرامة لها ,و جاء الإسلام فأعاد لها حقيقة كرامتها و وضعها (ولقد كرمنا بني ادم), و أصبحت عنصرا ضروريا في المجتمع و هي شقيقة للرجل ,يقول عز وجل( إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر و أنثى بعضكم من بعض )آل عمران 195, و لها دور عائلي و فعال في تربية الأجيال و بناء المجتمع و تنميته ؛يقول تعالى (المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر)سورة التوبة 71 فهي عالمة , خطيبة , بانية للمساجد و المدارس ...و قد أعطاها الله تعالى عظمة و مراتب في كل الأبعاد:عابدات, صالحات, قانتات, مؤلفات , مجاهدات , تقيات , سياسيات....
و لقد جاء الإسلام و رفع مكانة المرأة و شأنها، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه؛ فهي في الإسلام شقيقة الرجل، و قد كرمها :
+وهي طفلة : لها حق الرضاع، والرعاية، وإحسان التربية، وهي في ذلك الوقت قرة العين، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها.يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"من كان له أنثى و لم يهنها و لم يِؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة",وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة، التي يغار عليها وليها، ويحوطها برعايته، فلا يرضى أن تمتد إليها أيد بسوء، ولا ألسنة بأذى، ولا أعين بخيانة...وقال صلى الله عليه و سلم : "من عال جاريتين حتى تبلغا , جاء يوم القيامة أنا و هو كهاتين "ويشير إلى السبابة و الوسطى .
+ وهي زوجة :كان ذلك بكلمة الله، وميثاقه الغليظ؛ فتكون في بيت الزوج بأعز جوار، وأمنع ذمار، وواجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكف الأذى عنها.يقول صلى الله عليه و سلم :"خيركم خيركم لأخله , و أنا خير لأهلي "و يقول أيضا : "من مد يده إلى زوجته ليلطمها فكأنما مد يده إلى النار "
+وهي أم :كان برُّها مقروناً بحق الله-تعالى-وعقوقها والإساءة إليها مقروناً بالشرك بالله، والفساد في الأرض,قال الله تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا...) سورة الإسراء23,جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له : إني رجل نشيط و أرغب في الجهاد و قال :" جاهد فإنك تقبل عند الله حيا و أن ترجع كيوم ولدتك أمك ,و قال الرجل : ولكن لي والدي يكرهان خروجي , فقال صلى الله عليه وسلم : "فبرهما إن أنسك لهما خير من الجهاد "كما أوصى كذلك بالأم ثلاثة مرات ببرها قبل الأب , "فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال له : من أحق الناس بحسن صحبتي يا رسول الله ؟قال:أمك ...ثم أمك....ثم أمك...ثم أبوك."
+وهي أخت: فهي التي أُمر المسلم بصلتها، وإكرامها، والغيرة عليها, وإعطائها حقوقها, و الدفاع عنها ...
+وهي خالة:كانت بمنزلة الأم في البر والصلة," الخالة بمنزلة الأم "
+وهي جدة، أو كبيرة في السن: زادت قيمتها لدى أولادها، وأحفادها، وجميع أقاربها؛ فلا يكاد يرد لها طلب، ولا يُسَفَّه لها رأي.(و إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )سورة الإسراء , جاء صعصع جد الفرزدق إلى رسول الله و قال : أوصيني يا رسول الله ,فقال : "أوشيك بأمك وأبيك و أختك و أخيك أدانيك أدانيك "
+وهي بعيدة عن الإنسان, لا تربطه بها أية قرابة : لا يدنيها قرابة أو جوار كان له حق الإسلام العام من كف الأذى، وغض البصر ونحو ذلك, يقول :" الساعي على الأرملة و المسكين كالمجاهد في سبيل الله "رواه البخاري و مسلم
كما كرمها ديننا الحنيف في مجموعة من الأمور الحياتية, ورد لها اعتبارها و حقوقها و قيمتها...و قد كرمها في :
1_أمرها بالحجاب و الستر و عدم التبرج و عدم الاختلاط بالرجال الأجانب, وذلك لصيانتها و حفظ كرامتها و حمايتها من الألسن البذيئة و الأعين الغادرة الخائنة, يقول عز وجل: . قال تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور/31
وقال تعالى : ( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور/60 .
