القمة العربية ... السيد عزيز أخنوش يتباحث بالمنامة مع الرئيس العراقي    المالكي يستقبل أطفالا مقدسيين مؤكدا وقوف المغرب إلى جانب الفلسطينيين    رئيس سلوفاكيا في حالة حرجة بعد تعرضه لمحاولة اغتيال    كأس العرش | الجيش يبلغ نصف النهائي بفوز مثير على الدشيرة        توقيع برنامج تعاون بين المغرب والصين في مجال تحديث الإدارة القضائية ورقمنة منظومة العدالة    لجنة الأخلاقيات توقف رئيس "الماص" وتغرم "الماط" بسبب رسم كاريكاتوري    سفر أخنوش يؤجل اجتماع المجلس الحكومي    هزيمة ثقيلة للمنتخب المغربي أمام إنجلترا    موريتانيا تحقق في تحطم طائرة عسكرية ومقتل طاقمها    اختناق عشرات التلاميذ بالدار البيضاء    الشرطة السويسرية تفض اعتصاما طلابيا    مزور تستعرض جديد "جيتكس إفريقيا" بالمغرب.. الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي    انتخاب المحامية كريمة سلامة رئيسة للمرصد المغربي لمكافحة التشهير والابتزاز    من ضمنها المغرب.. واشنطن تحث دولا عربية على المشاركة في قوة متعددة الجنسيات في غزة    شاب يقدم على وضع حد لحياته داخل غابة بطنجة    الحسيمة: تعبئة 10 ملايين درهم لإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي المساحات الخضراء    مبابي يغيب عن مواجهة سان جرمان أمام نيس بداعي الإصابة    النصيري على رادار مدرب إشبيلية السابق    ما حاجة البشرية للقرآن في عصر التحولات؟    "الحج والعمرة السعودية" توفر 15 دليلًا توعويًا ب16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    وسط "تعنت" ميراوي .. شبح "سنة بيضاء" بكليات الطب يستنفر الفرق البرلمانية    "فيفا" ينظم أول نسخة لمونديال الأندية للسيدات    بعثة المنتخب الوطني المغربي النسوي لأقل من 17 سنة تتوجه إلى الجزائر    إضراب كتاب الضبط يؤخر محاكمة "مومو" استئنافيا    الدار البيضاء.. افتتاح الدورة الثالثة للمنتدى الدولي للصناعة السمكية بالمغرب    العودة إلى موضوع "شباب لا يشتغلون، ليسوا بالمدرسة، ولا يتابعون أي تكوين"!    توسيع 6 مطارات مغربية استعدادا للمونديال    تطوان تستضيف الدورة 25 للمهرجان الدولي للعود    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يتوقع نمو الاقتصاد المغربي ب3% خلال 2024    الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية الباراغواي بمناسبة العيد الوطني لبلاده    بما في ذلك الناظور والحسيمة.. 2060 رحلة أسبوعية منتظمة تربط المغرب ب135 مطارا دوليا    موسم الصيف.. الترخيص ل 52 شركة طيران ستؤمن 2060 رحلة أسبوعية منتظمة تربط المغرب ب 135 مطارا دوليا        مدينة محمد السادس طنجة تيك تستقطب شركتين صينيتين عملاقتين في صناعة مكونات السيارات    وفاة "سيدة فن الأقصوصة المعاصر" الكندية آليس مونرو    التويمي يخلف بودريقة بمرس السلطان    دراسة: صيف 2023 الأكثر سخونة منذ 2000 عام    "الصحة العالمية": أمراض القلب والأوعية الدموية تقتل 10 آلاف شخص يوميا في أوروبا    جمعية علمية تحذر من العواقب الصحية الوخيمة لقلة النوم    دراسة: الحر يؤدي إلى 150 ألف وفاة سنويا على مستوى العالم    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على أداء سلبي    الفيفا يحسم موقفه من قضية اعتداء الشحات على الشيبي    زنيبر: رئاسة المغرب لمجلس حقوق الإنسان ثمرة للمنجز الذي راكمته المملكة    الرئيس السابق للغابون يُضرب عن الطعام احتجاجا على "التعذيب"    قصيدة: تكوين الخباثة    