فتحت وزارة الدفاع الإسبانية، صباح الاثنين 25 غشت 2025، تحقيقاً رسمياً بعد انتشار مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي يوثق ظهور شاب مغربي وهو يتجول بحرية داخل جزيرة إيزابيل الثانية، إحدى جزر الشفارين الخاضعة للسيادة الإسبانية والمراقبة العسكرية الدائمة. المؤثر المغربي أكد في تسجيلاته أنه وصل إلى الجزيرة على متن قارب خفيف انطلق به من السواحل المغربية، متجاوزاً أنظمة المراقبة المفروضة على هذا الأرخبيل ذي الأهمية الاستراتيجية. كما عرض عبر مقاطعه مشاهد لمبانٍ مهجورة وبقايا تجهيزات عسكرية، مشيراً إلى أنه لم يُعترض من طرف أي دورية أو عناصر عسكرية رغم أن العملية تمت في وضح النهار. مصادر مقربة من وزارة الدفاع الإسبانية أوضحت لصحيفة "إلفارو" أن السلطات العسكرية تجري "تحريات دقيقة" لمعرفة ما إذا كان هناك خلل تقني عابر في المراقبة أو تقصير في الأداء العملياتي، مؤكدة أن الحادثة تُعتبر خطيرة لكون الجزيرة مصنفة منطقة عسكرية مغلقة يُمنع دخول المدنيين إليها دون إذن رسمي من هيئة الأركان العامة. وقد أعادت هذه الواقعة النقاش حول فعالية أنظمة الحماية في هذه الجزر، خاصة أنها تزامنت مع اقتراب الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة (8 شتنبر 1925)، إحدى أبرز العمليات العسكرية الإسبانية-الفرنسية ضد قوات محمد بن عبد الكريم الخطابي خلال حرب الريف. هذا الحدث التاريخي، الذي يعتبر أول إنزال عسكري حديث في تاريخ الحروب، ما يزال يحظى بأهمية خاصة في الأوساط العسكرية الإسبانية، غير أن وزارة الدفاع لم تصدر بعد أي بيان حول تنظيم أنشطة رسمية لإحياء ذكراه. الحادثة التي صنعها "اليوتيوبر" المغربي عبر مغامرة وُصفت في منشوراته بأنها "تحدٍ استكشافي"، اعتُبرت من جانب مراقبين خرقاً أمنياً قد يشجع آخرين على تكرار التجربة، ما يضع وزارة الدفاع الإسبانية أمام تساؤلات محرجة حول جاهزية منظومتها الأمنية في جزر تعتبرها مدريد مواقع استراتيجية حساسة.