بعد التدخل المفاجئ لأخنوش: من يحمي حياة المواطنين وسط تغوّل الحسابات السياسية والمالية؟    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    الخنوس يقترب من فريق جديد    إجهاض محاولة للتهريب الدولي للمخدرات وتنظيم الهجرة غير المشروعة عبر المسالك البحرية بسيدي إفني    توقعات أحوال الطقس لليوم الجمعة    توقيف مختل متشرد أنهى حياة شرطي خلال عمله بإيموزار    زفاف مغربي بلمسة إماراتية يجمع اللاعب المصري محمد النني بزوجته الثانية المغربية    الصين: شينغ-تسانغ... ستة عقود من الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية    مدينة يابانية توصي بحصر استخدام الهواتف الذكية في ساعتين يومياً    تركيا تستعد لإطلاق شبكة الجيل الخامس ابتداء من سنة 2026    بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين.. العزيمة والإصرار مفتاحا التفوق على تنزانيا (طارق السكتيوي)    الاصابة تبعد الهولندي فريمبونغ عن ليفربول ثلاثة أسابيع    المغرب يتصدر مستوردي الغاز الإسباني    زلزال بقوة 7,5 درجات يضرب ممر دريك قبالة سواحل الشيلي    في أول إعلان رسمي.. الأمم المتحدة تعلن المجاعة في غزة    جاكوب زوما من قلب غانا.. دعم جديد لمغربية الصحراء يربك حسابات خصوم الوحدة الترابية    بين الديون والاختلالات.. طنجة بلا قيادة في لحظة حرجة    طنجة.. باشا ضحية اعتداء وسرقة من طرف قطاع طرق في محيط ساحة الأمم    إرجاء العمل بالمسطرة الموحدة لتأطير عمليات مراقبة مطابقة الدراجات بمحرك باستعمال جهاز قياس السرعة (بلاغ)    إعادة برمجة خلايا الدم إلى خلايا جذعية مستحثة متعددة القدرات يفتح آفاقا واسعة في مجال العلاج الشخصي والبحث العلمي (صابر بوطيب)    دراسة: عدم شرب كمية كافية من الماء يسبب استجابة أكبر للإجهاد    إسرائيل تتوعد بتدمير مدينة غزة    الهواء المسموم... نفايات إلكترونية تتحول إلى كارثة بيئية في الخليل            21 دولة تدين خطة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية وتعتبرها "غير مقبولة"    برقية تهنئة إلى جلالة الملك من العاهل الإسباني بمناسبة عيد الشباب    نادي سينما الريف يطلق العنان لإبداع الشباب السينمائي        المغرب ضد تنزانيا في ربع نهائي بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين... هل يتفوق أفضل هجوم على أقوى دفاع؟        أفلام مغربية تتألق في بانوراما تونس    تحليل بالبيانات يرصد حضور الشباب في 40 بالمائة من الخطابات الملكية    بنك المغرب يصدر قطعة نقدية تذكارية بمناسبة الذكرى ال62 لميلاد الملك محمد السادس    تصفيات كأس العالم 2026: المغرب يفتتح ملعبه الجديد بمواجهة النيجر المرتقبة    أزمة جديدة في استيراد العجول .. حجز شاحنتين بميناء طنجة المتوسط            وفاة القاضي الرحيم عن 88 عاما.. صوت العدالة الذي أنصف المهاجرين    المغرب يرسخ مكانته كأكبر مركز لصناعة السيارات في إفريقيا    الملك محمد السادس يصدر عفوا على 591 شخصا بمناسبة عيد الشباب    سفارة المملكة بإسبانيا ترفض منح سلطات كانتابريا بيانات قاصرين غير مصحوبين    انطلاق فعاليات مهرجان الرمى والطلبة والخيالة بمركز صخور الرحامنة مبادرات راائدة في التضامن الترابي (صور)    تفاصيل اجتماعات أمريكية–أممية لإعادة النظر في مستقبل بعثة "المينورسو"    ابتكار جهاز من الماس يرصد انتشار السرطان دون مواد مشعة    الداخلية تأمر بصرف التعويض عن الأخطار للممرضين وتقنيي الصحة بالجماعات الترابية    مندوبية التخطيط تسجل انخفاضا طفيفا للرقم الاستدلالي للأثمان عند الاستهلاك        سنة أولى بعد رحيل الدكتور عبد الفتاح فهدي        إطلاق فيديو كليب "رمشا الكحولي" بتوقيع المخرج علي رشاد    اختتام فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفن المعاصر بمدينة ميدلت    المركز الفرنسي للسينما يكرّم المخرجة المغربية جنيني ضمن سلسلة "الرائدات"    "بعيونهم.. نفهم الظلم"    بطاقة «نسك» لمطاردة الحجاج غير الشرعيين وتنظيم الزيارات .. طريق الله الإلكترونية    هنا جبل أحد.. لولا هؤلاء المدفونون هنا في مقبرة مغبرة، لما كان هذا الدين    الملك محمد السادس... حين تُختَتم الخُطب بآياتٍ تصفع الخونة وتُحيي الضمائر    المغاربة والمدينة المنورة في التاريخ وفي الحاضر… ولهم حيهم فيها كما في القدس ..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزارة الأوقاف والاعتكاف.
