تحكي فتحية الخياطي خادمة الكاتب المغربي صاحب الرواية الشهيرة "الخبز الحافي" محمد شكري، ليومية "الأخبار"، "أنه كان شديد التعلق بكلبه "جوبا"، وتتذكر يوما عاد شكري الى البيت غاضبا وحين سؤاله عن السبب حكى لها أن "أحد اساتذة الفلسفة الذين يكرهونه، قام بدراسة تحليلية لعلاقته الخاصة بكلبه...مستخلصا أنها فقط حالة تعويضية لجأ إليها شكري كونه عاش حياة لم يلق فيها سوى الحرمان والقسوة زالنبذ.."، كان يصرخ حينها وهو ثمل "إن جوبا هذا أحسن بكثير من ذاك الغبي، الذي يحسب نفسه فيلسوفا.." جوبا" هذا أحسن منهم كلهم". وتضيف فتحية الخياطي، أن شكري تألم كثيرا لمرض "جوبا" وكان يتحاشى النظر فيه..ليس كرها له، بل لأنه كان يخاف من الضعف الذي أصبح يجسده...بعد أن شاخ المسكين، وبدأ وبره بالتساقط بغزارة الى أن نفق، حين نفوق "جوبا" كان شكري مسافرا الى مصر وأخبرته بالهاتف..صمت طويلا ليقول لي بعد أن استجمع انفاسه أنه سيكلف محمد البوكيلي ، الذي كان أنذاك مدير لمحطة إذاعة طنجة وقتها...ويكلفه بدفن "جوبا"، انصرفت ذلك اليوم مبكرا الى بيتي وحين عدت الى الشقة في الغد وجدت شكري جالسا القرفصاء قرب بيت "جوبا" الخشبي وأول عبارة تفوه بها عند رؤيتي هي "أين قبره؟".