الخط : إستمع للمقال في سابقة خطيرة لا تخلو من الحماقة والوقاحة والجنون أيضا، خرج عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الأسبق المخلوع والغير أمين على ما تبقى من وكر حزب العدالة والتنمية، ليقترف واحدة من أبشع الإساءات التي يمكن أن تصدر عن رجل فقد بوصلته وانتهت صلاحيته السياسية. فلأنه لم يعد يسمعه أحد وأصبح منبوذا ك "الكلب الأجرب"، اختار أن يصرخ في وجه جيشنا الباسل، حارس الوطن وأحد رموز السيادة الوطنية، في تطاول صريح على اختصاصات القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، جلالة الملك محمد السادس حفظه الله. عبد الإله بنكيران ليس مجرد سياسي فاشل... هو مرتزق مأجور، مرتد عن قيم الوطنية، متطاول على حرمة الجيش، ومارق عن الإجماع الوطني. خرج من جحره السياسي المتعفن ليرتكب جريمة نكراء في حق المؤسسة العسكرية وقائدها الأعلى جلالة الملك محمد السادس. أي جرأة هذه؟ وأي زندقة هذه؟ هل أصبح من حق أمثال بنكيران أن يصدروا "فتاوى" في الشأن العسكري؟! من نصب هذا الدجال المتلبس برداء السياسة خطيبا على القوات المسلحة، يفتي بما "يجوز شرعا" وما "لا يجوز ديمقراطيا"؟ من سمح له أن يخوض في قرارات سيادية لا يعلم عنها شيئا سوى ما يصله من كهوف الشعبوية النتنة؟ بنكيران لم يسئ فقط للجيش المغربي... بل أساء إلى الملك.. ودعونا نقولها بصراحة أكثر: لقد تآمر على الملك علنا وبكل وقاحة. القوات المسلحة الملكية مؤسسة تحت القيادة المباشرة لجلالة الملك، وكل مشاركة لها في مناورات أو تحالفات أو تدريبات، تتم بأوامر سامية، في انسجام تام مع التوجهات الإستراتيجية للمملكة. وبالتالي، فإن طعن بنكيران في مشاركة هذه القوات أو تنظيمها لمناورة، بغض النظر عمن شارك فيها، هو طعن في القرار الملكي نفسه، واعتداء معنوي مباشر على رمز السيادة ووحدة الوطن. نقولها له دون لف ولا دوران: أنت مارق، حتى لا نقول خارج عن ولي الأمر ! لست في مستوى مسؤول يحق له التعليق على قرار ملكي إستراتيجي، فما بالك بالفتوى والتكفير والتخوين. إن كلامك عن الجيش هو قمة الوقاحة، ويعكس نزعة انقلابية دفينة لدى تيارك الإخواني، الذي لم يتخلّ يوما عن حلم التمكين والوصاية على الدولة. وها أنت اليوم تسعى عبر خطابك الغوغائي إلى زرع الشك في صفوف المواطنين، وضرب الثقة في جيشهم، وفتح أبواب الفتنة في لحظة تتطلب فيها البلاد تماسكا وطنيا وإجماعا حول اختياراتها الاستراتيجية، بما فيها شراكاتها الدفاعية، التي جعلت المغرب شريكا موثوقا ومحترما في محيطه الإقليمي والدولي. إن القوات المسلحة الملكية ليست موضوعا للمهاترات الشعبوية ولا الصراعات السياسية ولا الحملات الانتخابية السابقة لأوانها. وليست مجالا لتصفية حسابات الإسلاميين مع الدولة التي لفظتهم. هذه المؤسسة لم تخن يوما الوطن، ولم تتاجر بقضاياه، ولم تتخلَّ عن واجبها المقدس في الذود عن حوزة البلاد، من طنجة إلى الكويرة. جيشنا الشريف أسمى من أن تلوثه ألسنة قذرة ملوثة بالغل والافتراء. الجيش المغربي أشرف منك، أطهر من لسانك، وأقوى من أن تهزه نباحاتك. هو درع الوطن، ورمز وحدته، ومؤسسة ملكية بامتياز. والجنود الذين حاولت النيل منهم هم رجال يضعون أرواحهم على الأكفّ دفاعا عن راية لا يستحق أمثالك أن يلامسوها وعن أرض مباركة لا يستحق أمثالها أن تأويهم. أن تتطاول على هذه المؤسسة، فأنت تطعن في شرف الوطن... في شرف القائد الأعلى... في شرف كل أم مغربية زفّت ابنها إلى الصحراء، لا إلى حفلات التقاعد والبكائيات السياسية التي تتقنها. بنكيران اليوم يرقص رقصة الديك المذبوح. يعلم أنه انتهى، فاختار أن يصرخ في اتجاه الجيش، لعله يعود إلى واجهة إعلامية خسرها منذ خروجه المذل من رئاسة الحكومة. لكننا نذكره: "الجيش ليس خصما سياسيا، بل هو خط أحمر، ومن يعبث به يعبث بوحدة الوطن". ما قاله بنكيران ليس رأيا، بل طعنة. ليس تحليلا سياسيا، بل "خيانة". وهو إن دلّ على شيء، فإنما يدل على وجهه الحقيقي: مارق مأزوم، شعبوي موتور، خان الدولة حين خذلته صناديق الاقتراع، ويسعى اليوم لتأليب الرأي العام عبر خطاب "ديني" مريض، مكشوف الأهداف. جلالة الملك، القائد الأعلى للقوات المسلحة، خط أحمر. الجيش المغربي خط أحمر. والوطن خط أحمر. فاحذر يا بنكيران... فقد تجاوزت كل الخطوط. الوسوم المغرب بنكيران بوغطاط المغربي