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    معرض الكتاب يحتفي بالملحون في ليلة شعرية بعنوان "شعر الملحون في المغرب.. ثرات إنساني من إبداع مغربي" (صور)    وفاة عازف الساكسفون الأميركي ديفيد سانبورن عن 78 عاما    رجوى الساهلي توجه رسالة خاصة للطيفة رأفت    رسالتي الأخيرة    لقاء تأبيني بمعرض الكتاب يستحضر أثر "صديق الكل" الراحل بهاء الدين الطود    الأمثال العامية بتطوان... (598)    بعد القضاء.. نواب يحاصرون وزير الصحة بعد ضجة لقاح "أسترازينيكا"    السعودية: لاحج بلا تصريح وستطبق الأنظمة بحزم في حق المخالفين    دراسة: البكتيريا الموجودة في الهواء البحري تقوي المناعة وتعزز القدرة على مقاومة الأمراض    الأمثال العامية بتطوان... (597)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"كاب24 تيفي" في حوار مع الصحافية والكاتبة الإسبانية يولاندا ألفاريز
نشر في كاب 24 تيفي يوم 14 - 11 - 2020

"لقد أصبح البحر الأبيض المتوسط قبراً كبيراً به مئات وربما الآلاف من المنبوذين المجهولين"
حاورها: عبدالحي كريط
يولاندا ألفاريز من الصحافيات الإسبانيات المتميزات اللائي بصمن إسمهن في ذاكرة الإعلام والصحافة بشبه الجزيرة الأيبيرية،ولدت ألفاريز في برجاسوت( فالنسيا )عام 1974 درست الصحافة والإعلام وبدأت العمل مع التليفزيون الإسباني وبعد سنوات قليلة في العمل مع التلفزيون في قطاع التواصل ،التحقت عام 2007 بقناة TVE الإسبانية الدولية بمدريد وكانت بمثابة النافذة التي أطلت منها للولوج الى العالمية.
وكانت من الصحافيات اللواتي ركبن أمواج وأهوال مهنة المتاعب من خلال تغطيتها لعدد من الأحداث الدولية خاصة بالمنطقة العربية من خلال تغطيتها الإعلامية الحية لثورات الربيع العربي في كل من تونس واليمن وتغطيتها لأزمة اللاجئين في ليبيا خلال الحرب إضافة إلى عملها مراسلا في الشرف الأوسط لمدة أربع سنوات ،حيث كانت مراسلة حربية بقطاع غزة مابين 2012 و 2014 لتغطية العدوان الإسرائيلي على القطاع وكانت يولاندا بمثابة الصوت الإعلامي الغربي الذي نقل الحقيقة عما يجري من عدوان إسرائيلي دموي على الشعب الفلسطيني المحاصر بقطاع غزة .
حصلت يولاندا على عدة جوائز وذلك تقديرا لعملها الصحافي كجائزة حرية التعبير وجائزة حقوق الإنسان وجائزة توريا عن أفضل مساهمة إعلامية.
منذ عام 2015 ، تعمل مراسلة في برنامج En Portada ، حيث تواصل ممارسة الصحافة الإنسانية ببعدها الدولي خدمة للإنسان بدون أي صبغة مذهبية أو دينية أو أيديولوجية، فاز تقريرها بعنوان عبيد داعش ، عن الإبادة الجماعية للأيزيديين ، بأفضل تقرير صحافي بجائزة مهرجان هامبورغ عام 2017. وتقرير السجين 151/716 ، عن التعذيب في سجن أبو غريب ،بجائزة غولدن الذهبي في حفل جوائز كان عام 2019.
في صيف عام 2019 عاشت الصحافية يولاندا ألفاريز مع المصور الصحافي خواكين ريلانيو ، مايقرب من شهر مع المئات من المهاجرين واللاجئين الحالمين الى الوصول الى الضفة الشمالية وفي سرد أصعب مهمة لسفينة الإنقاذ Open Arms.
والتي ترجمتها الصحافية يولاندا من خلال كتابها الأخير Náufragos sin tierra, وذلك في سرد لهذه التجربة الدرامية التي عاشتها يولاندا بأهوالها وأخطارها وبأفراحها وأتراحها .
في هذا الحوار تقدم لنا الصحافية يولاندا ألفاريز لمحات عن تجربتها في سفينة الإنقاذ من خلال كتابها المنبوذون بلا أرض وعن واقع الصحافة العربية مابعد الربيع العربي كما ستحدثنا عن واقع المهاجرين واللاجئين في أوروبا في ظل تنامي خطاب اليمين المتطرف.
