الخط : إستمع للمقال عرفت عدة مدن مغربية أعمال عنف وتخريب عنيفة، كان أبطالها قاصرين جانحين، أضرموا النيران في ممتلكات خاصة وعامة، وأحدثوا دمارا كبيرا بمختلف النقاط، سواء في تارودانت أو إنزكان أو مراكش أو طنجة أو بوفكران أو بني ملال (..) وهو الأمر الذي تصدت له القوات العمومية لمنع توسع رقعة الشغب وحماية الأمن العام. ووفقا لوزارة الداخلية، فقد باشرت السلطات المغربية، مجموعة من العمليات والتدخلات النظامية الرامية إلى حفظ الأمن والنظام العامين، حيث حرصت فيها على تدبير حركية هذه الأشكال الاحتجاجية بشكل يضمن حماية الأمن والنظام العامين من جهة، والوقاية دون تسجيل أي تهديد لأمن المواطنين وسلامتهم من جهة ثانية، بالإضافة إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لصون الحقوق والحريات الفردية والجماعية. الوزارة أكدت في تصريح رسمي لها أن هذه الأشكال الاحتجاجية عرفت تصعيدا خطيرا مس بالأمن والنظام العامين، وذلك بعدما تحولت إلى تجمهرات عنيفة استعمل فيها مجموعة من الأشخاص أسلحة بيضاء وزجاجات حارقة والرشق بالحجارة. وفي هذا السياق، صرّح الباحث الاجتماعي خالد مونة لموقع "برلمان.كوم" قائلا: "إنّ مشاركة القاصرين في هذه الأحداث ليست بالمعطى الجديد، إذ يعيش هؤلاء تحت وطأة الفقر الذي يدفعهم إلى التفكير في الهجرة. وقد سبق التطرق إلى ظاهرة هجرة القاصرين نحو مدينة سبتةالمحتلة باعتبارها مؤشرا على أزمة ثقة عميقة بين الدولة وهذه الفئات الاجتماعية". وأضاف ذات المتحدث، أنه "في حال انسداد آفاق الهجرة، فإنّ هذه الفئات تعبّر عن انسداد الأفق ذاته عبر أشكال عنف متصاعدة، وهو ما يعبّر عن فشل المؤسسات في توفير بدائل حقيقية وفرص أمل جديدة. وتبقى المدرسة، في هذا السياق، أولى المؤسسات المعنية بهذه الأزمة". وقال مونة "تقتضي قراءة مسار الاحتجاجات التوقف عند تعدد مراحلها. فقد تميزت المرحلة الأولى بطابعها السلمي، غير أنّ مسارها سرعان ما تغيّر بفعل التوقيفات التي جرت أمام عدسات الصحافيين، والذين كانوا بدورهم عرضة للمضايقات. وقد ساهمت هذه المشاهد، التي تناقلتها مختلف وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت على الصعيد العالمي، في تكوين صورة واضحة عن قصور مقاربة الدولة في تدبير الاحتجاج". وتابع الباحث في علم الاجتماع والأنتروبولوجيا أنه "مع انتقال الحركة الاحتجاجية إلى المدن الهامشية وضواحي المراكز الحضرية، دخلت الأحداث مرحلة مفصلية اتسمت بانخراط المراهقين بشكل واسع، حيث اتخذت أشكال التعبير عن الغضب طابعا عنيفا تمثل في تخريب مؤسسات عمومية ومحلات تجارية. ويكشف هذا التحول في أساليب الاحتجاج عن عمق الأزمة التي تعاني منها الفئات الهشّة، كما يبرز أثر فشل تدبير الشأن العام على واقعها الاجتماعي". الوسوم الشغب العنف المغرب جيل زد خالد مونة