لا تزال موجة الحر الشديدة التي تضرب أوروبا منذ أيام تواصل حصد الأرواح، حيث سجلت عدة دول، من بينها فرنسا، إيطاليا وإسبانيا، ما لا يقل عن تسعة وفيات بسبب الارتفاع الحاد في درجات الحرارة، وسط تحذيرات صحية ودعوات لاتخاذ الاحتياطات اللازمة. في إيطاليا، توفي رجلان يبلغان من العمر 60 و75 سنة أثناء تواجدهما على شاطئ في سردينيا، بعد أن عجزت فرق الإسعاف عن إنقاذهما من مضاعفات الحرارة المفرطة، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الإيطالية أنسا. وتشهد البلاد حالة تأهب قصوى في 18 مدينة حيث أُعلن عن "الرمز الأحمر"، مع توقعات بوصول درجات الحرارة غداً إلى ما يفوق 40 درجة مئوية. أما في فرنسا، فقد أودت موجة الحر بحياة ثلاثة أشخاص، أحدهم عامل بناء لقي مصرعه أثناء أداء عمله في ملعب كرة القدم بمدينة أوكسير. كما نُقل حوالي 300 شخص إلى المستشفيات بسبب مضاعفات الحرارة. وأشارت السلطات إلى أن درجات الحرارة بدأت بالتراجع تدريجياً نحو معدلاتها الطبيعية. وفي إسبانيا، لقي شخصان مصرعهما أمس في حريق غابوي بمنطقة كاتالونيا، والذي تسبب في تدمير عدد من المزارع وخلف أضراراً على امتداد 40 كيلومتراً. كما سُجلت حالتا وفاة أخريان في منطقة إكستريمادورا ومدينة قرطبة، في حين أعلنت السلطات أن 265 شخصاً تُوفيوا خلال الأسبوع الماضي نتيجة مضاعفات الحرارة، رغم أن وفاتهم لم تكن مباشرة بسببها. الموجة الحارة التي تراجعت مؤقتاً في هولندا بعد أمطار وعواصف، تتجه حالياً نحو شرق أوروبا، حيث دعت السلطات في كرواتيا وهنغاريا السكان إلى الحذر من درجات حرارة مرتفعة متوقعة خلال الأيام المقبلة. وفي تركيا، أفادت السلطات أن الحرائق التي اندلعت هذا الأسبوع بفعل موجة الحر أصبحت تحت السيطرة إلى حد كبير، بعد أن تسببت في إجلاء نحو 50 ألف شخص. مع استمرار موجات الحر وتوسع رقعتها، تحذر المنظمات الصحية من تأثيراتها على الفئات الهشة كالمسنين والأطفال، وتدعو إلى الإكثار من شرب الماء، تجنب الشمس، وعدم بذل مجهود بدني خلال فترات الذروة.