دنيا بريس تحاور الصحفي المصري صلاح عبد الصبور الأمين العام الاتحاد العربي للصحافة الالكترونية أولا وقبل كل شيء نرحب بضيفنا الكريم الأستاذ صلاح عبد الصبور الأمين العام الاتحاد العربي للصحافة الالكترونية في هذا الحوار الخاص بجريدة دنيا بريس الاكترونية 1* بداية نريد أن نعرف من هو الأستاذ صلاح عبد الصبور؟ صلاح عبد الصبور صحفي مصري تخرج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة في عام 2000 ، وهو من مواليد محافظة المنيا في شمال صعيد مصر في أغسطس عام 1977. أعمل حاليا رئيسا لقسم البرامج بموقع mbc.net ، وأقوم بالإشراف على تحرير مواقع البرامج والمسلسلات التي تبثها قناةmbc ، مثل برنامج “صباح الخير ياعرب” والنشرة اليومية mbc news والبرامج الأسبوعية المنوعة : mbc في أسبوع، سكووب، ستايل وستارز، كلام نواعم، التفاح الأخضر، جويل ، أمريكان أيدول ، وغيرها بدأت حياتي المهنية كباحث في قطاع الأرشيف الصحفي بالشركة المتحدة للبرمجيات، وكنت متخصصا في أرشفة الموضوعات الصحفية وعمل مستخلصات للمقالات والتحليلات السياسية والاقتصادية والثقافية المنشورة في الصحف العربية، بالإضافة إلى عمل عروض للكتب والندوات والأبحاث والخدمات الأرشيفية التي يعرضها موقع www.askzad.com. وبعدها انتقلت في العمل في بعض الصحف الورقية كصحفي متعاون في المكتب الصحفي بالشركة السعودية للأبحاث والنشر بالقاهرة، والذي يصدر عدد من المجلات المتخصصة مثل مجلة ” الدبلوماسي” و مجلة ” عقاريات ” ومجلة ” باريس جاليري” ونشر لي عدد من الموضوعات في مجلة باريس جاليري المعنية بالموضوعات الاجتماعية، كما عملت أيضا في مؤسسة العالم للأبحاث والنشر وذلك في تحرير الموضوعات الصحفية الخاصة بإصدارات المؤسسة وهي : مجلة العالم ومجلة الصحة العربية ومجلة عالم الإعاقة. وبعدها انتقلت للعمل في مجال الصحافة الالكترونية فعملت محرر بموقع إذاعة هولندا العالمية، وبعدها توليت منصب مدير تحرير لموقع عربهم على الانترنت ، وعملت كمحرر بموقع الإسلام اليوم على الإنترنت www.islamtoday.net في تحرير الأخبار والتقارير السياسية، وعملت أيضا كمحرر بوكالة الأخبار الإسلامية على الإنترنت www.islamicnews.net ساهمت في إنشاء أول موقع إلكتروني يهتم بتبني المواهب العلمية على الشبكة وذلك في موقع موهوبون دوت نت http://www.mawhopon.net ، وشاركت في إعداد العديد من الموضوعات الأرشيفية الخاصة بالابتكارات العلمية والمواهب المختلفة وعمل تقارير عن المبدعون العرب والحضارة الإسلامية وانجازات المخترعون والمبدعون . توليت بعدها إدارة التحرير موقع صحيفة الوسط الكويتية (www.alwasat.com.kw)، شاركت في العديد من الفعاليات الثقافية والندوات والمؤتمرات ولي العديد من اللقاءات التليفزيونية المتخصصة في مناقشة مستقبل الانترنت والإعلام الجديد في العالم العربي، ولي العديد من الأنشطة المتعلقة بمهنة الصحافة الالكترونية وكيفية الارتقاء بالمحتوى الالكتروني العربي. 2* طيب ، كيف جاءت فكرة تأسيس الاتحاد العربي للصحافة الكترونية؟ عندما بدأت العمل في مجال الصحافة الالكترونية، فطنت إلى أهمية شبكة الانترنت كوسيلة إعلامية عالمية، فكنت وقتها أقوم بعمل مجموعة من المقالات تحت عنوان “إلا رسول الله” بعد أزمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم، ولاحظت من التعليقات على المقالات التي نشرت من خلال الموقع أهمية الصفة العالمية لشبكة الانترنت كوسيلة عالمية وأهمية التفاعل مع الجمهور، ومن خلال عملي لاحظت أن العاملين في مجال الصحافة الالكترونية في العالم العربي يعانون من مشاكل كثيرة مرتبطة بالاعتراف القانوني بهم في الأقطار العربية المختلفة، فبدأت بعمل مدونة بعنوان “إعلاميون بلا حدود” قمت من خلالها بتجميع الصحفيين المصريين العاملين في هذا المجال، وبدأت في الإعداد لإنشاء كيان عربي يعمل على حماية الصحفيين العاملين في مجال الصحافة الالكترونية، والذي بدأ برابطة تضم الصحفيين المصريين العاملين في هذا المجال على شبكة الانترنت في بداية عام 2007، وما لبث أن حققت تلك الرابطة تفاعل مباشر ومستمر بين أعضاءها، ومن خلال التعاون مع بعض زملاء المهنة في الدول العربية الأخرى، بدأنا في الإعداد لإنشاء كيان عربي إقليمي ليكون أول اتحاد عربي مهني للصحافة الالكترونية والذي يضم حاليا أكثر من 500 محرر وصحفي يعملون في مجال الصحافة الإلكترونية في مصر والعالم العربي، وهو يعتبر المرجعية المهنية الأولى للعاملين في هذا المجال، وتم اختياري من قبل الهيئة التأسيسية للاتحاد لكي أكون أول أمين عام للاتحاد في مارس 2010. 3* ما هي المشاكل و الاكراهات التي واجهتكم في بداية التأسيس ؟ بالتأكيد أي كيان يهتم بمجال الإعلام والصحافة في العالم العربي دائما ما يواجه بعض العراقيل في بداية تأسيسه، وفي مصر قمنا بعمل جمعية مدنية تابعة لوزارة الشئون الاجتماعية وأرسلنا أهداف الاتحاد والمهام التي يقوم بها، وبيانات هيئة التأسيس وأخذنا موافقة على الإنشاء بعد تقديم البيانات بنحو 3 شهور، وبعدها قمنا بعمل موقع الكتروني للاتحاد ( www.arabuem.com( وبدأنا في تفعيل دور الاتحاد في الدفاع عن حقوق الصحفيين العرب العاملين في المجال، وأصبح الموقع الالكتروني للاتحاد هو همزة الوصل بين الصحفيين في كافة الاقطار العربية، واجهتنا بالتأكيد مشاكل مادية، ولكن هيئة التأسيس ساهمت بما لديها من خبرات وقدرات على اعتماد الموقع الالكتروني وتوفير منسقين عام للاتحاد في بعض الدول العربية، بدأنا في إجراء بعض الدراسات والبحوث بخصوص الصحافة الالكترونية في العالم العربي، وبالتأكيد عدم توثيق بعض المواقع لبيانات الاتصال الخاصة بها اثرت سلبيا في عمل تصور عام للصحافة الالكترونية العربية كما أن بعض المواقع والصحف لا تتبنى سياسات تحريرية واضحة، وتواجهنا صعوبة في التعرف على الصحفيين العرب المحترفين في المهنة والمبتدئين. ونحن نسعى الأن لعمل مكاتب للاتحاد في كل الاقطار العربية يقومون بمهمة المنسق العام للاتحاد. هناك مشكلة متعلقة بعدم وجود قوانين تنظم مهنة الصحافة الالكترونية في العالم العربي، كما أن النقابات المهنية لا تعترف بالعاملين في هذا المجال، وهذا ما نسعى إلى تحقيقه خلال الخطة الاستراتيجية للاتحاد العام المقبل. هناك مشكلة أيضا متعلقة بعدم وجود تمويل كبير للاتحاد حيث أنه يعتمد على اشتراكات الاعضاء وتبرعات الهيئة التاسيسية، ونحن نسعى لعمل بعض المشاريع المجانية التي تساعد في الارتقاء بالمستوى المهني للصحفي العربي في هذا المجال والارتقاء بالمحتوى الالكتروني العربي علي شبكة الانترنت الذي يعاني من ضعف واضح ، ولا ننكر أننا في حاجة إلى دعم مادي للاتحاد خلال الفترة الحالية. 