يتحدث عبد العزيز صاحب الدين، عضو اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم العالي و الكاتب الجهوي للنقابة بالجديدة، في هذا الحوار عن دواعي و أسباب الأخير الذي دعت إليه النقابة الوطنية للتعليم العالي و مشاكل القطاع، إضافة إلى مطالب النقابة على المستوى الوطني و الجهوي، كما تطرق لعلاقة النقابة مع الوزارة و التصريحات الأخيرة للوزير لحسن الداودي.يتحدث عبد العزيز صاحب الدين، عضو اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم العالي و الكاتب الجهوي للنقابة بالجديدة، في هذا الحوار عن دواعي و أسباب الأخير الذي دعت إليه النقابة الوطنية للتعليم العالي و مشاكل القطاع، إضافة إلى مطالب النقابة على المستوى الوطني و الجهوي، كما تطرق لعلاقة النقابة مع الوزارة و التصريحات الأخيرة للوزير لحسن الداودي.
صاحب الدين: هناك غياب تصور استراتيجي للوزارة الوصية من أجل تأهيل قطاع التعليم العالي تصريحات الوزير تنطوي على الكثير من التضليل والمغالطات وتمس بكرامة الأستاذ الباحث ومصداقية الهياكل الجامعية
حاوره:عبد الحق لشهب
-1 ماهي في نظرك أسباب و دواعي الاضراب الأخير ؟
لقد خاضت النقابة الوطنية للتعليم العالي إضرابا وطنيا لمدة 3 أيام، مصحوبا بوقفة احتجاجية في اليوم الثاني من الإضراب،هذا الإضراب جاء في سيرورة معركة نضالية سطرتها اللجنة الإدارية للنقابة خاصة بعد أن توقف الحوار مع الوزارة الوصية، و يمكن تلخيص دواعي الاضراب في الأسباب التالية: أولا، تهميش الجامعة العمومية نتيجة السياسة الرسمية اللا شعبية و اللا ديمقراطية التي تنهجها الدولة حيث أصبحت الجامعة الوطنية تتخبط في عدة مشاكل، ثانيا : نسجل السعي و الهرولة لخلق جامعة بديلة مؤدى عنها، يعني خوصصة التعليم العالي فالوزير يريد خلق جامعة من "أموال الشعب للتمييز بين أولاد الشعب" وذلك بالسعي إلى تعديل القانون الإطار 01-00 بشكل انفرادي ، متسرع و ارتجالي ، الهدف منه بالأساس هو إضفاء الشرعية القانونية على قطاع الريع و الربح في التعليم العالي و ضرب مجانية التعليم، إضافة إلى عدم جدية الوزير في حل بعض النقط الملف المطلبي المتفق عليها مسبقا و بمحاضر مضبوطة، ناهيك عن القرارات الانفرادية للوزير.
-2ماهي المشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم العالي؟
يواجه قطاع التعليم العالي من عدة مشاكل منه على سبيل المثال لا الحصر: الاكتظاظ ، ضعف البنيات التحتية ، ضعف التجهيزات الضرورية ، المشاكل المرتبطة بالإصلاحات البيداغوجية المتكررة و غير المجدية، ضعف نسبة التأطير البيداغوجي في بعض المؤسسات الجامعية في غياب أي تصور استراتيجي و استباقي للوزارة الوصية من أجل تأهيل القطاع و هو ما يؤثر سلبا على جودة التكوين رغم المجهودات الجبارة التي يقوم بها أساتذة التعليم العالي ، ناهيك عن عدم وجود رؤية واضحة للنهوض بالبحث العلمي الذي يعتبر قاطرة للتنمية. هذه المشاكل و غيرها ساهمت سلبا في تصنيف الجامعات المغربية على المستوى الدولي.
3- هي مطالب النقابة الوطنية للتعليم العالي على الصعيد الوطني؟
نرفض مشروع قانون الاطار00.01 التي تريد الوزارة تمريرها دون مشاركة النقابة في مناقشته و بلورته، كما نرفض مبدئيا و قطعيا خصخصة التعليم العالي العمومي و ضرب مجانية التعليم و التمييز بين الطلبة.كما نطالب بتوحيد جميع التكوينات ما بعد الباكلوريا داخل الجامعة حتى تكون هذه الأخيرة قاطرة للتنمية و مساهمة في إمداد البلاد بالأطر العليا الفعالة. و نؤكد لكم رفضنا لمشروع المرسوم المقترح من الوزارة و المتعلق بترقية الأساتذة من أستاذ مؤهل إلى أستاذ التعليم العالي خلافا عما تم الاتفاق حوله مع النقابة. و نطالب كذلك برفع الاستثناء عن حملة الدكتوراه الفرنسية واسترجاع سنوات الخدمة المدنية وإضافة الدرجة الاستثنائية في أفق خلق الدرجة "د" و ملف الأساتذة المحاضرين الموظفين قبل 1997 وملف أساتذة الثانوي التأهيلي الحاملين لدبلوم الدراسات العليا الموظفين قبل 97 وتحويل المناصب الخاصة بسنة 2013 والحل النهائي لترقيات الأساتذة المجمدة. كما نرفض أي تغيير في سن التقاعد الخاص بالأساتذة الباحثين. و نطالب بالإسراع بإخراج و إقرار نظام أساسي منصف و عادل للأساتذة الباحثين. كما نؤكد على ضرورة إصلاح بيداغوجي شامل، تشارك فيه قاعدة واسعة من الأساتذة الباحثين ونندد بالاختلالات التي تعتري عملية الإصلاح البيداغوجي الجديد. و كذلك مشكل إفراغ الوحدات المرتبط به.
