اود بداية ان اوضح ان القرآن فيه من ايات الوعيد مايجعله كتاب رعب وارهاب وفيه من ايات الرحمة والسلام والمحبة ما يجعله كتاب عشق ومحبة وسلام . والناظر الى القرأن يرى ما يعكس نفسيته فان كان يرى في الله والدين الاها يتصف بالقسوة والعنف فذلك لانه انسان يتصف بالقسوة والعنف اما ان كان يرى الله الاها يتصف بالجمال والمحبة والرحمة فذلك لانه انسان يتصف بتلك الصفات . فموقفنا انعكاس لنفسيتنا ورؤيتنا للاشياء. حينما جادل ابراهيم اباه ورفض الاخير دعوته قال له بنص قرأني (سلام عليك ساستغفر لك ربي ) وفي هذا الموقف اعلى درجات التسامح والقبول بالاخر المختلف .فابراهيم لم يقل له وهو الذي يصنع التماثيل ويبيعها .لم يقل له ” ياعدو الله والله اني اذبحك تقربا لله ” تخيل ان ابراهيم كان في العراق او في جيوب سوريا في عهدنا هذا وكان من اتباع داعش .فما مصير ابيه ياترى ؟ في حادثة اخرى .. يحكى ان سيدي ابو معروف الكرخي كان يتجول ليلا في حواري بغداد ومر بمنزل فيه طرب ولهو وغلمان وجواري .فقال له احد رفقائه ” ادع عليهم ياشيخ “رفع سيدي معروف الكرخي قدس سره يده الى السماء وقال ” اللهم كما متعتهم في الدنيا فمتعهم في الاخرة ” لو كان ابو بكر البغدادي مكان سيدي معروف الكرخي ترى ماذا كان رد فعله ؟؟ اسلامنا مختطف ديننا مختطف . ما نعرفه من تراثنا الا رجال السيف والقتل كخالد والقعقاع والحجاج والسفاح لكن من يخبرنا عن دعاة العشق الانساني والرباني ؟ من يخبرنا عن سيدي الشبلي الذي يقول ” ان الله مفقود عند الناظرين في ذاته موجود عند الناظرين في خلقه” من يخبرنا عن ابن عربي وهو القائل ” عقد الخلائق في الاله عقائدا وانا اعتقدت جميع ماعقدوه ” من يخبر فقهاء الظلام ان لو اتبعوا الطريقة لأسقاهم النور ماءا غدقا بدلا من عطشهم لمال البترودولار المالح الذي كلما شربوا منه الا وازدادوا عطشا . من يفسر لنا قولة الامام علي ” قطرة من جودك تملأ الارض ريا .. ونظرة من عين رضاك تجعل الكافر وليا ” وان الكفر والكافر لا وجود له مادام ان الجميع مسبح باسمه ” وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ” واننا جميعا شهدنا ان الله هو ربنا من قبل الخلق والخليقة ” واذ اخد الله من بني ادم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ..” كثيرون يعتقدون ان داعش مثلا تمثل الاسلام الحقيقي وهذه مغالطة كبرى وتصب في مصلحة داعش وتدعمها وتسندها . اولخطوة في محاربة داعش هي رفع الغطاء عن ادعائها الانتساب للاسلام . لا ينبغي السقوط في مستنقع التكفير ،لكن داعش لاتمثل الاسلام . داعش هي الفكرة الصهيونية وقد ألبست لباس الدين الاسلامي . تماما مثل ما ان الصهيونية ليست هي اليهودية . لايمكن إغفال ارث غزير من التسامح وطمسه لفائدة الانسياق وراء تسويق افكار تستند الى خلفية سياسية واقتصادية تؤمن باله العولمة ودين النهب الامبريالي ..