قال محمد تاج الدين الحسيني، الخبير في العلاقات الدولية، إن الملك الجديد للعربية السعودية له تصور جديد مختلف يختلف عن تصور الملك عبد الله، خاصة في ما يتعلق بإدارة الشأن الداخلي أو في إدارة السياسة الخارجية، وما يدل على ذلك، التغييرات الأخيرة، أهمها تنحية وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل من وزارة الخارجية،الذي قضى فيها أكثر من 40 سنة، ومن ثم تعيين شاب من خارج الأسرة الملكية. وأوضح تاج الدين الحسيني، في تصريح ل »فبراير. كوم »، أن السعودية كانت دوما متحفظة في علاقاتها الخارجية، خاصة على المستوى العسكري، لكن في عهد الملك الجديد شنت حربا في مواجهة الحوثيين في اليمن، وهي ظاهرة جديدة في سلوك السعودية على المستوى الخارجي. أما على المستوى الداخلي، يقول تاج الدين الحسيني، هناك أمثلة عديدة على زلزلة وإعادة هيكلة النظام الملكي في السعودية، وأكبر دليل على ذلك هو تعيين ولي عهد جديد، الأمير محمد بن نايف (55 سنة)، وولي عهد لولي العهد في شخص ابنه الأمير محمد بن سلمان (30 سنة). وأكد أن هناك تغييرات ستكون منتظرة، مع إعادة الهيكلة، سواء على المستوى الاجتماعي أو على صعيد التحالفات الإقليمية، مشيرا إلى أن التحالف على الصعيد العربي مع مصر والمغرب، لم يكن إلا نتيجة التحول الجديد. وأوضح تاج الدين الحسيني أن الخطة التي كانت تتبعها الولاياتالمتحدة باستبعاد دول الخليج والشرق الأوسط من التحالف الأمريكي، وربما تعويضه مستقبلا بالتحالف مع إيران، ربما قد تتراجع عنها، خاصة بعد أن أفلح الملك الجديد في استقطاب عدة بلدان أوروبية، وخاصة فرنسا، وإعادة تسليح الجيش السعودي بأسلحة وطائرات فرنسية، وبناء تحالفات جديدة، ما أثار حفيظة أميركا، التي اضطرت إلى برمجة مؤتمر استثنائي خلال الأسبوع المقبل مع كل القادة الخليجيين، لتعيد النظر في علاقاتها مع دول الخليج، والسعودية هي قلب دول الخليج وكل التغييرات تنعكس على المنطقة، ولاحظوا معي، يضيف الاستاذ الحسيني، انه لأول مرة سيحضر قمة خليجية رئيس غربي، وهو رئيس فرنسا، كما أنها المرة الأولى التي تتخذ فيها القرارات بالإجماع، بما في ذلك قطر.