ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    بنكيران: النظام الملكي في المغرب هو الأفضل في العالم العربي    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    لماذا تصرّ قناة الجزيرة القطرية على الإساءة إلى المغرب رغم اعتراف العالم بوحدته الترابية؟    بطولة ألمانيا لكرة القدم.. فريق أونيون برلين يتعادل مع بايرن ميونيخ (2-2)    كوريا الشمالية تتوج ب"مونديال الناشئات"    البطولة: النادي المكناسي يرتقي إلى المركز الخامس بانتصاره على اتحاد يعقوب المنصور    مدرب مارسيليا: أكرد قد يغيب عن "الكان"    موقف حازم من برلمان باراغواي: الأمم المتحدة أنصفت المغرب ومبادرته للحكم الذاتي هي الحل الواقعي الوحيد    نبيل باها: "قادرون على تقديم أداء أفضل من المباراتين السابقتين"    عائلة سيون أسيدون تقرر جنازة عائلية وتدعو إلى احترام خصوصية التشييع    ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025).. البطلة المغربية سمية إيراوي تحرز الميدالية البرونزية في الجيدو وزن أقل من 52 كلغ    طنجة.. وفاة شاب صدمته سيارة على محج محمد السادس والسائق يلوذ بالفرار    "جيل زد" توجه نداء لجمع الأدلة حول "أحداث القليعة" لكشف الحقيقة    بحضور الوالي التازي والوزير زيدان.. حفل تسليم السلط بين المرزوقي والخلفاوي    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    خلاف بين وزارة الإدماج ومكتب التكوين المهني حول مسؤولية تأخر منح المتدربين    طنجة.. الدرك البيئي يحجز نحو طن من أحشاء الأبقار غير الصالحة للاستهلاك    الرباط وتل أبيب تبحثان استئناف الرحلات الجوية المباشرة بعد توقف دام عاماً    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    شبهة الابتزاز والرشوة توقف مفتش شرطة عن العمل بأولاد تايمة    لقاء تشاوري بعمالة المضيق-الفنيدق حول إعداد الجيل الجديد من برنامج التنمية الترابية المندمجة    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    الجيش المغربي يستفيد من التجارب الدولية في تكوين الجيل العسكري الجديد    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    بعد السرقة المثيرة.. متحف اللوفر يعلن تشديد الإجراءات الأمنية    تتويج مغربي في اختتام المسابقة الدولية للصيد السياحي والرياضي بالداخلة    دكاترة متضررون من تأخير نتائج مباراة توظيف أساتذة التعليم العالي يطالبون بالإفراج عن نتائج مباراة توظيف عمرت لأربع سنوات    تشريح أسيدون يرجح "فرضية السقوط"    تدشين المعهد المتخصص في فنون الصناعة التقليدية بالداخلة تعزيزاً للموارد البشرية وتنمية القطاع الحرفي    قطاع غزة يستقبل جثامين فلسطينيين    فضيحة كروية في تركيا.. إيقاف 17 حكما متهما بالمراهنة    السلطة تتهم المئات ب"جريمة الخيانة" في تنزانيا    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالهجرة: المبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس تشكل نموذجا للتنمية المشتركة والتضامن البين إفريقي    حمد الله يواصل برنامجا تأهيليا خاصا    العرائش.. البنية الفندقية تتعزز بإطلاق مشروع فندق فاخر "ريكسوس لكسوس" باستثمار ضخم يفوق 100 مليار سنتيم    "صوت الرمل" يكرس مغربية الصحراء ويخلد "خمسينية المسيرة الخضراء"    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    عيد الوحدة والمسيرة الخضراء… حين نادت الصحراء فلبّينا النداء    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    أشرف حكيمي.. بين عين الحسد وضريبة النجاح    انطلاق فعاليات معرض الشارقة للكتاب    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أزيد من 340 ألف زائر بالمعرض الدولي للنشر والكتاب
نشر في بيان اليوم يوم 24 - 02 - 2015

اختتام الدورة الواحدة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء
بلغ عدد زوار الدورة ال21 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، التي اختتمت في 22 فبراير الجاري، 340 ألف و356 شخصا مقابل 320 ألف زائر في الدورة المنصرمة، حسبما علم لدى المنظمين.