نشر في أزيلال أون لاين يوم 13 - 07 - 2015


مفارقة:
أن تنتهك الحرمات ويُجهر بالمنكرات باسم "الفن" حداثة وتسويق لصورة مغرب الثقافات للخارج.
أن يُجهر بإفطار رمضان وفي الساحات العامة، ووقت الذروة، وأن يخدش الحياء العام للمجتمع من خلال ملابس تعري أكثر ما تستر حرية فردية تنافح عنها المواثيق والقيم "الكونية"، ولها من يناصرها.
أن تُقصد المساجد بيوت الله قصد الاعتكاف في العشر الخواتم من شهر رمضان تسييس للدين وسعي لإثارة الفتن وتوفير ملاذات للتطرف.
لك الله يا إسلام في بلد مسلم يزهو برعاية الإسلام في إفريقيا ويوزع فيها المصاحف تزامنا مع مهرجان انتهك حرمة البيوت وأتى على ما بقي من حياء وحس حضاري!..
البينة على من ادعى:
ردا على شجب جماعة العدل والإحسان إقدام السلطات المغربية على منع إقامة الاعتكاف في المساجد، وبالنظر إلى حجم تفاعل الإعلام الوطني والعربي والدولي مع هذا القرار، صرح السيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أن الاعتكاف غير ممنوع منبها أن الاعتكاف لا يجب أن يكون لشيء آخر.
في مثل هذه النوازل لا يُكتفى برد محتشم فضفاض على هامش الأحداث، بل يُرد بالقرائن والحجج الدامغة والمعطيات الميدانية: عدد المساجد التي أقيم فيها الاعتكاف، عدد المعتكفين مصنفين عمريا وحيثيات اجتماعية، الإمكانيات البشرية والمادية المرصودة، الإجراءات والتدابير الوقائية المتخذة لتأمين إقامة الاعتكاف، البرنامج المسطر للاعتكاف والأطر المشرفة، ... أما الجواب المعلوم فلا يعدو تسجيلا للحضور لطي الملف.
وبعيدا عن المزايدات، ولو كانت الوزارة ومن خلالها النظام الذي يعتبر الدين أساس شرعيته حريصة على إيمان المغاربة وإشاعة معانيه لاتخذت التدابير المطلوبة، لا سيما وهي لا تعدم الإمكانيات البشرية والمادية، ذلك أن الوزارة تتوفر على جيش جرار من الأطر وفي مختلف المستويات، فسنويا تعلن الوزارة في تقرير منجزاتها عن تخريج آلاف المرشدات والمرشدين وتتعاقد مع آلاف القيمين على المساجد، وتتوفر على قاعدة كبيرة من الوعاظ والخطباء، ناهيك عن أطر المجالس العلمية والمندوبيات الجهوية والمصالح المركزية.
في كلمة واحدة، تعتبر وزارة الأوقاف دولة داخل الدولة، لا سيما إذا استحضرنا حجم مواردها المالية من خلال مداخيل الأوقاف ومشاريع العقارات التي تدر على صندوق ماليتها ما لا يعلمه إلا الله تعالى. فلو صدقت وزارة السيد التوفيق العزم لوفرت الشروط المثالية لإقامة سُنة الاعتكاف وجهزت المساجد بالمرافق الضرورية ووفرت الوسائل المطلوبة المادية منها كالأفرشة والأغطية وسائر الخِدمات الغذائية والصحية وهيأت التدابير لانتقاء الراغبين في الاعتكاف بعيدا عن أي توظيف أو نية للإقصاء، فالأعمال بالنيات، دون أن ننسى الطواقم المشرفة على تنزيل برنامج محوره كتاب الله تعالى قراءة وحفظا وتدبرا.
السؤال: ألا يعرف القائمون عن الشأن الديني قيمة وفائدة إقامة الاعتكاف وغيره من ثوابت الدين؟ أليس إخلاء الساحة واستقالة الوزارة الوصية من مسؤولياتها في التنشئة الإيمانية وإقصاء مختلف الفاعلين المجتمعيين من الحركات الإسلامية الوسطية والمعتدلة تمكين للفكر المتشدد القائم على قاعدة: يجوز، لا يجوز؟ أليس المغرب اليوم، وأكثر من أي وقت مضى في مرمى المخططات الإرهابية؟ وإذا كانت التدابير الأمنية مطلوبة، فأين المقاربة الوقائية للحيلولة دون سريان الفكر المتطرف في المجتمع؟ لماذا لا تسارع الوزارة لإقامة الاعتكاف وتقطع الطريق عن المتنطعين الساعين لتوظيف الاعتكاف لمآرب أخَرَ، حسب تلميح السيد الوزير؟ لماذا لا تسهر الوزارة على إحياء سنة نبوية يصب خراجها في الرصيد السياسي للنظام كما تسارع للدعوة لصلاة الاستسقاء وهي تسابق معلومات بإمكانية سقوط غيث بعد يأس وقنوط؟
إقامة الاعتكاف هو عنوان إرادة حقيقية لإحياء المعاني الإيمانية في القلوب وتوفير شروط إقبال العباد على المولى الكريم، ليس في رمضان فقط، بل في سائر شهور العام أداءً لواجب وتبرئة للذمة أمام الملك الديان، يوم يُسأل كل راع عما استُرعي من الأمانات والمسؤوليات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.