يبدو أن نظام العسكر بالجزائر، بدأ يفقد صوابه ويخرج عن قواعد الدبلوماسية والعلاقات الدولية التي تنظم العلاقات بين بلدان العالم، فبعد النجاحات الدبلوماسية التي حققها المغرب، خصوصا في ملف الكركرات وسياسة "القنصليات"، لم يجد قادة النظام الجزائري من وسيلة للرد على المغرب سوى التطاول على ملك البلاد، وهو ماحول النظام العسكري إلى أضحوكة أمام الشعب الجزائري والعالم. تطاول النظام الجزائري على شخص الملك، عبر إعلامه الرسمي، وفق ما سجله جزائريون ومغاربة، تجاوز كل حدود اللباقة وكل الأعراف التي كان من المفروض استحضارها، حيث اختلط الأمر على حكام بلد المليون شهيد، خصوصا بعد نجاح المغرب في تحرير معبر الكركرات واعتراف الإدارة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما أغضب قادة النظام الجزائري وأدخلهم في حالة من الطيش والتيه لتصريف فشلهم في الملفات الاجتماعية والاقتصادية للشعب الجزائري الشقيق موجهين مدفعياتهم الإعلامية نحو الجار (المغرب). وفي هذا الصدد، قال محمد عزيز خمريش، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بسطات، في اتصال مع برلمان.كوم، إن الإعلام الجزائري الرسمي، منذ الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب "سياسة القنصليات" واعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه بمقتضى مرسوم تنفيذي والذي تم تسجيله في السجل الفيدرالي، أزعج نظام الحكم في الجزائر، مما جعله يناهض المغرب بشكل غير مهني ومقيت يفتقر للحس الدبلوماسي. وأشار خمريش، إلى أن هذا الموقف أمر طبيعي فبالرجوع إلى التأصيل التاريخي للقضية فالجزائر لا زالت تعيش على وهم الهيمنة كقوة إقليمية في شمال إفريقيا، والتدخل في شؤون الغير منها "الإطاحة بنظام ولد داده بموريتانيا، وغزو تونس في منطقة غفسة، وعقدة حرب الرمال التي لازالت قائمة، بالإضافة إلى وهم الجيش الجزائري لا يقهر، مشددا على أن الجيش الجزائري لم يكسب أية حرب بداية من حرب الرمال، امغالة1، امغالة2، أمغالة3". وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن الخطير في الأمر بخصوص الارتباك الذي وصل إليه النظام الجزائري، والذي يعد بدعة في القانون الدولي والدستوري، وهو حينما يراسل البرلمان الجزائري رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، للتراجع عن القرار السابق، مشيرا إلى أن هذا السلوك ينم عن الغباء السياسي والجهل القانوني، لأن دور البرلمان مراقبة العمل الحكومي ومراقبة السياسة العمومية. وبخصوص مساس النظام الجزائري بشخص الملك، أكد خمريش أن المؤسسة الملكية تحظى بالتوقير والاحترام في المغرب، والجزائر يحكمها نظام يفتقر إلى الحكمة و لا يزال يعيش فترة الحرب الباردة وتقرير المصير، وهو مفهوم محنط تجاوزه الزمن، مضيفا أن الجزائر من يحكمها هو رئيس خارج من القبر بكفالة. وبخصوص توقعات مصير النظام الجزائري، أكد الأستاذ الجامعي أن النظام الجزائري وصل مرحلة الإحباط واليأس والارتباك، مشيرا إلى أنه يلجأ دائما إلى تصدير الأزمات الداخلية إلى الخارج عن طريق تصدير وهم افتراضي للشعب الجزائري. وأضاف خمريش أن "مؤسسة الرئيس لا قيمة لها ولا تسهم في صناعة القرار السياسي بالجزائر، وإنما المؤسسة العسكرية هي التي تتحكم في الرؤساء وتنهج معهم لعبة العرائس بحيث تحركهم بخيوط في الخفاء. ناهيك عن مشاكل بالجملة من قبيل تراجع نسبة الاقتراع الرئاسي والاستفتاء على الدستور ، الأزمة الاقتصادية، وارتفاع أسعار الموز، والحليب، وفراغ الخزائن نظرا لتراجع سعر البترول، وهذه الأزمة سيكون لها مابعدها وستعصف لا محالة بهذا النظام العسكري المستبد".