وأضاف المنظمون أن الدورة الحالية تميزت بمشاركة 750 عارضا يمثلون 44 بلدا، مشيرين إلى أن هذه الدورة اقترحت برمجة ثقافية غنية ومتنوعة توزعت على 133 نشاطا من ضمنها 45 نشاطا مخصصا للطفل، بمشاركة 284 متدخلا من بينهم محاضرون ومبدعون ومثقفون ومؤطرون.
وعلى غرار السنوات السابقة، تميزت هذه الدورة بتسليم جائزة المغرب للكتاب، ومنح جائزة الأركانة الدولية التي يمنحها "بيت الشعر في المغرب"، وكذا الإعلان عن اللائحة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) لأول مرة بالمغرب.
وعرفت الطبعة ال21 من المعرض الدولي للنشر والكتاب وضع آلية جديدة تهدف إلى تقديم دعم ودينامية لقطاع النشر والكتاب، على شكل طلبات عروض مشاريع تم منحها غلافا ماليا بقيمة 10 مليون درهم.
وحلت دولة فلسطين ضيف شرف على هذه الدورة من المهرجان من خلال تنظيم عدد من الأنشطة، خاصة منها مناظرات وندوات ولقاءات، بمشاركة أسماء بارزة في الثقافة الفلسطينية الحديثة رحلت بالجمهور إلى عوالم الأرض والذاكرة والإبداع الفلسطيني .
فقد شارك في فقرات هذه الدورة من المعرض وفد فلسطيني وازن يتقدمه نائب الوزير الأول وزير الثقافة الفلسطيني زياد أبو عمرو، كما عرضت عشر دور فلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة مطبوعاتها في المعرض.
وأسهم مثقفون فلسطينيون قدموا من الأراضي الفلسطينية ومن بلدان أخرى في تأطير ندوات ولقاءات وإحياء أمسيات شعرية تمحورت حول مختلف مظاهر الحياة والتراث والثقافة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحضرها جمهور غفير.
وتم أيضا بالمناسبة تنظيم حفلين فنيين في كل من الرباط والدار البيضاء أحيتهما فرقة سرية رام الله الأولى للرقص الفلسطينية التي تعود جذورها إلى سنة 1962، كما تم تقديم ثلاثة أفلام لمخرجين فلسطينيين شباب.
يشار إلى أن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، الذي رأى النور في 1987، يضم العديد من العارضين الذين يمثلون مختلف البلدان العربية والإفريقية والأوروبية والأسيوية والأمريكية.
في ما يلي لمحة عن الدورة الواحدة والعشرين للمعرض الدولي التي عدت فرصة يلتقي خلالها كتاب وناشرون ومهنيو الكتاب مع الجمهور، ويناقشون معه قضايا استراتيجية تتعلق بمستقبل النشر والكتاب.
برنامج الدورة الحادية والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب المقام في مدينة الدار البيضاء ما بين 12 و22 فبراير حفل بالعديد من اللحظات الثقافية المميزة التي جعلت من هذه التظاهرة مناسبة للقاء المباشر بين الجمهور والنقاد والكتاب، وبينهم وبين الناشرين والكتبيين.
لقاءات لتوقيع إصدارات جديدة، ندوات فكرية ونقدية، أروقة تتوزع معروضاتها من الكتب ما بين متخصصة وعامة تشمل مجالات الآداب والفنون والعلوم الإنسانية والعلوم البحتة... وجمهور قدم من مختلف المدن المغربية ليعيش متعة الألفة والحميمية مع عالم الكتاب، الذي وصف بكونه خير «جليس». ويلاحظ أن الكتب التي تشهد إقبالا مكثفا هي الكتاب التراثية والدينية بالخصوص، وقد غصت بها الأروقة المصرية الحاضرة بشكل لافت للانتباه، وكذلك عدد من الأروقة المغربية والمشرقية الأخرى.
