بعد توتر العلاقة بين الأمير ومملكة محمد السادس، وحدوث تطورات فيها بعد قضية الجمرة الخبيثة، التي بدأت مزحة بين صديقيه عبد القادر لعلج وهشام القادري، وانتهت بهذا الأخير وراء القضبان بعد دخول الجنرال حميدو العنيكري على الخط، ثم محاولة إقحام وليد بلحاج، السائق الخاص السابق للأمير، للاعتراف بوجود علاقات سرية ودائمة للأمير بضباط سامين في الجيش، لكن، السائق رفض، بعدها سيتم اللجوء إلى والده، حيث استمرت موجة الضغوط، تقول "الأيام" في عددها لهذا الأسبوع. حاول الأمير في هذه الظروف أن يوضح الصورة للملك، بدل الاستجابة لضغوطات العنيكري، حيث اتصل برشدي الشرايبي الذي سبق أن وعده بحل أي مشكلة تعترضه، حينما التقاه آخر مرة في القصر رفقة عبد الحق المريني وفؤاد عالي الهمة، لكن لا شيء تغير بعد أن استمرت مراقبته وملاحقة زوجته وأصدقائه من طرف أشخاص يمتطون سيارات. وفي هذه الأجواء، اتصل "فرانسوا سودان" الذي كان يشتغل رئيس التحرير "جون أفريك"، يخبر الأمير بتحديد موعد له، وبأن مقالا كتبه في عدد المجلة اللاحق يتضمن معطيات لن تروقه، ولذلك، يقول الأمير، كما ورد في نفس الأسبوعية، أن "سودان" يعرف ما يريد، حيث كان عنوان المقال "الرجل الذي أراد أن يكون ملكا"، والذي طبع تلك المرحلة، غير أن الأمير رفض لقاء "سودان" ليس بسبب المعطيات التي تضمنها المقال حول شخصه، ولكن بالنظر للمعطيات التي تضمنها عن والده، الأمير مولاي عبد الله، والتي اعتبرها مولاي هشام مسا بذاكرة والده، بعدما وصفه المقال بعاشق الكؤوس إياها، وعاشق النساء أيضا. ويستمر الأمير في الكتاب قائلا، أنه في هذه الظروف، قرر الأمير مغادرة البلاد، والسفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفي الطريق إليها، اتصل به الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، حينما وصل إلى باريس، فقال له جملة قال الأمير إنه لن ينساها أبدا: "أقول دائما إن المخزن المغربي أكثر قساوة من جنرالات الجزائر".