4* ما هي الأهداف و الغاية من تأسيس الاتحاد العربي للصحافة الالكترونية ؟ يمكن اختصار الهدف الرئيسي للاتحاد العربي للصحافة الالكترونية في أنه يتولى مسئولية تدعيم وتنمية مهارات العاملين بالمهنة من خلال التدريب والعمل على مواكبة التطورات التكنولوجية عالميا وتسهيل حصول الأعضاء عليها، والتعاون مع المؤسسات الإعلامية سواء على المستوى العربى أو الدولى وعمل نقل وتبادل للخبرات الناجحة في هذا المجال، والتنسيق العام لكافة أنشطة الصحافة الإلكترونية في العالم العربي ومنح الشرعية الرسمية والمهنية للعاملين بالصحافة الإلكترونية، هذا إلى جانب تولى مهمة الدفاع عن حقوق وحريات الإعلاميين ضد أي إضطهاد فكري أو سياسي أو مهني قد يواجهونه خلال تأدية رسالتهم الإعلامية، كما تتولى المنظمة مهمة الدفاع القانوني لأعضائها أمام الجهات المعنية سواء المحلية أو الإقليمية أو الدولية. 5*هل فعلا الصحافة الالكترونية هي صحافة المستقبل؟ لا خلاف في ذلك ، فالصحافة الالكترونية بالفعل هي صحافة المستقبل لأنه هي الوسيلة المثلي للتواصل ونقل المعلومات في الوقت الراهن وبالتأكيد في المستقبل، وإذا لاحظنا التطور الهائل في عدد مستخدمي الانترنت في العالم العربي فإننا سنرى مدى التأثير الذي تقوم به هذه الوسيلة، فيوجد حاليا ما يزيد عن 55 مليون مستخدم عربي لشبكة الانترنت، والشريحة العمرية التي تستخدم هذه الوسيلة تتراوح أعمارها ما بين ( 16 – 30) عام وهم يمثلوا جيل الشباب، كما أن الانترنت وضع معايير مختلفة للإعلام وتأثيره على الجمهور، حيث أن مسار المعلومات لم يعد يتجه في اتجاه واحد كما كان في السابق، فأصبح المتلقي يقوم بدور المرسل في أحيان كثيرة، من خلال خدمات التفاعل عبر شبكة الانترنت سواء من خلال التعليقات على الأخبار أو من خلال المنتديات. ولو أنني قلت أن محرر الصحف الورقية مثل ممثل السينما فإن محرر الصحافة الالكترونية يشبه ممثل المسرح حيث يستطيع التعرف على ردود الأفعال على ماكتب في نفس الوقت الذي يتم فيه نشر المعلومات. وهناك نقطة مهمة جدا لا يجب إغفالها هي أن الانترنت هو وسيلة بلا حدود ، فما ينشر عبر الوسيلة الالكترونية تستطيع أن تشاهده وتتصفحه في أي مكان في العالم، فقد تحول العالم مع ظهور الصحافة الالكترونية كوسيلة إعلامية إلى قرية صغيرة جدا اصغر مما كانت عليه قبل ظهور هذه الوسيلة. 6*هل يمكن أن نقول بان الصحافة الالكترونية جاءت لمنافسة الصحافة المكتوبة ؟ في رأيي لا توجد منافسة بين الصحافة الالكترونية والصحافة المكتوبة، وذلك ببساطة لأن الصحافة الالكترونية والورقية هي نفسها صحافة، حيث أن الصحافة الالكترونية تستخدم نفس أدوات الصحافة المكتوبة وتزيد عليها استخدام تقنيات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الحديثة، ولكن يمكن أن أقول إن الصحافة الالكترونية هي امتداد للصحافة المكتوبة، ولن يمر وقت طويل – قد يكون 10 أعوام – حتى نشهد نهاية الصحافة المكتوبة، وكل الدلائل تؤكد ذلك، ربما يتأخر ذلك قليلا في العالم العربي نتيجة الأمية الالكترونية لدى الكثيرين حاليا، ولكن ثورة الاتصالات تحدث أثارا متلاحقة في تحقيق وتسهيل عملية التواصل عبر الانترنت، واعتقد أن في غضون فترة لا تزيد عن 10 سنوات سيصبح قارئ الجريدة الورقية غير موجود، وربما