أما دور النشر المغربية والمشرقية التي تشتغل على الكتاب الثقافي فهي حاضرة بإصداراتها الحديثة: توبقال، المركز الثقافي العربي، افريقيا الشرق، المدارس، الفينق، إيديسوف، المعارف، الآداب، الأمان، بالإضافة إلى دور نشر مشرقية أخرى انفتحت حديثا على الكتاب المغاربة، كدار الناية السورية ودار رؤية المصرية وغيرهما، وكذلك الهيئة العربية للمسرح التي كرست رواقها لأهم إصداراتها الجديدة، التي يتبوأ فيها النقاد والكتاب المسرحيون المغاربة مكانة مميزة.
ومثلما غاب الجديد في العديد من دور النشر العربية، غاب أيضا في مجموعة من مثيلاتها الغربية، فقد شعرت مجموعة ممن قدموا إلى المعرض من أجل اقتناء كتب فرانكفونية بالإحباط، نتيجة اقتصار جل الناشرين والمكتبيين الغربيين على اجترار عناوين غير جديدة.
من اللافت للانتباه في المعرض، أيضا، حضور أفواج عديدة من الأطفال، إما برفقة ذويهم أو ضمن زيارات منظمة من طرف عدة مؤسسات تعليمية عمومية وخصوصية. قد لا يكون الإقبال على اقتناء الإصدارات الموجهة إليهم إقبالا كبيرا، ولكنها فرصة للصغار لتجديد الصلة بعوالم الكتاب والاستئناس بها، أمام منافسة شرسة تطرحها وسائل الاتصال والترفيه الحديثة.
وبهذا الخصوص، يقول يوسف بورة، رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين: «من أجمل المشاهد التي يتيحها المعرض مشهد محافل الأطفال واليافعين من تلاميذ المدارس وهم يتجولون بين الأروقة بفرح وانبهار تحت أعين معلميهم ومرافقيهم، مشهد يبعث على التفاؤل بالمستقبل، وخصوصا مستقبل القراءة والمعرفة التي يعرف الجميع ما تعانيه في المغرب، وما تسببه من تأخر عن مواكبة العصر والنهوض بالإبداع والابتكار في شتى الميادين والمجالات. ذلك أن القراءة والمواظبة عليها إن لم تترسخ خلال طفولة الإنسان يكون من الصعب عليه ذلك خلال مرحلة الرشد. لكن مشهد الأطفال الجميل الذين يتمكنون من زيارة المعرض يخفي مشهدا حزينا لمئات الآلاف من أقرانهم لا تتاح لهم الفرصة نفسها؛ وأقصد هنا بالخصوص أطفال الأحياء الهامشية والمدن الصغرى والقرى، فهؤلاء لا يجدون إمكانية التنقل وولوج المعرض، فبالأحرى اقتناء كتب بالنظر لقلة ذات يد أولياء أمورهم. وهناك أيضا أطفال الملاجئ والخيريات الذين يعيشون شبه عزلة تحرمهم من التفتح على العالم وتنمية قدراتهم». ومن ثم، يوجه يوسف بورة نداء ملحا إلى مسؤولي التعليم والداخلية والمنتخبين والمجتمع المدني من أجل التفكير في مبادرات تشاركية لتنظيم زيارات جماعية يقوم بها أولئك الأطفال إلى المعرض الدولي للنشر والكتاب، قصد إعطائهم فرصة التقرب من عالم الكتاب والنشر ورؤية مثقفين وأدباء من داخل المغرب وخارجه.
اختار المنظمون دولة فلسطين ضيف شرف للدورة الحادية والعشرين من هذا المعرض، حيث حضرت الثقافة والفنون والرموز الإبداعية الفلسطينية، كما حرصت وزارة الثقافة المغربية على إصدار كتاب بالمناسبة يحمل عنوان «فلسطين ذاكرة مغربية»، يتضمن شهادات العديد من الكتاب المغاربة، من أجل توثيق جانب أساسي من انصهار الوجدانين المغربي والفلسطيني على امتداد مسار طويل من العلاقات والروابط الكبيرة والمتواصلة بين بلدينا الشقيقين، وثقافتينا الضاربتين بجذورهما التاريخية في الثقافة العربية الإسلامية، تكريسا وترسيخا لذلك التلاقح الخلاق الذي انخرطت فيه هجرة العديد من المغاربة إلى القدس الشريف، وإسهامهم في امتزاج الحضارتين المغربية والفلسطينية في فضاءات هذه المدينة المقدسة. وكذلك إقامة العديد من الأشقاء الفلسطينيين في وطنهم الثاني المغرب وتفاعلهم المشهود مع مكوناته الاجتماعية والثقافية»، مثلما جاء في التمهيد الذي استهل به محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة، مع الإشارة إلى أن هذا الإصدار يتضمن صورا ملتقطة بعدسة الفنان المغربي سلمان الزموري، اختير لها عنوان «القدس بالأبيض والأسود».
