رغم أن الغابات تعتبر أحد المظاهر الطبيعية المهمة ، إذ تقدر مساحتها بحوالي 7700 هكتار (أي حوالي 41% من المساحة الإجمالية لجماعة ايت ماجضن). كما لا يخفى دورها الكبير في تنقية الجو من الغبار العالق به و إنتاج الأكسجين ، بالإضافة إلى كونها موطنا لكثير من الحيوانات من مختلف الأنواع ، لذلك تعد الغابات جزء لا يتجزأ من الطبيعة حيث لا يمكن الاستغناء عنها بأي شكل من الأشكال .إلا أنها تعاني سنويا من تدهور كبير بسبب الاعتداء على الملك الغابوي، من هنا تظافرت جهود بعض جمعيات المجتمع المدني بايت ماجضن و خصوصا التي تهتم بالطبيعة والبيئة للقيام بلقاءات تحسيسية و مبادرات للحفاظ على الطبيعة و الموروث الغابوي بالمنطقة. و قد رصدت هذه الجمعيات خلال الجولات الميدانية إلى اكتشاف نقطة سوداء على صعيد الجماعة و بالضبط بدوار ايت بادو، حيث لوحظ دخان كثيف جدا صاعد من وسط الغابة قرب القنطرة المؤدية إلى واويزغت، و عند زيارة ميدانية لعين المكان تم اكتشاف مكان سري لصناعة الفحم الخشبي او ما يسمى بالدارجة بالفاخر. و المسؤولون عن هذا المصنع هم عدة أشخاص ينحدرون من نواحي دمنات يدعون أن الأراضي التي يستغلونها لصناعة الفحم الخشبي هي ملك تابع لوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية و أنهم اكتروه بموجب رخصة مدتها 99 سنة. لكن الحقيقة أن هؤلاء الأشخاص لا يتوفرون على أية رخصة من المندوبية السامية للمياه و الغابات من أجل تصنيع الفحم الخشبي، وإنما هو اعتداء على الملك الغابوي و جريمة خطيرة في حق الطبيعة. كما أن الساكنة تؤكد أن عدة شاحنات تأتي إلى المكان المذكور لتحميل الأطنان الهائلة من الفحم الخشبي لتسويقه في مدن الدارالبيضاء و غيرها، و تتساءل الجمعيات المذكورة أعلاه ما علاقة تصنيع الفحم الخشبي برخصة استغلال أراضي تابعة لوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية ؟ ثم إن تلك الأراضي محدودة جدا في حين أن المساحة التي استغلها هؤلاء هي شاسعة و كبيرة جدا و توجد داخل المجال الغابوي. و قد قامت عناصر من جمعيات المجتمع المدني من التقاط صور من عين المكان توثق لحجم و خطورة ما قام به هؤلاء الأشخاص من اجتثاث للأشجار و التعدي على الغطاء النباتي المتنوع بتلك المنطقة. و الصور أسفله تغنينا عن التعليق. و من هذا المنبر توجه جمعيات المجتمع المدني بايت ماجضن و خصوصا المتعلقة بالحفاظ على البيئة و الطبيعة نداء إلى جميع المسؤولين بما فيهم إدارة المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر باقليم ازيلال، إلى التحرك الفوري و زيارة دوار ايت بادو للوقوف على حجم الكارثة في حق الملك الغابوي و حماية و تأمين الغابة من خلال تعزيز و تشديد المراقبة الميدانية على المجال الغابوي و مواجهة الجنح و تفعيل المقاربة الأمنية الزجرية ضد العصابات و الأفراد الذين ينشطون في مجال قطع و تخزين و تهريب المواد الغابوية ذات مصدر قانوني. كما تدعو إلى تفعيل الدورية المشتركة بين وزارة العدل و وزارة الداخلية و المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر لمحاربة ظاهرة الاعتداء على الثروات الغابوية بجماعة ايت ماجضن. و قد لوحت جمعيات المجتمع المدني الى التصعيد في حالة استمرار أصحاب المصنع السري للفحم الخشبي و الذي يشكل مصدرا خطيرا لتلوث البيئة نتيجة الدخان الصاعد و الدمار الهائل في المجال الغابوي.