وقتها تتجه الصحف الورقية إلى التوزيع المجاني، الأمر فقط يرتبط باتجاه المعلن إلى شبكة الانترنت، وهذا ما يحدث حاليا. ويمكن القول أن التنافس الذي سيحدث في المستقبل سيكون بين الصحافة الالكترونية والفضائيات، خاصة وأن الانترنت يتيح العديد من الخدمات التي تساعد الصحيفة الالكترونية لتكون منافس قوي للفضائيات من خلال خدمات المالتميديا ( الفيديو والصور) وقد ظهر في الوقت الحالي الإذاعات الالكترونية اتوقع أن يظهر قريبا التليفزيون الالكتروني المباشر في العالم العربي. 7*هل استطاعت الصحافة الالكترونية العربية أن تحقق ما كنت تسعى إليه ؟ لا نستطيع أن ننكر أننا في العالم العربي نواجه دائما مشاكل في مواكبة تطورات التكنولوجيا الحديثة، ونلاحظ أن الاهتمام بالأمن في العالم العربي يفوق بكثير الاهتمام بالتطوير، فالأنظمة العربية تخصص ملايين الدولارات للأمن الالكتروني، ولا تهتم كثيرا بتطوير الأنظمة والبرامج الالكترونية. ولكن ذلك لا يمنع أننا متفائلين بشأن الصحافة الالكترونية في العالم العربي، وذلك لأن الوسيلة ما زالت جديدة لم يتعد علي ظهورها سوى عقدين من الزمان ونحن متواجدين على الساحة العالمية بقوة، فنجد أن المستخدم العربي لشبكة الانترنت يزيد عن 8 % من نسبة مستخدمي الانترنت، ربما نواجه حاليا مشكلة ضعف المحتوى العربي على الشبكة، ولكن اعتقد أنه بمزيد من الجهد في تطوير مستوى الصحفي العربي سنجد مكانا متميزا على الساحة، ومن هنا أدعو كافة الصحفيين العرب لاستثمار الصفة العالمية لشبكة الانترنت في نقل ثقافة العالم العربي إلى العالم وتصحيح الصورة الخاطئة التي يحملها الغرب عن العرب. 8* أين وصلت حرية الصحافة و التعبير في العالم العربي؟ حرية الصحافة والتعبير في العالم العربي تعاني دائما من التكميم والكبت، واعتقد أن الانترنت وسع نطاق الحريات جدا، وأعطي فرص كبيرة للارتقاء بالحريات والتعبير عن الرأي عبر نوافذ مختلفة، فلم تعد الأنظمة قادرة على تكميم الأفواه عبر الانترنت، خاصة وأن الرقابة كانت دائما تتم قبل النشر، الآن حتى الأنظمة القوية لم تعد قادرة على تكميم الأفواه، وذلك لأنني استطيع أن اعبر عن رأيي من أي مكان وبوسائل مختلفة، ويجب استثمار ذلك جيدا وعدم التنازل عن تلك المساحة الجيدة من الحريات. 9* ماذا تعني لك هذه...الكلمات ؟ المغرب : أجمل بلاد العالم العربي، ونافذة الدولة الإسلامية إلى الأندلس القديمة، اعرف عن شعبها التحضر والثقافة والحرية، والتفاؤل والعزيمة القوية. الحرية : هي الهواء الذي نتنفسه، وهي زاد لكل من يبحث عن نفسه المستقبل : هم هؤلاء الأطفال الذين يبحثون عن هويتهم وثقافتهم وعروبتهم، فلا نضللهم ويجب أن نأخذ بأيديهم إلى الطريق الصحيح الديمقراطية : عندما يستطيع كل فرد أن يدير ذاته ويعبر عن رأيه بحرية، وعندما نرى في العالم العربي منصب (رئيس سابق). الشرف : أن نحترم أخلاقيات ديننا وتراثنا ولا نفرط فيهم أبدا. 10* كلمة أخيرة أقول لكل صحفي عربي، أنت تحمل أمانة في قلمك وكلمتك فكن على قدر هذه الأمانة.. وأعلم أن ابنك وزوجتك وأهلك أحد المستقبلين لما تكتب. أجرى معه الحوار : عبدالجليل ادريوش [email protected] مستقبل الصحافة الالكترونية الجزء 1 ( صلاح عبد الصبور ) الجزء الثاني الجزء الثالث الاتحاد العربي للصحافة الالكترونية ( صلاح عبد الصبور )
