ظروف صعبة و قاسية حكمت على فئات عريضة من نساء في المجال القروي بإقليم أزيلال, وخاصة النساء العاملات في الموقف...بأن يعشن حياة شاقة مضنية مليئة بالاستغلال و النسيان و انتهاك كل حقوقهن, بدون حماية تذكر تدفع عنهن ويلات الأيام السوداء, و بدون حقوقهن تضمن لهن العيش الكريم.... ظروف قاهرة جعلت منهن نينجات بطرابيش واقية للشمس لجنود مجندة تحت أشعتها طوال اليوم في الحقول, منحنية الدهر,و بمعول في يديها طوال السنة و طيلة المواسم دون غياب إلا أيامك هطول المطر...من أجل تأمين لقمة العيش و إعالة أسرهن أو علاج مرضاهن منذ بزوغ الفجر يتجهن نحو العمل من أجل دخل مادي لا يرقئ إلى طموحهن (60درهم),مقابل استغلال مفرط من أرباب العمل, واحتيال و استغلال جنسي و تحرس و عنف لفظي و جسدي... فئات سحيقة تعد الوريد الرئيس لدورة الإنتاج ,يعتمد أصحاب الشركات و الحقول فيها على سواعدهن القوية وأيديهن الرقيقة وصغر سنهن و أمنتيهن و صغرهن لتحقيق أرباح هائلة و طائلة على حسابهن دون تمتعهن بأدنى الحقوق.... هي فئات لا تدري شيئا عن اليوم العالمي للمرأة أو يوم أخر ينفعهن في أيامهن المريرة التي تأخذ من أنوثتهن و جمالهن و شبابهن و حياتهن...لم يجدن حلا أخر وسط براثن الإقصاء و التهميش و المعاناة غير ارتداء النينجا حسب المصطلح المتداول و تشمير سواعدهن لدفن قواهن وآمالهن و أحلامهن بين خطوط الشمندر و تحت لأشجار الزيتون و الفواكه.... مستيقظات أبكر من الصباح الباكر ينصرفن من منازلهن مشاءات في الظلم بلا أمن و لا أمان, وتعرضهن لتهديدات و اعتداءات من طرف قطاع الطرق بالأسلحة البيضاء و التحرش...حتى يصلن الموقف...بهدف حصولهن على عمل من طرف زميلة أو زميل بالهاتف أو بالهمس...لتظل يوما محرقا تعيش فيه معاناة أقسى من كل الآلام.. .إذ أن لقمة عيشهن مختلطة بالعنف والذل اللذين لم يخلقن لهما...بلا كرامة ولا حقوقهن لهن أو حماية من أي حوادث محتملة, وذلك كل يوم دون اكتراث من أحد أو من جهة معنية.... إنها أٌقدار حكمت عليهن أن ينجبهن الإقليم الذي يعرف بالاسم فقط , وخارج المغرب في عصر العولمة و التكنولوجيا من حيث المعاناة ة و الإقصاء والتهميش والآلام...هي أقدار جعلتهن منسيات تحت غياهب القهر و الاستغلال و التحرش و العمل بأثمان زهيدة بلا تأمين ووثائق عمل.... أغلب هذه الفئة من النساء لا يعرفن أن 8مارس هو يوم الاعتراف بدورهن و نضالهن, والإعلان من شأنهن...و الافتخار بشرفهن و كرامتهن وتمسكهن بالحياة والعزة...يعرفن فقط تأمين لقمة العيس لهن و لأبنائهن و أبائهن...و يوم بلا عمل هو يوم بلا أكل و لا لقمة يسدن بها رمقهن... إنها فئات عريضة يجب على المجتمع المدني و كل المؤسسات و الجهات المعنية الوقوف لها وقفة إجلال و تقدير أكثر من ألف اعتذار...وألف تأسف, والتفكير في حلول ناجعة لإعطائها مستحقاتها من الحقوق في العمل...فهل من التفاتة لهذه الشريحة المنتهكة حقوقها؟ وهل من مبادرة من طرف الجهات المعنية ؟....