معرض الكتاب في الدار البيضاء كان كذلك فرصة للجمهور والمتتبعين من أجل الاطلاع على تجربة «المؤسسة الفلسطينية للتنمية الثقافية» في شخص مديرها العام نادر جلال، الذي ألقى محاضرة سلط فيها الضوء على الجهود التي تقوم بها تلك المؤسسة في مجال توثيق الموسيقى العربية في فلسطين قبل النكبة، مساهمة في الحفاظ عليها وضمان استمرارها مع الأجيال الجديدة من جهة، ومن جهة ثانية في دحض المزاعم الصهيونية، كون فلسطين أرضا بلا شعب. ومن ثم، جاءت فرقة «نوى» التابعة للمؤسسة الفلسطينية المذكورة كأحد البراهين الساطعة على أن فلسطين قبل النكبة كانت شعبا متطورا في كافة المناحي، ومن ضمنها الغناء والموسيقى الراقيان، وهو ما يؤكد أن الفلسطينيين شعب محب للحياة.
أوضح نادر جلال أن مؤسسته دشنت مشروع «هنا القدس» منذ خمسة أعوام لاستعادة الذاكرة الفنية الفلسطينية قبل 1984، مما أسهم في إطلاق طاقات الكثير من الموسيقيين الفلسطينيين والعرب، ومنهم الموسيقار روحي الخمّاش الذي تفخر المؤسسة بإطلاق أسطوانته الأولى. وأضاف جلال أنه تم جمع العديد من الإنتاجات الكلاسيكية من الشتات الفلسطيني بمختلف أماكنه إلى رام الله من خلال مشروع هو أقرب إلى لمّ الشمل، في الطريق لإنشاء أرشيف موسيقي فلسطيني. كما تطرق إلى الدور الذي لعبه البث الإذاعي الفلسطيني الذي بدأ عام 1936 (كثاني إذاعة عربية بعد إذاعة القاهرة) في التعريف بالعديد من التجارب الموسيقية والغنائية الفلسطينية والعربية على نطاق واسع.
تميز المعرض باحتضان حفلات لجوائز مغربية وعربية، ويتعلق الأمر بجائزة المغرب للكتاب وجائزة الأركانة العالمية للشعر والإعلان عن اللائحة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية.
فبخصوص جائزة الأركانة العالمية للشعر، التي يمنحها بيت الشعر في المغرب كل سنة، بشراكة مع مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير وبتعاون مع وزارة الثقافة، فقد كانت هذه السنة من نصيب الشاعر نونو جوديس الذي يعتبر أهم سفير للأدب البرتغالي في العالم في وقتنا الراهن، إذ تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات كالفرنسية والإسبانية والإنكليزية والألمانية والإيطالية والعربية. كما نالت أعماله العديد من الجوائز المهمة في الشعر والرواية.
نونو جوديس، كما وصفه بلاغ ل»بيت الشعر في المغرب»، شاعر متعدد الأساليب والثيمات من دون أن يتنازل عن الاشتغال على مستوى أشكال وتقنيات الكتابة الشعرية، بأنساقها الإيقاعية الممتدة من الأغنية أو السوناتة، في تعايش مع السيلفات والكتل الشعرية أو قصيدة النثر التي تصل معها شعرية نونو جوديس إلى مستويات من القلق الإبداعي بالغة العمق والشفافية والإدهاش. إن التبصر والعمق في تأمل الأشياء لدى الشاعر جعلاه يستقصي الجذور الخفية للقول الشعري في مسارات بحث لا ينقطع عن الجوهر اللغوي للإبداع الشعري. كما نلمس لديه اقتداراً قوياً على الحكي وتوظيف السرد الذي يساهم في رسم استراتيجيات وظيفية جديدة للنص الشعري، مستحضراً الأبعاد الأوتوبيوغرافية التي تقرب الشعري من المكاشفة المفتوحة على الذات والأحاسيس والتجارب، بما فيها الحميمي والمنفلت المستعصي على الوصف. كما تنفسح شعريته لاستكشاف الأعماق الأكثر عتمة في الوجود، اعتماداً على الرؤى والأحلام.