-عندما قرأت ملخصا من كتابك الجديد منبوذون بلا أرض لمست فيها بصمة صحفية ذات بعد إنساني وحضاري من خلال قضية اللاجئين والمهاجرين ،ماهو الدافع الاساسي والحقيقي الذي دفعك إلى كتابة هذه التجربة من خلال كتابكم الأخير؟
في صيف عام 2019 على متن سفينة الإنقاذ Open Arms عشت إحدى أهم التجارب الصحفية في حياتي والتي تعلمت منها الكثير ، في ذلك الوقت ، كان العالم بأسره قادرًا على معرفة ما كان يحدث في البحر الأبيض المتوسط وذلك بفضل حقيقية أن فريق التلفزيون الإسباني (TVE) كان على متن تلك السفينة الإنسانية ، يروي يومًا بعد يوم ما كان يحدث وينقل قصص الأشخاص الذين تم إنقاذهم. لكن دراما الهجرة هذه مستمرة فكل يوم لدينا أخبار عن قوارب مليئة بالناس والذين يحاولون الوصول إلى أوروبا والتي تبدو بعيدة بشكل متزايد، وكم عدد الأشخاص الذين غرقوا في وسط البحر دون أن نعلم بذلك، لقد أصبح البحر الأبيض المتوسط قبراً كبيراً ، به مئات ، وربما الآلاف من المنبوذين المجهولين. لهذا أردت أن أجمع قصص أولئك الذين نجوا من تلك المأساة ، مع سرد معاناتهم ، وآلامهم ، حتى يعرف المجتمع الإنساني المواقف التي مروا منها ولماذا فروا من بلدانهم الأصلية، ولماذا يخاطرون بحياتهم في البحر للوصول إلى أوروبا ، بحيث لا يستطيع أحد أن يقول أننا لا نعرف ما يحدث، ولا يمكن لدول الشمال أن تكون محصنة ضد كل هذه المعاناة.
– في مقدمة كتابك بدأت بمثل عربي يقول أن الحياة لا تجلب لك كل ما تستطيع تحمله .
هل استعمالك لهذه الحكمة العربية هو نتاج لتجربتك الصحفية بالمنطقة العربية خلال عملك كمراسلة في عدد من بلدان الربيع العربي ؟
كانت أول تغطية صحفية لي في العالم العربي بالعراق ، وذلك خلال انتخابات 2010 وفي العام التالي كنت أروي واسرد انتفاضة الربيع العربي في كل من تونس على الحدود مع ليبيا واليمن، وفي العاصمة التونسية تعلمت كلمة "الحرية" بالعربية حقيقة كنت أعلم هذا المثل العربي لسنوات من قبل ،لكن أحب الاقتباسات والأقوال والأمثال الأدبية لأنها انعكاس للحكمة الشعبية ، لكن عندما تعرفت على قطاع غزة ، في فلسطين ، خلال السنوات الأربع التي أمضيتها كمراسلة في الشرق الأوسط ، ورأيت كل ما يتعين على الفلسطينيين الذين يعيشون هناك وتحملهم المعاناة يومًا بعد يوم ، فإن هذا المثل اختصر كل هذه المعاناة،و بعد سنوات عندما كنت على متن سفينة Open Arms سمعت القصص المؤلمة للأشخاص الذين أنقذوا من هذه السفينة الإنسانية ، وتذكرت المثل العربي مرة أخرى. ويمكن أن تجلب لنا الحياة ألمًا لا يمكن أن نتصوره ، لكنني أردت أيضًا أن أسلط الضوء على قدرة البشر للتغلب على التجارب الصعبة والقتال من أجل المضي قدمًا إلى الأمام.