4- و بخصوص مطالب النقابة على المستوى الجهوي؟
يعيش الأساتذة بجامعة شعيب الدكالي بمختلف مؤسساتها الجامعية من عدة مشاكل، منها: الاكتظاظ والتباطؤ في صرف الميزانيةالناتج عن غياب تدبير ناجع و معقلن للموارد المالية المتوفرة مما يؤثر سلبا على عدم توصل الأساتذة بالمستلزمات البيداغوجية و العلمية في الآجال المحددة، إضافة إلى ضعف الامكانيات المادية و اللوجستيكية و الموارد البشرية المرصودة حاليا بمختلف المؤسسات التابعة للجامعةوعدم استجابتها للحاجيات المتنامية و الأعداد الكبيرة للطلبة مما يؤثر سلبا على ظروف العمل. ناهيك عن الانقطاعات المتكررة للانترنيت رغم المبالغ المالية المرصودة له. كما تعرف الحافلة الجديدة للجامعة، التي تم اقتناؤها مؤخرا، عدة مشاكل تقنية غير مفهومة و غير مبررة، في الوقت الذي كلفت ميزانية الجامعة حوالي 170 مليون سنتيم. كما نسجل تعثر مشروع المدرسة العليا للتكنولوجيا المقررة إحداثها بمدينة سيدي بنور. كما عرف الدخول الجامعي هذه السنة عدة إكراهات نتيجة اعتماد الهندسة البيداغوجية الجديدة و ما واكبها من مشاكل في التطبيق سواء للأساتذة أو الطلبة. و يبقى إحداث النادي الجامعي من أهم المطالب الاجتماعية للأساتذة. كما نؤكد لكم أننا عبرنا مرارا لرئيس الجامعة عن امتعاض واستياء الأساتذة من محيط الجامعةالذي يعرف حالة جد مزرية نتيجة كثرة الحفر و الأخاديد و غياب تغطية أمنية كافية. و قد قرر المكتب الجهوي، في هذا الإطار، تنظيم وقفة احتجاجية وسط ملتقى الطرق المحاذي لمقر رئاسة الجامعة تعبيرا عن تذمره و استنكاره لسياسة التسويف و المماطلة التي تنهجها السلطات المختصة. كما يعرف المركز الجهوي لمهن التربية و التكوين بالجديدة مشكل عديدة من أهمها: الترقيات المجمدة للأساتذة و حرمان أطر المركز من الفضاء الرياضي المتواجد داخله من أجل إحداث مدرسة ابتدائية.
5- ما علاقة النقابة بالوزارة؟
إن النقابة الوطنية للتعليم العالي باعتبارها نقابة مواطنة تؤمن بالمنهجية التشاركية و بالمسؤولية و توتر المصلحة العامة للبلاد و الطلبة، فقد سعت منذ انتخاب اللجنة الادارية و المكتب الوطني إلى إرساء قواعد للحوار الجدي و المسؤول مع الوزارة منذ سنة و نصف إلا أن الوزير الحالي لحسن الداوي فضل نهج سياسة التسويف و المماطلة وعدم الالتزام بالاتفاقات المضبوطة بمحاضر رسمية و ببلاغات مشتركة بين النقابة و الوزارة. و أمام عدم جدية الوزارة في الحوار، قررت النقابة خوض معركة نضالية تصاعدية ابتداءت بإضراب وطني إنذاري لمدة 24 ساعة في 19 فبراير الماضي، تلاه إضراب وطني آخر بعدما رفضت الوزارة للاستجابة للمطالب المشروعة للأساتذة يومي 13 و 14 ماي الماضي مع تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الوزارة بالرباط، و دائما أمام تعنت الوزارة، نفذنا إضرابا جديدا أيام 23 و 24 و 25 شتنبر الحالي. و ستجتمع اللجنة الادارية للنقابة يوم 12 أكتوبر المقبل من أجل رسم خطة نضالية تصاعدية في حالة تمادي الوزارة في نهج سياسة صم الآذان.
6 - ما رأيكم في التصريحات الأخيرة للوزير لحسن الداودي؟ إن الأساتذة الباحثين يدينون و يستهجنون التصريحات غير المسؤولة و المستفزة للسيد الوزير في مجموعة من المنابر الاعلامية في حق الأساتذة و التكوينات داخل الجامعة المغربية و التي تنطوي على الكثير من التضليل والمغالطات وتمس بكرامة الأستاذ الباحث ومصداقية الهياكل الجامعية و تنم عن انعدام رؤية واضحة لدى الوزارة لإصلاح حقيقي لمنظومة التعليم العالي و البحث العلمي.