غير أن حضور «بيت الشعر في المغرب» في المعرض الدولي للنشر والكتاب في الدار البيضاء، لم يقتصر على ذلك الحدث على أهميته القصوى وإنما تعداه إلى تخصيص رواق ضم منشوراته الجديدة، وهي العدد الجديد من مجلة «البيت» الذي يحمل عنوانا رئيسا «الناقد والباحث محمد مفتاح: من الانفصال إلى الاتصال»، بجانب عرض كتاب «ناده بما يشتهي ناده كما يشتهي» لمحمد بودويك، ودواوين «السابحات في العطش» لعائشة البصري، «أقترب ولا أدنو» رشيد المومني، «طيور من حجر» لعبد القادر وساط، «لا لزوم لك» لسكينة حبيب الله، «سماء في بدايتها» لمحمد أبركان، «أمواج في اليابسة» لمصطفى ملح، «تماما كما يفعل الملاك» لكمال أخلاقي، «أسرى على القماش» لعزيز أزغاي، «الحدائق ليست دائما على صواب» لعبد الهادي السعيد، «يتجددون كأفعى» لأحمد العمراوي.
أما بخصوص جائزة المغرب للكتاب، فقد أشرف عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربي، على حفل تسليم الجوائز للفائزين بها برسم دورة 2015، حيث فاز بها في صنف السرد والحكايات الأديب محمد برادة عن روايته «بعيدا عن الضوضاء قريبا من السكات»، أما في صنف العلوم الاجتماعية فقد منحت الجائزة مناصفة لكل من الكاتب حسن طارق عن كتابه «الربيع العربي والدستورانية: قراءة في تجارب المغرب، تونس ومصر». والكاتب محمد حركات عن كتابه (باللغة الفرنسية) «مفارقات حكامة الدولة في البلدان العربية». وفي صنف العلوم الإنسانية كانت الجائزة من نصيب الباحث عبد الإله بلقزيز عن كتابه «نقد التراث»، وفي الدراسات الأدبية واللغوية والفنية حصل رشيد يحياوي على الجائزة عن كتاب «التبالغ والتبالغية، نحو نظرية تواصلية في التراث»، أما جائزة الترجمة فكانت من نصيب عبد النور الخراقي عن كتابه «روح الديمقراطية: الكفاح من أجل بناء مجتمعات حرة» للمؤلف لاري دايموند، في ما قررت لجنة التحكيم حجب جائزة الشعر لهذه الدورة.
ودائما، في إطار فعاليات الدورة الحادية والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، أعلن عن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية برسم العام 2015، وتضم ست روايات هي: «حياة معلقة» للفلسطيني عاطف أبوسيف، و»طابق 99» للبنانية جنى فواز الحسن، و»الماس والنساء» للسورية لينا هويان الحسن، و»شوق الدرويش» للسوداني حمور زيادة، و»الطلياني» للتونسي شكري المبخوت، و»ممر الصفصاف» للمغربي أحمد المديني.
واختيرت تلك القائمة من ضمن 16 رواية شكلت القائمة الطويلة التي تنتمي إلى 15 بلدا. وتقتصر المسابقة التي تنافست فيها هذا العام 180 رواية على الأعمال المنشورة خلال الاثني عشر شهرا السابقة للمسابقة. وسيُعلن عن العمل الفائز بالجائزة خلال ماي المقبل خلال معرض أبوظبي للكتاب.