-خلال عملك مراسلة للتلفزيون الإسباني في غزة بفلسطين خلال العدوان الإسرائيلي مابين 2012 و2014 هل كانت هذه التجربة بالنسبة لكم دافعا أيضا إلى كتابة منبوذون بلا أرض؟
صراحة لطالما رغبت في تأليف كتاب عن غزة ، لأن الحرب التي غطيتها في 2014 كانت أصعب شيء عشته في حياتي المهنية حتى أنني عدت إلى غزة وسجلت ملاحظات لكتابة بعض القصص. لكنني لم أجد الوقت أو المناسبة أبدًا. ومع ذلك ، عندما كنت على متن السفينة Open Arms ، اتصلت بي زميلتي الصحافية وصديقتي الراحلة، أليسيا غوميز مونتانو ، لتخبرني أن هناك ناشرًا مهتمًا بفكرة الكتاب ونشره ، لكن لم تتمكن أليسيا من رؤيته لأن حياتها انتهيت في يناير من هذا العام. لهذا السبب أهديها لها ، لأن ذكراها و سحرها هو الذي جعل هذا الكتاب ممكنا ،لقد كان لدي ناشر على استعداد لنشره ، ويمكنني أن آخذ إجازة لبضعة أشهر من العمل ، وفوق كل شيء كان لدي بعض القصص التي تستحق أن تُروى وتُقرأ كان الأمر بالنسبة لي تحديًا كبيرًا ، لأنني لم أكتب كتابًا من قبل، لا أستطيع أن أقول لا.
-في عام 2015 قررت TVE عدم تجديد عقدها معك كمراسلة في الشرق الأوسط بعد ضغوط من الحكومة الإسرائيلية بسبب تغطيتك الاعلامية التي نقلت مأساة الشعب الفلسطيني في ظل العدوان الإسرائيلي.
كيف كان وقع الصدمة عليك خلال فسخ عقدك كمراسلة صحافية ؟
هذا القرار كان يعني أن إدارة TVE التلفزيون الإسباني ، التي كانت آنذاك مسيّسة للغاية ، كانت تنحني لمصالح الحكومة وكانت هذه أخبارًا سيئة للصحافة والمجتمع الإسباني بشكل عام. الواقع الذي أظهرته مع فريقي خلال تغطيتي الإعلامية في غزة خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير، كان قاسيًا للغاية ويصعب فهمه أو شرحه ، مشاهد سيارات الإسعاف والمستشفيات والمدارس التي قصفها الجيش الإسرائيلي والتي كشفناها للعالم ،هي أعمال يمكن أن تندرج ضمن جرائم حرب.وربما إظهار هذه الحقيقة كان شاهدًا غير مريح لعدة أطراف ، لكنني لم أستطع قول ذلك، كوني مراسلة وكان هو حلمي المهني ، وبهذا القرار ، الذي لم يكن لأسباب مهنية ولكن كان بسبب الضغط السياسي ، وضعوا حداً لحلمي. لكن هذا العمل تم الاعتراف به بشكل ممتاز من خلال ، العديد من الجوائز التقديرية التي اعترفت بمجهوداتي ، بما في ذلك جائزة حقوق الإنسان وحرية التعبير ، ونتيجة للضغط الإسرائيلي ، بدأت في الحصول على العديد من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي ، والذين اعترفوا بعملي الصحافي وما زالوا يقدرونه،هذا القرار ألمني، لكن ضميري مرتاح جدًا ، لأنني فعلت ما كان علي فعله، وسوف أفعل ذلك مرة أخرى لو لزم الأمر.
-هل ستؤدي أزمة اللاجئين والهجرة إلى اقتحام اليمين المتطرف المشهد السياسي الأوروبي خلال هذه الفترة ؟
وهل أدى صعود الأحزاب الشعبوية اليمينية في الغرب إلى تأجيج "الإسلاموفوبيا"؟ في بعض خطابات القادة الأوروبيين الغير المنتمين لليمين المتطرف آخرها تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الرسوم المسيئة لنبي الإسلام؟
لم تكن أزمة اللاجئين هي التي تسببت في صعود اليمين المتطرف في أوروبا بل هو اليمين المتطرف الذي يستخدم الخطاب المناهض للهجرة ، والذي يحول المهاجرين واللاجئين إلى كبش فداء لكسب أصوات انتخابية من خلال لغة عاطفية وقلب الحقائق وتزويرها و من واجب الصحافيين أن يقارنوا تصريحات اليمين المتطرف بالبيانات والحقائق والححج الدامغة وأن يكشفوا كذبهم وتحريفهم للحقيقة وتؤجج هذه التيارات و الأحزاب ذاتها في تغذية خطاب كراهية الإسلام والتمييز والعنصرية.
