المغرب لازال لا يستغل الإمكانيات الكبيرة التي تتيحها اتفاقية التبادل الحر مع الولاياتالمتحدة تم مؤخرا بنيويورك استعراض فرص الاستثمار والشراكة القائمة بين المغرب والولاياتالمتحدة، وكذا موقع المغرب كمركز اقتصادي إقليمي، وذلك في إطار دورة 2011 لجمعية المهنيين المغاربة بأمريكا. وأبرز كريس ويلكن، المسؤول بوزارة التجارة بالولاياتالمتحدة, مؤهلات المغرب كوجهة إقليمية للمبادلات التجارية، مستحضرا نموذج ميناء طنجة المتوسط الذي يرتقب أن يقدم «كل مؤهلاته» بعد خروج الاتحاد الأوربي من أزمته الاقتصادية الراهنة وتحقيق الانتعاش. وأشار، في هذا السياق، إلى الصمود الملحوظ للاقتصاد المغربي في ظل الأزمة، مذكرا في هذا الصدد، بمعدل نموه من 4.6 في المائة سنة 2011 والتي تجعله في مركز قوة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما حدد القطاعات الواعدة من قبل الطاقات المتجددة والاتصالات والبناء والاشغال العمومية والسياحة. وشكل هذا اللقاء مناسبة لاستعراض مزايا اتفاقية التبادل الحر بين المغرب والولاياتالمتحدة التي، على الرغم من ذلك، لا يتم استغلالها «على الوجه الأمثل»، لاسيما في ما يتعلق بصادرات المغرب نحو الولاياتالمتحدة. ومن جهته، أثار جون أبينادير، عن المركز المغربي الأمريكي الانتباه إلى أن السوق المغربية تقدم، بالتأكيد، فرصا يتعين انتهازها، على اعتبار أنه أضحى «تنافسيا أكثر فأكثر»، داعيا المهنيين الشباب إلى الاستفادة أكثر من هذا الموقع الجيو-اقتصادي والاستراتيجي للمملكة والملاءمة الدائمة مع الدينامية التي انطلقت في العديد من المخططات القطاعية والإصلاحات والإنجازات التي تم تحقيقها خلال العقد الأخير. وأوضح كريم السجلماسي، رئيس جمعية المهنيين المغاربة بأمريكا، أن «هناك أسبابا مجتمعة، منها الذاتية والسياق الاقتصادي غير المشجع بالولاياتالمتحدة الذي ترتب عليه الانكماش الاقتصادي». وأضاف هذا المهندس المستقر بالولاياتالمتحدة منذ 11 سنة، أن الهدف من تنظيم اللقاء يتمثل في «خلق تناغم بين الشركاء والخبرات المتوفرة لديهم بالولاياتالمتحدة وأصحاب القرار بالمغرب، إضافة إلى تحديد مختلف فرص الشراكة والاستثمار المتاحة «ومن جهته شدد عصام صادق، الخبير المالي والعضو بالجمعية على أن مجموعة من المهنيين الشباب يفكرون في «تقديم ملف تعريفي خاص يمكن أن يحمل إضافة وإثراء للموارد البشرية للشركات المغربية الكبرى» لمواكبة هذه الحركية التجارية والاقتصادية بين البلدين. وقال ان المغرب «يقاوم الأزمة الاقتصادية العالمية اليوم بشكل أفضل، لأن توازناته كانت قد حفظت» داعيا المهنيين المتواجدين بالولاياتالمتحدة الى «الإستفادة من هذا المجال من الاستقرار الاقتصادي» سواء للإنطلاق في مشاريع او التأسيس لشراكات عبر الأطلسي. واعترف العديد من المتدخلين أن الاستقرار الاقتصادي مضافا الى الاستقرار السياسي يتيح للمغرب مواصلة صعوده الاقتصادي الإقليمي والدولي. ويتوجه المغرب، الذي تقويه هذه المكتسبات، نحو مناطق النمو المستقبلية، وبات يشكل نتيجة ذلك محورا أساسيا تطمح اليه الاقتصاديات الأوربية والأمريكية، ونحو افريقيا والبلدان العربية. وتطرقت غيثة الفيلالي من الوكالة المغربية لتنمية الإستثمار، في مداخلتها، إلى فرص الاستثمار بالمغرب وأعلنت عن قرب افتتاح مكتب للوكالة بنيويورك. وتناولت هذه التظاهرة، مواضيع «الاستثمار بالمغرب في سياق الوضع المالي الدولي» و»مراحل انتقال مهني ناجح» و»المقاولون المغاربة والأمريكيون: مسارات النجاح»، كما مثلت مناسبة لمقاولين مغاربة لتبادل خبراتهم بأمريكا الشمالية. وقد عقدت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ومجموعة «جاكوبز إندجينيرين» الرائدة بمجال الهندسة، لقاءات مع العديد من المهنيين في أفق «تعرف أفضل على الكفاءات والطاقات المغربية المقيمة بالولاياتالمتحدة». ويتعلق الأمر، بالنسبة للمكتب الشريف للفوسفاط، بعملية تواصل تستهدف الشباب المهنيين والكفاءات عالية التكوين والتجربة بهدف توظيفهم. وقال مسؤول بالمكتب «نحن هنا لنقدم لهم فرص تبوؤ مناصب بالمجموعة وللتعرف الى ما يقومون به وما يبحثون عنه»، وأضاف «إن ما يهمنا هو التنقيب عن الكفاءات المغربية». من جهة أخرى تجري تسع دول من أعضاء (ابيك) محادثات بشأن اتفاقية «الشراكة عبر المحيط الهادئ». وتشمل محادثات الاتفاقية حاليا تشيلي ونيوزيلندا وبروني وسنغافورة، وهي اقتصادات ضئيلة نسبيا. بالإضافة إلى ذلك تبحث دول أخرى فكرة الانضمام وهي الولاياتالمتحدة واستراليا وماليزيا وفيتنام وبيرو. وقالت اليابان، ثالث أكبر اقتصاد في العالم، إنها كذلك تريد الانضمام إلى المحادثات.