استقبل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وفدًا من الأئمة ورجال الدين المسلمين القادمين من دول أوروبية، في مقر الرئاسة بالقدس، في لقاء أثار جدلاً واسعًا بالنظر إلى السياق السياسي والإنساني الحساس المرتبط بالقضية الفلسطينية. وكان من بين أبرز المشاركين في الوفد الإمام الفرنسي من أصل تونسي حسن شلغومي، المعروف بمواقفه المثيرة للجدل داخل الأوساط الإسلامية في أوروبا. الوفد، الذي ضم حوالي عشرة شخصيات دينية من فرنسا، إيطاليا، هولندا والمملكة المتحدة، جاء بمبادرة من منظمة "إلنِت" ، وهي منظمة تُعنى بتعزيز العلاقات بين إسرائيلو أوروبا. وخلال اللقاء، صرّح شلغومي أمام هرتسوغ قائلاً: "جئنا نحمل رسالة محبة. ونصلّي من أجل عودة الرهائن"، قبل أن يضيف أن "الحرب التي اندلعت بعد السابع من أكتوبر هي حرب بين عالمين. أنتم تمثلون عالم الإنسانية والديمقراطية". تصريحات شلغومي قوبلت بانتقادات واسعة من أطراف اعتبرت كلماته تماهياً مع الرواية الرسمية الإسرائيلية، وتجاهلاً لما يتعرض له الفلسطينيون من انتهاكات، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة منذ هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023. ويُعرف شلغومي في الأوساط الفرنسية كإمام مسجد درانسي منذ عام 2006، ويصنّف إعلامياً كشخصية داعمة ل"الاعتدال والتسامح"، لكنه يثير في المقابل انتقادات حادة من شرائح واسعة من المسلمين بسبب مواقفه من قضايا مثل الحجاب الشرعي، إذ صرّح مراراً بأن الحجاب "ليس فريضة دينية"، معتبراً إياه عادة ثقافية، وهو ما اعتبره الكثيرون مخالفة للنصوص الدينية وتماشياً مع الخطاب الفرنسي المعادي للرموز الإسلامية في الفضاء العام. كما سبق لشلغومي أن شارك في مسيرات منددة ب"معاداة السامية" إلى جانب زعماء دينيين يهود ومسؤولين فرنسيين، وكان قد زار مقر صحيفة "شارلي إيبدو" بعد الهجوم الإرهابي عليها عام 2015، ما أكسبه حضورًا إعلاميًا قويًا داخل فرنسا، لكنه أدى أيضًا إلى زيادة الاستياء منه في أوساط مسلمة اتهمته بأنه يساهم في تحميل الجاليات الإسلامية مسؤوليات لا تخصها. جدير بالذكر أن شلغومي سبق أن تلقى تهديدات متكررة، ويعيش تحت حماية أمنية فرنسية دائمة منذ سنوات، نتيجة مواقفه العلنية التي يرى فيها خصومه انخراطاً في أجندات خارجية تتعارض مع مصالح المسلمين في أوروبا.