أما في مايخص حالة ماكرون فرأيي مختلف تماما فكلامه لم يكن ضد المسلمين ولا ضد أي دين.وأعتقد أن كلماته ربما قد أسيء تفسيرها وإستُخدمت بطريقة إعلامية مبالغ فيها ، قتل مدرس لأنه عرض هذه الرسوم الكاريكاتورية في فصل دراسي أمام طلابه لتوضيح قيمة حرية التعبير، في هذا السياق ، دافع ماكرون عن تلك الحرية ، التي يجب أن تُفهم على أنها حق أساسي في بلد لائكي، و أعتقد أنه أراد الدفاع أكثر من الهجوم ، على الرغم من أنني لا أعرف ما إذا كانت كلماته صحيحة.
-ماهو تقييمك لواقع الصحافة العربية في بلدان الربيع العربي؟ والتي عرفت أغلبها نكسة ديمقراطية
حفيقة لم أتمكن من العودة إلى البلدان التي عاشت ما يسمى بالربيع العربي ، فقط إلى مصر التي عانت بعد انقلاب السيسي من نكسة ونكبة واضحة في الحقوق والحريات يُسجن الصحافيون والمصورون بسبب قيامهم بواجبهم المهني و بشكل عام ، لا يتمتع الزملاء المهنيون الذين أعرفهم والذين يعملون في العالم العربي بالحرية الكاملة واللازمة في ممارسة مهنتهم.
بداية ثورات من عام 2010، بالتحديد كانت المطالبة مزيدًا من الحرية والديمقراطية ، ومعظم المجتمعات العربية لم تحقق تقدمًا في أي من الجانبين.
-كيف تنظرين إلى مستقبل العولمة في ظل جائحة كوفيد 19 ؟
إن الجائحة الحالية تبين لنا بالملموس ثمن وجود إقتصاد معولم، عندما تصبح الصين والدول الآسيوية الأخرى "ورش للعمل" أو موردي الإمدادات والمواد الخام للصناعات في بقية العالم ، فهذا يعني أنه إذا توقفت هذه الدول ، فإن اقتصادنا لا يعمل أيضًا. أعتقد أنه يجب علينا مراجعة نماذج الإنتاج وأن كل دولة قادرة على تزويد نفسها بالسلع الأساسية،من ناحية أخرى ، أظهر لنا الفيروس أيضًا أنه لا توجد حدود ، وأننا بحاجة إلى حلول عالمية لمشاكل العالم الكبرى ، أينما حدثت ،ويجب أن نكون أكثر دعمًا وأن نتعاون في البحث عن حلول ناجعة تخدم الإنسانية جمعاء، ويجب أن يكون هذا هو الدرس الأساسي الذي يجب الإستفادة منه من هذه الجائحة ، لكنني لست متأكدة تماما من أننا سنخرج من هذا بالدرس باءستفادة ما.
-كيف تنظرين إلى التطور السريع للوسائط الإعلامية حيث تنتفي كل الحدود في مواقع التواصل الاجتماعي؟
يجب أن تتطور وسائل الإعلام وتتكيف مع الواقع المتغير ، وأن تعرف كيفية الإستجابة لإحتياجات المجتمع من المعلومات في جميع الأوقات. ولكن حتى لو حاولنا دائمًا الحصول على هذه المعلومات في أسرع وقت ممكن ، يجب ألا ننسى أن الصحافة يجب أن تقدم دائمًا أدلة تسمح لنا بتحليل وفهم ما يحدث بشكل أفضل من خلال عدة معطيات ،اضافة الى أننا نحتاج إلى صحافة تستجيب فورًا ، ولكن أيضًا صحافة عاكسة تجعلنا نفكر ونفهم الواقع بشكل أفضل وأوضح وأشمل .
-ماهو تقييمك للعلاقات المغربية الإسبانية على المستوى الإعلامي والثقافي ؟باعتبار التداخل التاريخي والحضاري بين البلدين وبسبب هذا الواقع الجغرافي الموجود بمضيق جبل طارق
المغرب وإسبانيا دولتان جارتان، قريبتان جدًا من بعضهما البعض ولا يفصل بينهما سوى امتداد ضيق من البحر ومع العديد من الأشياء المشتركة. فهما أول بلدان يمران عبر القارة ،كلاهما يشتركان في تدفق هجرة الأشخاص الذين ، في الغالب ، لا يريدون البقاء في المغرب أو إسبانيا ، ولكن يجب عليهم الذهاب إلى هناك لتحقيق أفضل حياة يسعون إليها. بالنسبة للمجتمع المغربي ، ربما تكون اللغة الإسبانية هي أكثر ما يعرفونه عن أوروبا. وبالنسبة للإسبان ، فإن المغاربة هم أشهر وأكثر العرب الذين يعرفونهم بحكم الواقع الجغرافي والتاريخ المشترك، وأعتقد أنه كدول متوسطية لها ماض مشترك ، لدينا العديد من العناصر الثقافية التي توحدنا أكثر مما تفرقنا.