2_أمر الزوج بالإنفاق عليها و إحسان معاشرتها (و عاشروهن بالمعروف )و عدم الإساءة لها
3_أباح لها و للزوج أن يفترقا إذا لم يكن بينهما وفاق و تآلف و إذا كان الزوج ظالما أو العكس..., وبعد إخفاق جميع محاولات الإصلاح بينهما, عيشهما في جحيم غير مستساغ وغير مطاق... {لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُحْسِنِينَ }البقرة236
4_نهى الزوج عن ضربها بلا سبب و لا حق و أن تشكو حالها إلى وليها و إلى الحاكم لأن لها كرامة , يقول عز وجل( و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير من خلقنا تفضيلا ) السراء,و قال صلى الله عليه وسلم " " لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يضاجعها "رواه البخاري و مسلم .فلا يضرب الزوج زوجته إلا كما أذن الإسلام بذلك . يقول تعالى (و اللائي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن )النساء 34~, ويقول كذلك L"... فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح "و لم يأذن بالضرب المبرح و إنما للتأديب و الحاجة , و بشروط ؛كأن تصر على العصيان , و أن يتناسب العقاب مع نوع التقصير , و أن يكون خفيفا كالسواك مثلا , ليس مثل يمارس عليها حاليا من العنف بكل أنواعه الجسدي و المادي و النفسي و الاجتماعي...و تسبب لها إعاقة دائمة ...يقول جرير :
إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحن قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله أركانا
و قال آخر :
رأيت الرجال يضربون نساءهم فشلت يدي حين ضربتها
زينب شمس و النساء كواكب إذا طلعت لم تبد منهن كوكب
5_ لها حق التملك، والإجارة، والبيع، والشراء، وسائر العقود، ولها حق التعلم، والتعليم، بما لا يخالف دينها...
7_ جعل لها من الحقوق مثل ما للرجل ,فقرر لها من الحقوق ما يكفل راحتها، وينبه على رفعة منزلتها، ثم جعل للرجل حق رعايتها، وإقامة سياج بينها وبين ما يخدش كرامتها
ومن الشاهد على هذا قوله-تعالى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) البقرة: 228وقوله (الرجال قوامون على النساء) النساء 34..
فجعلت الآية للمرأة من الحقوق مثل ما للرجل؛ وإذا كان أمر الأسرة لا يستقيم إلا برئيس يدبره فأحقهم بالرئاسة هو الرجل الذي من شأنه الإنفاق عليها، والقدرة على دفاع الأذى عنها,وهذا ما استحق به الدرجة المشار إليها في قوله-تعالى-: وللرجال عليهن درجة وقوله: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) النساء: 34
بل إن الله-عز وجل-قد اختص الرجل بخصائص عديدة تؤهله للقيام بهذه المهمة الجليلة,ومنها:
_أن الرجل أصل المرأة، وجعلت المرأة فرعه، كما قال-تعالى-: (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا)
_أنها خلقت من ضلع أعوج، كما جاء في قوله-عليه الصلاة والسلام-: "استوصوا بالنساء؛ فإن المرأة خلقت من ضلَع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه؛ إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج؛ استوصوا بالنساء خيرا"رواه البخاري.
_أن المرأة ناقصة عقل ودين، كما قال-عليه الصلاة والسلام-: (ما رأيت ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم منكن)رواه البخاري.
_ما تعتريها من العوارض الطبيعية من حمل وولادة، وحيض ونفاس، فيشغلها عن مهمة القوامة الشاقة...
_أنها على النصف من الرجل في الشهادة-كما مر-وفي الدية، والميراث...