وتضم لجنة التحكيم الجائزة التي يرأسها الأديب الفلسطيني مريد البرغوثي كلا من بروين حبيب (شاعرة وناقدة وخبيرة إعلامية بحرينية) وأيمن أحمد الدسوقي (أكاديمي مصري) ونجم عبد الله كاظم (ناقد وأكاديمي عراقي) وكاورو ياماموتو (أكاديمية ومترجمة وباحثة اليابانية).
وتم سؤال رئيس لجنة التحكيم عن المعايير المعتمدة في اختيار الأعمال الروائية، أجاب قائلا: في كل لجنة تحكيم توجد معايير خاصة بها ومتوافق عليها، وقد اجتهدنا نحن أيضا لنضع معايير واسعة حتى لا تكون حزاما ضاغطا، موضحا أن هذه الجائزة ليست جائزة تشجيعية، وإنما هي جائزة اعتراف بقيمة ومكانة الأعمال الروائية الجديرة بالإعجاب. وتابع قوله: لقد تعاملنا مع الرواية كفن للكتابة، فلم نكن منشغلين بالقضايا والهموم المثارة في مضامين النصوص، بقدر ما نركز أساسا على كيفية تحويل تلك القضايا والهموم إلى عمل روائي يبرز ذاته وطريقة بنائه. ومن ثم، ركزت اللجنة على المنجز الفني أساسا، من دون أن تستبعد الذائقة الشخصية.
وتحدث ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة عن أهمية هذه الجائزة، مشيرا إلى أنها تواصل مسيرتها بقائمة جديدة، لروايات تتنوع اهتماماتها وأساليبها وجمالياتها، بأقلام كتّاب وكاتبات من بلدان لغة الضاد، تلتقي وتتقاطع هواجسهم، لتصبح مادة روائية خصبة، وتشمل القائمة الطويلة أسماء جديدة وأخرى وصلت إلى القوائم الطويلة سابقا، وتحتفي الجائزة بهذه الأسماء جميعها لدورها في إثراء الأدب العربي.
من جهته، أثنى وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي على الجائزة العالمية للرواية العربية، وبدورها في تحفيز الإبداع الروائي العربي، قائلا إنها تشكل لحظة ثقافية قوية بإنصاتها للجديد والمتميز في التراكم الروائي العربي. كما توقف عند أهمية المغرب للإعلان عن اللائحة القصيرة للجائزة هذا العام، معتبرا ذلك تأكيدا على وحدة الخريطة العربية، مؤكدا أيضا أن اقتران هذه المناسبة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء يشكل قيمة مضافة لهذه التظاهرة الثقافية الدولية.
والجدير بالذكر أن الجائزة العالمية للرواية العربية، هي جائزة سنوية تدار بالشراكة مع جائزة «بوكر» البريطانية وبدعم من هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، ويحصل المرشحون الستة المؤهلون في اللائحة القصيرة على 10.000 دولار لكل واحد منهم، أما الفائز بالمرتبة الأولى فيفوز بخمسين ألف دولار إضافية، ويحصد الكتاب أيضا زيادة في مبيعات كتبهم وإمكانية الوصول إلى جمهور أوسع من القراء في العالمين العربي والعالمي، فضلا عن تأمين ترجمة الكتاب الفائز والعديد من أعمال الكتاب المرشحين في القائمة النهائية.
من جهة أخرى، احتضن أحد فضاءات معرض الكتاب بالدار البيضاء مؤتمرا صحافيا خصص للإعلان عن نتائج دعم المشاريع الثقافية والفنية في قطاع المسرح للدورة الأولى برسم سنة 2015. وتضم تلك المشاريع المجالات التالية: إنتاج وترويج الأعمال المسرحية، توطين الفرق بالفضاءات المسرحية، تنظيم أو المشاركة في المهرجانات والتظاهرات المسرحية، الإقامات الفنية وورشات الكتابة والتقنيات، ومسرح وفنون الشارع.
وبلغ مجموع المشاريع التي نالت الدعم 71 مشروعا، بتت فيها لجنة مكونة من: نعيمة المشرقي (رئيسة)، عبد المجيد فنيش، عزيز الفاضلي، رشيد منتصر، بوسرحان الزيتوني، فؤاد أزروال، بشرى أهريش، سعيد الناجي، محمد بنحساين، حفيظة خويي، حكيمة حاتم أعضاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.