-هل يمكن أن نرى في المستقبل القريب نسخة عربية من كتابك منبوذون بلا أرض ؟
أود أن يكون الأمر كذلك ، لأن معظم الأشخاص الذين تم إنقاذهم من قبل Open Arms يتحدثون العربية وسأحب ذلك لو كانوا يستطيعون قرائتها بالعربية لكنني بصراحة أرى الأمر معقدًا قليلا ، لأنني لا أعرف ما إذا كان هناك طلب كاف من العالم العربي لجعل النسخة العربية مربحة بالنسبة للناشر، لقد كنت أدرس اللغة العربية منذ بضع سنوات ، إنها لغة جميلة وأحبها ولكني لا أمتلك المعرفة لأدرس بها الأدب فأنا أدافع عن نفسي بها فقط من خلال محادثات بسيطة.
-ما هو المشهد الإنساني الذي لا يزال موجودًا في ذاكرتك حتى الآن؟
لدي العديد من المشاهد التي أعتقد أنني لن أنساها أبدًا ، في كتابي أروي عدة فصول مؤلمة ومؤثرة كنا نعيشها على متن السفينة Open Arms ، وفي ذلك الإنتظار الأبدي للسماح لهم بالنزول ، والذي لم يكن يجب أن يستمر طويلًا ، لأنهم كانوا أشخاصًا عانوا كثيرا الويلات في ليبيا وكانوا بحاجة إلى النزول من السفينة في أسرع وقت ممكن و إلى ملاذ آمن. حقيقة كانت أيام انتظار قاسية ومؤلمة، لازلت أتذكر إحدى ليالي العاصفة والممطرة عندما هزت الأمواج السفينة وكانت هناك لحظة فارقة بين الحياة والموت وخشيت فيها على حياتنا وكذلك لحظات يأس ، مع نوبات من القلق ، والبكاء دون عزاء … لكنني أفضل أن أبقى مع دموع الفرح للناس الذين تم إنقاذهم عندما علموا أنهم سينزلون في تلك الليلة، أتذكر اللحظة التي دخلت فيها السفينة أخيرًا إلى ميناء جزيرة لامبيدوزا ، وهي صورة حاول وزير الداخلية الإيطالي آنذاك ماثيو سالفيني تجنبها بأي ثمن، لكن أخيرًا ، أجبره القضاء الإيطالي على الامتثال للقانون الدولي والبحري ، وإضطر في نهاية المطاف إلى قبول رسو السفينة في لامبيدوزا ، وهي جزيرة كنا نراقبها من القارب على ارتفاع 700 متر لمدة أسبوع لكنه لم يكن في متناول المهاجرين واللاجئين الذين تم إنقاذهم.
-كلمة أخيرة
على الرغم من أن بعض الحكومات تحاول تجريم المنظمات الإنسانية غير الحكومية المكرسة للإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط ،فإن العدالة تتفق شيئا فشيئا وبشكل تدريجي مع المنظمات الإنسانية عندما يكون هناك أشخاص في وضع خطر يمكن أن تغرق بهم قواربهم في عرض البحر ،وجوهر العدالة تتفق في إنقاذهم ونقلهم إلى أقرب ميناء آمن.
ليبيا ليست ملاذا آمنا ، إنها دولة فاشلة وهي في حالة حرب. ولا تقوم السفن الإنسانية إلا بأعمال الإنقاذ التي يجب على الدول الأوروبية القيام بها. والحل العاجل كما جاء على لسان هورتينسيا أحد أبطال الكتاب "لقد قتل البحر بالفعل الكثير منا".
وفي الختام لايسعني إلا أن أقدم شكري وتقديري للصحافي والكاتب عبدالحي كريط على لباقة ذوقه وحسن تواصله ولسعة صدر كاب 24 تيفي وللقراء الكرام .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.