فالقوامة أمر يأمر به الشرع، وتقره الفطرة السوية، والعقول السليمة...حتى عند بعض الغربيين من الكتاب وغيرهم في شأن القوامة؛إذ يؤكدون إن الفطرة جعلت الرجل هو الأقوى والمسيطر بناءً على ما يتمتع به من أسباب القوة تجعله في المقام الأول بما خصه الله به من قوة في تحريك الحياة، واستخراج خيراتها، إنه مقام الذاتية عند الرجل التي تؤهله تلقائياً لمواجهة أعباء الحياة وإنمائها، واطراد ذلك في المجالات الحياتية...
و أكد العلم الحديث أن المرأة لا يمكن أن تقوم بالدور الذي يقوم به الرجل؛ فقد أثبت الطبيب (د.روجرز سبراي) الحائز على جائزة نوبل في الطب- في إحدى المجلات البريطانية وجود اختلافات بين مخ الرجل ومخ المرأة، الأمر الذي لا يمكن معه إحداث مساواة في المشاعر وردود الأفعال،والقيام بنفس الأدوار, كما رصد خلاله حركة المخ في الرجال والنساء عند كتابة موضوع معين أو حل مشكلة معينة، فوجد أن الرجال بصفة عامة يستعملون الجانب الأيسر من المخ، أما المرأة فتستعمل الجانبين معاً
وفي هذا دليل على أن نصْفَ مُخِّ الرجل يقوم بعمل لا يقدر عليه مُخُّ المرأة إلا بشطريه, وهذا يؤكد أن قدرات الرجل أكبر من قدرات المرأة في التفكير، وحل المشكلات...
8_و أن يعدد الرجل بشرط أن يعدل بينهن في النفقة و الكسوة و المبيت.. يقول الله عز وجل : ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا . وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ) النساء/2-3
_ جعل لها نصيبا من الميراث (للذكر مثل حظ الأنثيين )النساء 11.
9_ ذكر الله تعالى لقصص و أخبار لنساء مؤمنات في القرآن الكريم مثل مريم العذراء , وحنة زوجة عمران .و أم موسى , و آسية زوجة فرعون...
10_ إنزال الله تعالى سورة باسم النساء ...
و قد أساء البعض لفهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :"ما تركت بعدي فتنة اضر على الرجال من النساء "رواه البخاري , و أوهموا أن الفتنة تعني أن النساء شر و نقمة ومصيبة يبتلى بها الإنسان , كما يبتلى بالفقر و الجوع ....و تجاهلوا أن الإنسان يفتن بالمصائب ويبتلى النوائب ,(ونبلوكم بالشر و الخير فتنة )سورة الأنبياء35
و فتنة المرأة أنها تلهي الرجل عن واجبه تجاه ربه , و تشغله عن طاعة الله و عن مصيره ,يقول تعالى (يا أيها الذين امنوا لا تلهكم أموالكم و لا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون) الأنبياء 35 ويقول الله تعالى في التحذير من فتنة النساء (إن من أزواجكم و أولادكم عدوا لكم فاحذروهم )سورة التغابن 14و هو تحذير يدفع المسلم عن المزالق و الأخطار والزلات , حتى لا تزل قدمه و ويسقط في الهاوية و في الحضيض من حيث لا يشعر , وفي لا تحمد عقباه من حيث لا يدري....
فهذه مجالات تكريم الإسلام للمرأة المسلمة , وتعظيم منزلتها , وتقدير شرفها ...إلا أن هذا العصر ينظر إلى المرأة نظرة مادية ,هي بمثابة سلعة يتاجر بجسدها و جمالها ومحاسنها في الدعايات و الإعلانات ...ودمية يلهو بها كل من شاء, يقصر في حقوقها بسبب الجهل و البعد عن تطبيق تعاليم الدين الحنيف ...و يعتبر حجابها و عفتها تخلف و رجعية و تعقد...و إظهار مفاتنها و كشف صدورها و أفخاذها تطور وتقدم ...و تبرجها و سفورها رقي و أوج حضاري منقطعا النظير....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.